نفاد مواد التنظيف ينذر بكارثة صحية جديدة في غزة
مع استمرار إسرائيل بإغلاق معابر قطاع غزة وعدم السماح بإدخال مواد التنظيف أو المواد الخام الأساسية اللازمة لصناعتها منذ أكثر من شهرين، تفاقم انتشار الأمراض الجلدية المعدية بصفوف النازحين.
وفي حال توفرها، تشهد أسعار مواد التنظيف المستوردة ارتفاعا كبيرا جدا بحيث يصعب على غالبية المواطنين شراؤها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة جراء استمرار الحرب المدمرة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وشهدت صناعة مواد التنظيف محليا خلال الأشهر الماضية رواجا ملحوظا لتعويض النقص الحاد في المنظفات المستوردة، لكن إغلاق المعابر ومنع دخول المادة الأساسية في صناعة المنظفات أوقفا تلك العمليات المحلية والبدائية.
أمراض جلدية
الطفل محمد دردس (5 أعوام) يعاني من مرض جلدي ناجم عن استخدام مياه جوفية من أحد الآبار في الاستحمام والنظافة، دون عمليات معالجة في ظل عدم توفر مواد التنظيف.
وتقول والدته نور دردس، "نعاني من عدم توفر مواد التنظيف من شامبو وصابون جسم وغيره، وأضطر إلى استخدام مياه مالحة لتنظيف جسد محمد أثناء الاستحمام".
وتضيف وعلامات التعب والإرهاق ظاهرة على ملامحها، "جسد طفلي لا يحتمل هذه المياه المالحة، وعدم توفر المنظفات تسبب بظهور بثور على جسده وتورم في الوجه".
وتشتكي نور من التلوث البيئي الكبير في المنطقة التي تقطن فيها مع آلاف النازحين بسبب تسرب المياه العادمة وانتشار النفايات، ما أدى لتفشي أمراض جلدية كبيرة خاصة مع غياب مواد التنظيف الأساسية.
حساسيّة وبثور
الشابة صباح عبد الكريم تشتكي كذلك من عدم توفر المنظفات في أسواق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، خاصة شامبو الشعر وصابون اليدين.
وتقول عبد الكريم النازحة من مدينة غزة، إن "المنتجات المصنعة محلياً ليست ذات جودة عالية لكنها كانت تفي بالغرض، إلا أنها لم تعد متوفرة بسبب إغلاق المعابر وعدم السماح بدخول المواد الخام اللازمة في التصنيع".
وتضيف، "أصيبت أجسادنا وأجساد الأطفال بحساسية شديدة وظهرت البثور بشكل كبير جدا، أصبحنا نعاني من قلة النظافة الشخصية فالمياه وحدها لا تكفي لعمليات تنظيف الجسد".
وتطالب الجهات الدولية والأممية بالتدخل لإدخال مواد التنظيف ضمن المساعدات الإنسانية المقدمة لسكان قطاع غزة بشكل عاجل، في ظل تفشي الأمراض والأوبئة بشكل كبير، نتيجة للأزمات الصحية والبيئية.
يقول التاجر حسن يونس صاحب محل بيع وتصنيع أدوات التنظيف في المحافظة الوسطى، إنّ الوضع بالنسبة لأدوات التنظيف أصبح صعبا للغاية بسبب عدم توفر مواد التصنيع الأساسية.
ويضيف يونس، "المواطن يأتي إلى متجري مصابا بأمراض جلدية، يستنجد بنا لتوفير مواد التنظيف لمساعدته في التخفيف من هذه الأمراض، لكن للأسف لا نستطيع مساعدته في توفيرها".
ومنذ سيطرة جيش الاحتلال على معبر رفح في 7 أيار الماضي انقطع دخول المساعدات والبضائع للقطاع.