آلاف المواطنين والجرحى محاصرون في الرمال وتلّ الهوا
2024-07-11
تحاصر قوات الاحتلال، لليوم الرابع على التوالي، آلاف الأسر في أحياء تل الهوا والرمال والصبرة جنوب ووسط مدينة غزة، وسط أنباء عن استشهاد أعداد كبيرة من المصابين الذين لم يتمكن أحد من نقلهم إلى المستشفيات.
ويطلق العشرات من المحاصرين في هذه الأحياء مناشدات عبر الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي بضرورة التدخل ووصول طواقم وسيارات الإسعاف والمواطنين لإنقاذهم، وإنقاذ الجرحى الذين تركوا ينزفون منذ اليوم الأول للهجوم الإسرائيلي المفاجئ على المنطقة.
وأفاد محاصرون لـ"الأيام" بأن عدداً كبيراً من المواطنين الجرحى لفظوا أنفاسهم الأخيرة بعد نزفهم لمدة طويلة، وعدم تمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم في ظل القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي المتواصل والمكثف على محيط المنطقة، عدا القناصة وطائرات "كواد كابتر" المسيّرة التي تطلق النار على كل جسم متحرك في المنطقة المحاصرة، التي تتجاوز مساحتها نصف مساحة مدينة غزة.
كما وصلت مناشدات من مواطنين آخرين من عوائل الغلاييني والصفدي وعاشور والنجار وغيرها، بضرورة التدخل لإجلائهم من المنطقة باتجاه المناطق الأقل خطراً شمال مدينة غزة بعد اقتراب عمليات تدمير المنازل الممنهجة إلى منطقة سكناهم.
وأكد مواطنون محاصرون وجود العشرات من جثث الشهداء في الشوارع والطرقات وداخل المنازل، بعد أن أطلق عليهم جنود الاحتلال النار خلال محاولتهم الخروج من المنطقة.
وبالتزامن مع قيام قوات الاحتلال بترحيل أعداد كبيرة من سكان هذه الأحياء إلى منطقة جنوب وادي غزة، التي تضم محافظات الوسطى وخان يونس ورفح، بظروف إنسانية قاسية جداً، طلب جيش الاحتلال من جميع مواطني أحياء مدينة غزة إخلاء المدينة بالكامل والتوجه إلى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وسط مخاوف شديدة في صفوف المواطنين، بعد إعلان قوات الاحتلال كامل المدينة منطقة عمليات حربية خطيرة.
وأشار شهود آخرون لـ"الأيام" إلى قيام قوات الاحتلال بتجريف المنازل في حيّي تل الهوا والصبرة دون إنذار سكانهما، ودون التأكد من خلوهما من المواطنين، كما تقوم بدك المنطقة بمئات قذائف المدفعية على مدار الأربع وعشرين ساعة.
وأفادت مصادر طبية وإسعافية لـ"الأيام" بأنه من الصعب بل من المستحيل وصول سيارات الإسعاف والطواقم الطبية إلى المناطق المحاصرة؛ بسبب تعمّد قوات الاحتلال استهدافها وقتل جميع أفرادها، كما حصل مع عشرات سيارات الإسعاف والطواقم منذ بدء عدوانها على القطاع في السابع من تشرين الأول الماضي.
وأوضح المصدر ذاته أن عدداً من سيارات الإسعاف والطواقم تحاول دائماً استكشاف تضاريس المنطقة لدخولها، ومحاولة إنقاذ بعض الجرحى، إلا أنها سرعان ما تتعرض لوابل من الأعيرة النارية والقذائف بمجرد اقترابها من هذه الأحياء.
وبيّن المصدر نفسه أن عمليات التنسيق التقليدية لدخول سيارات الإسعاف إلى المناطق التي يدخلها الاحتلال مقطوعة تماماً منذ بدء اليوم الأول للحرب، ولذلك فإن تحرك سيارات الإسعاف يتم بشكل ذاتي وارتجالي، ودون التنسيق مع أحد حتى من الجهات الأممية والدولية.
ولفت إلى أن كم المناشدات الذي يصل إلى دائرة الإسعافات التابعة للمراكز والدوائر الإسعافية سواء التابعة لوزارة الصحة في غزة، أو الهلال الأحمر، يتزايد في كل ساعة بسبب زيادة أعداد الجرحى والضحايا في صفوف المحاصرين الذين تقطعت بهم السبل، محذراً من مغبة استشهاد مئات المواطنين بسبب عدم تلقيهم الخدمات الطبية والعلاجية، لا سيما الجرحى، وكذلك بسبب تعرضهم للقصف وإطلاق النار.
وتتركز عملية جيش الاحتلال في هذه الأحياء على منطقة محيط الجامعات والمقر العام لوكالة الغوث "الأونروا"، والتي يتم إنزال جميع المساعدات التي تصل منطقة شمال غزة في مخازنها، حيث تخشى مصادر مؤسساتية من إقدام قوات الاحتلال على حرق كميات كبيرة من المساعدات الغذائية كانت معدّة للتوزيع على السكان.
وتنفذ قوات الاحتلال عمليات عسكرية متواصلة في أحياء متفرقة من مدينة غزة منذ أسبوعين تقريباً، حيث بدأت هذه العمليات باجتياح حي الشجاعية، ثم حيَّي التفاح والدرج وصولاً إلى أحياء تل الهوا والصبرة والزيتون والرمال.