:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/73487

هكذا أعدم جنود الاحتلال 3 مُسنّات من عائلة الغلاييني داخل منزلهن

2024-07-13

شكّل إعدام جنود الاحتلال ثلاث نساء مسنّات، أكبرهن 82 عاماً وأصغرهن 65 عاماً، واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الاحتلال أثناء توغل آلياته واقتحام جنوده لبيوت المواطنين في حي الصبرة ودوار الصناعة وحيّي الرمال وتل الهوا وسط وغرب مدينة غزة، وذلك على مدار خمسة أيام متواصلة من الأسبوع الماضي، قبل أن تنسحب قواته جزئياً من تلك المناطق، فجر أمس.
وكشفت آثار الدمار وجثث الشهداء المتفحمة التي تم انتشالها، فجر أمس، عقب انسحاب قوات الاحتلال من تلك المناطق، عن هول وبشاعة مجازر الإبادة التي ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين في المناطق المذكورة، والتي كان أقلها قيام جنود الاحتلال بإضرام النيران داخل أحد المنازل بعد أن اقتحموه وأعدموا من بداخله.
ميسون يعقوب الغلاييني (82 عاماً) وشقيقتاها رفيدة (70 عاماً) وأروى (65 عاماً)، كن يعشن وحدهن آمنات بمنزلهن في حي الصبرة وسط مدينة غزة، إلى أن اقتحمه جنود الاحتلال في الساعات الأولى من فجر الأربعاء الماضي، وأعدم اثنتين منهن ليترك الأخيرة رفيدة وسطهن جريحة ودماؤها تنزف بعد أن أطلق عليها أحد الجنود عياراً نارياً أصاب كتفها.
تفاصيل مروعة روتها الشهيدة رفيدة الغلاييني قبيل استشهادها بساعات معدودة، في محادثة هاتفية مع شقيقها عبد الرحمن ونجلَيه يعقوب ومهند، الموجودين في مصر، حيث كشفت الشهيدة في تلك المحادثة أدق تفاصيل جريمة إعدام الاحتلال لشقيقتَيها الكبرى ميسون والصغرى أروى.
وروى المواطن عبد الرحمن الغلاييني، في حديث لـ"الأيام"، فحوى المحادثة الأخيرة التي دارت بينه وبين شقيقته رفيدة المقعدة الساعة الرابعة من فجر الأربعاء، حيث اتصلت به رفيدة وقالت له: "ميسون وأروى استشهدتا، جنود الاحتلال أعدموهما".
وأضافت في حديثها لشقيقها: "سمعنا صوت إطلاق نار وانفجارات قريبة من بيتنا، وبعدها بدقائق قام جنود الاحتلال بطرق باب المنزل بعنف شديد وطالبونا بفتحه، فقامت شقيقتي أروى (65 عاماً) بفتح الباب وفور ذلك باغتها أحد الجنود بإطلاق الأعيرة النارية عليها بشكل مباشر، وأرداها شهيدة على الفور".
وتابعت رفيدة في حديثها: "عندما سمعت شقيقتي الكبرى ميسون صوت طلقات النار، وكنت أنا في هذه الأثناء في صالة المنزل لا أستطيع الحراك، خرجت شقيقتي من غرفتها تجاه الصالة، فوجدت أروى مضرجة بدمائها وملقاة على الأرض، وعندما رفعت رأسها ونظرت للجندي قتلها على الفور، وفي تلك الأثناء أطلق عليَّ جندي آخر عياراً نارياً فأصابني في كتفي".
وأشارت رفيدة، في محادثتها الأخيرة قبيل استشهادها بساعات، إلى أن أحد الجنود قام بربط كتفها بخرقة قماش وقام بسحلها إلى جانب شقيقتيها الشهيدتين فقالت له: "لماذا تركتموني؟ اقتلوني مثلما قتلتم أختيَّ".
وبيّن مهند، ابن شقيق الشهيدات الثلاث، أن عمته رفيدة عادت للاتصال مجدداً مع شقيقه يعقوب، وأبلغته بأنها مصابة وتنزف، وأن دخانا كثيفاً يغطي المنزل وتخشى أن تموت اختناقاً من شدة الدخان المنبعث من الغرفة المجاورة لها، التي قام الاحتلال بإحراق محتوياتها قبيل انسحابه من البيت.
ولفت مهند إلى أن الاتصال قطع كلياً مع عمّته رفيدة الساعة التاسعة من صباح الأربعاء، وفي هذه الأثناء تطوع العديد من أبناء العائلة لتوجيه رسائل مكتوبة وصوتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة من أجل إنقاذ المسنة رفيدة، إلا أن جنود الاحتلال كانوا يواصلون محاصرتهم لتلك المنطقة، ويعيثون فيها خراباً وتدميراً وقتلاً للأبرياء داخل بيوتهم.
وقال مهند: الساعة الخامسة، فجر أمس، وبعد انسحاب الاحتلال من المنطقة، توجه عدد من الأقارب والجيران إلى منزل عماتي فوجدهن متفحمات كلياً، وجدران وأثاث المنزل محترقة، ولا نعلم إن كان جنود الاحتلال قاموا بحرق المنزل أو ألقوا عبوة حارقة داخله قبيل انسحابهم من المنطقة.