أشلاء في كل مكان بمخيم للنازحين في المواصي
2024-07-15
هرع فلسطينيون، أمس، لانتشال جثث عشرات القتلى الذين سقطوا بضربة إسرائيلية في المواصي التي كانت إسرائيل قد أعلنتها "منطقة إنسانية" خلال عملية في رفح قرب الحدود المصرية، حيث تناثرت "أشلاء في كل مكان".
وسط دوي صفارات الإنذار وبكاء النساء، عمل مسعفون على انتشال أطفال من تحت الركام ونقلهم إلى مستشفيات قريبة بعد غارة على مخيم للنازحين.
وصاحت فلسطينية نُقلت من المنطقة وهي تبكي، "ماذا فعلنا؟ كنا جالسين على الشاطئ".
وكانت المنطقة تؤوي مئات آلاف النازحين، وفق منظمة "المساعدة الطبية للفلسطينيين" التي تتّخذ مقرا في المملكة المتحدة وتشغّل مراكز طبية في المنطقة.
وجاء في بيان للمنظمة، "على مدى أشهر، حذّرنا من عدم وجود مكان آمن في غزة وسط قصف الجيش الإسرائيلي".
وتصاعد دخان أسود فوق شارع غطّاه الرماد في المواصي حيث شوهدت جثث غارقة في برك دماء، تمت تغطية بعضها.
بصعوبة، عمل رجال على نقل المصابين إلى سيارات إسعاف، فيما تم تحميل آخرين على عربات تجرها حمير.
على الرغم من إعلان مستشفى ناصر أنه غير قادر على استقبال مزيد من الحالات، تواصل تدفق سيارات الإسعاف ونقل المصابين، وبينهم رجل ربطت ساقة بمنشفة في محاولة لوقف النزف.
وأفادت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لويز ووتريدج بعيد زيارة أجرتها للمستشفى، بأن كثرا من الجرحى هم أطفال، متحدثة عن "مشاهد مروعة حقا".
وقالت، "هناك كثير من الغضب والاستياء" في صفوف سكان هذه المنطقة "لأنه قيل لهم إنها مكان آمن".
قال الجيش الإسرائيلي، إن "المجمع المستهدف هو عبارة عن منطقة مفتوحة ووعرة"، وأضاف، "لم يكن فيها مدنيون بحسب معلوماتنا". لكنه اتهم في بيان سابق قادة (حماس) "بالاختباء بين المدنيين".
وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل بأنه "ما زالت هناك العديد من جثامين الشهداء متناثرة في الشوارع وتحت الركام وبين خيام النازحين لا يمكن الوصول إليها بسبب كثافة القصف الذي استهدف به الاحتلال أماكن وخيام النازحين".
وروى محمود أبو عكر كيف سقطت الصواريخ بكثافة.
وقال، "كلما حاول أحدهم الاقتراب لإنقاذ آخرين، كانوا يضربون"، مشددا على أن الضربة وجّهت "بدون تحذير".
وقال محمود شاهين وقد بدا عليه التأثر الشديد، "أشلاء في كل مكان"، مضيفا، "أمر لا يتصوره عقل".