استشهاد ثلاثة شبان في قباطية وحملة تجريف في جنين ومخيمها
2024-06-14
استشهد ثلاثة شبان في بلدة قباطية، أمس، خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، بالتزامن مع شنها عملية عسكرية في مدينة جنين ومخيمها، جرفت خلالها شوارع وبنى تحتية وممتلكات عامة وخاصة، وأصابت ونكلت بالمواطنين، وأعلنت خلالها المخيم منطقة عسكرية مغلقة.
وأبلغ محافظ جنين كمال أبو الرب "الأيام"، أن سلطات الاحتلال أبلغت الهيئة العامة للشؤون المدنية بارتقاء شهيدين داخل المنزل المستهدف، في بلدة قباطية بعد أن احتجزت الجثمانين اللذين قالت مصادر محلية إنهما يعودان للمقاومين محمد عصري فياض الملقب "حمودي العصري" ومحمد الشلبي الملقب "أبو الجابر" من مخيم جنين.
وفي وقت لاحق، استشهد الشاب قيس محمد زكارنة (20 عاماً) جراء إصابته بعيار ناري في رأسه، خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت في محيط المنزل المستهدف.
وروى شهود عيان لـ"الأيام"، أن وحدات "المستعربين" تسللت إلى بلدة قباطية بمركبتين تحملان لوحات تسجيل فلسطينية، وحاصرت منزل المطارد صالح أبو زيد حيث تحصن مقاومون بادروا إلى الاشتباك مع تلك الوحدات وهي تتمركز في محيط المنزل المستهدف، ما دفع قوات الاحتلال إلى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة ترافقها جرافات مدعومة بغطاء جوي وفرته مروحيتا "أباتشي".
وأكد الشهود، أن قوات الاحتلال قصفت المنزل بصواريخ محمولة من الكتف،
بينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن قوات "اليمام" الخاصة نفذت عملية "طنجرة الضغط" في استهداف "مطلوبين" بعد أن حصلت على معلومات وصفتها بـ"الذهبية" حول وجودهم داخل منزل قيد الإنشاء في قباطية.
وأكد ضابط الإسعاف طاهر الصانوري لـ"الأيام"، أن قوات الاحتلال نكلت بجثمان شهيد وانتشلته بوساطة جرافة عسكرية من داخل المنزل المستهدف ومن ثم ألقت الجثمان على الأرض، وألقت كميات كبيرة من التراب فوقه.
وقال الصانوري، إنه شاهد جنود الاحتلال وهم يقتحمون المنزل المستهدف بعد ساعات من حصاره وقصفه، وسط سماع أصوات إطلاق رصاص في الداخل دون معرفة المزيد من التفاصيل.
وفي وقت لاحق، شرعت جرافات الاحتلال بهدم المنزل المستهدف والذي يطارد الاحتلال صاحبه.
وأكد صحافيون أن جنود الاحتلال تعمدوا إطلاق الرصاص عليهم بشكل مباشر لمنعهم من تغطية وقائع العملية العسكرية، خصوصاً بعد أن استهدف الاحتلال المنزل بالقصف من الجو.
وتزامنت تلك العملية، مع عدوان يعتبر الأوسع والأشد من نوعه لقوات الاحتلال على مدينة ومخيم جنين استمر نحو 15 ساعة متواصلة، وشارك فيه المئات من جنود الاحتلال وعشرات الآليات العسكرية وجرافات، تساندها مروحيتان وطائرات استطلاع ومسيرات.
وبدأ العدوان، عند الثالثة والنصف فجراً، عندما بدأت قوات كبيرة من جيش الاحتلال باقتحام المدينة والمخيم وسط اشتباكات مسلحة مع مقاومين استهدفوا الآليات المقتحمة بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة وتمكنوا من إعطاب عدد منها.
وأعلن جيش الاحتلال مخيم جنين منطقة عسكرية مغلقة، واعتدى على الطواقم الطبية ومركبات الإسعاف، ومنع المواطنين من دخول المخيم أو الخروج منه، وسط عمليات دهم وتفتيش طالت عشرات المنازل، وتدمير مركبات وممتلكات وبسطات.
ونفذت جرافات أعمال تجريف واسعة في معظم شوارع المدينة والمخيم، وتحديداً شارعي الناصرة وحيفا، وفي محيط مجمع المدارس التابعة لوكالة الغوث الدولية في المخيم، وحيي الجابريات والزهراء، ودوار الجلبوني، وواد برقين، وسوق الخضار في شارع أبو بكر، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي والمياه وخدمات الاتصالات والإنترنت عن أحياء عديدة، بينما دمرت جرافات الاحتلال صرح الشهداء، ودهمت المسجد التركي في حي "الجابريات".
وقصفت قوات الاحتلال دراجة نارية في حي الجابريات بطائرة مسيرة، وأطلقت النار على شاب بشكل مباشر قبل اعتقاله، واعتقلت شابين آخرين في جبل أبو ظهير، فيما اقتحمت حي وادي برقين غرباً واعتقلت مواطنة للضغط على نجلها.
من جهته، قال مدير مستشفى جنين الحكومي الدكتور وسام بكر، إن قوات الاحتلال أعاقت عمل الطواقم الطبية والإدارية في المستشفى، بسبب فرض حصار على المخيم والشوارع المحيطة بالمستشفى، ما أدى إلى تفاقم معاناة مرضى الكلى الذين منعتهم قوات الاحتلال من الوصول إلى المستشفى عبر منع حركة المواطنين ومركبات الإسعاف على حد سواء.
وأشار بكر إلى أن 185 مريضاً من مرضى الكلى يتلقون العلاج في المستشفى الذي انقطع التيار الكهربائي عنه عدة مرات، ما اضطر الإدارة إلى تشغيل مولدات الكهرباء.
بدوره، قال رئيس بلدية جنين نضال عبيدي، إن الاحتلال جعل من مدينة جنين ومخيمها منطقة منكوبة، حيث دمر مرافق البنية التحتية، واستهدف ممتلكات المواطنين من بيوت ومركبات وبسطات، وتعمد تدمير شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، وأحدث دماراً مهولاً يفوق إمكانيات البلدية بعشرات المرات.
وأضاف عبيدي لـ"الأيام"، إن الوضع الخدماتي في جنين ومخيمها كارثي، وحجم الخسائر في البنية التحتية عالٍ جداً، وجميع الأعمال والتي أنجزت بالسابق دمرها الاحتلال من خلال تجريف الشوارع وتدمير مرافق البنية التحتية ومولدات وخطوط الكهرباء، إلى جانب تجريف بسطات الخضار والملابس المعدة لاستقبال عيد الأضحى، وعدد من مركبات المواطنين في معظم شوارع المدينة.