قوات الاحتلال تقتحم مدن متفرقة في الضفة الغربية وتنفذ حملة اعتقالات وتهدم منازل وتعزز حصار البلدة القديمة في الخليل
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في الضفة الغربية حيث نفذت حملة اعتقالات طالت 22 فلسطينيا، فيما هدمت منازل ومنشآت زراعية في وعززت من إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة من الخليل عبر إغلاق ثلاثة مداخل تقود إليها.
وفي الخليل، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة من مدينة الخليل، وعزلت ثلاثة أحياء فيها بشكل كامل، بعد أن أغلقت المداخل المؤدية إليها.
وذكر الناشط عارف جابر في حديث صحافي، أن قوات الاحتلال عزلت أحياء السلايمة وجابر ووادي الحصين بشكل كامل عن باقي المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، بعد أن أغلقت بالأسلاك الشائكة كل مداخل ومخارج تلك الأحياء التي تربطها مع باقي أجزاء المدينة.
وأضاف أن قوات الاحتلال تجبر المواطنين في الأحياء الثلاثة على التوجه إلى ما يسمى حاجز “160” العسكري، للخروج أو الدخول إلى الأحياء الثلاثة المذكورة، والذي يبعد عنها نحو 2 كم، وتشترط على المواطنين تسجيل أسمائهم بشكل مسبق للسماح لهم بالعبور.
وأشار إلى أن جنود الاحتلال المتواجدين على الحاجز يمارسون بحق الأهالي شتى أنواع التنكيل ويمنعونهم في معظم الأوقات من الوصول إلى منازلهم.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، صعّدت قوات الاحتلال والمستعمرون انتهاكاتهم بحق أهالي البلدة القديمة من مدينة الخليل، التي تتمثل بفرض قيود على حركة تنقلهم، وفرض حظر للتجوال في الليل وقد يمتد أحيانا إلى النهار، إضافة إلى اقتحام المنازل والتنكيل بالمواطنين.
وفي ذات السياق، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزلا وغرفة زراعية في الخليل، جنوب الضفة الغربية.
وذكر مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة حسكا شمال غرب الخليل، وهدمت منزلا قيد الإنشاء، يتكون من ثلاثة طوابق و”روف”، يعود للمواطن عبد الكريم زلوم.
وأضاف أن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة فرش الهوى، وهدمت غرفة زراعية ودمرت محتوياتها، وأتلفت عددا من الأشجار المثمرة وجدرانا استنادية، تعود للمواطن صفوت القواسمة.
وفي أريحا، هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي 3 منشآت سكنية لمواطنين في قرية الجفتلك بالأغوار.
وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال هدم منشأتين سكنيتين مسقوفتين بالصفيح، مساحة إحداهما 120 مترا مربعا، والأخرى 160 مترا مربعا تعودان للمواطن عايد دعيس من “تل الصمادي”، ومنشأة سكنية أخرى تعود للمواطن أنور جودة من “خربة علان” في قرية الجفتلك بالأغوار.
وفي بيت لحم، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، شقة سكنية في قرية الولجة شمال غرب بيت لحم.
وأفاد رئيس المجلس القروي في الولجة خضر الأعرج، بأن قوة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات اقتحمت منطقة عين حويزة في القرية، وهدمت شقة سكنية تعود للمواطن أحمد سمير أبو خيارة.
وأوضح، أن الاحتلال هدم الشقة التي هي قيد الإنشاء بحجة البناء دون ترخيص، وهي عبارة عن طابق ثانٍ من منزل المواطن أبو خيارة.
وكانت قوات الاحتلال، قد هدمت في الخامس عشر من تموز/ يوليو الجاري، خمسة منازل بحي المقبرة في منطقة عين جويزة في قرية الولجة.
وفي ملف الاعتقالات اليومي، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، 22 مواطناً على الأقل من الضفة، بينهم صحفي، وطفل، إضافة إلى أسرى سابقين.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، في بيان صحفي مشترك، أن عمليات الاعتقال تركزت في محافظتي رام الله، والخليل، فيما توزعت بقيتها على محافظتي طولكرم، والقدس، ورافقها اعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب تدمير وتخريب منازل المواطنين.
اعتقال صحافي للمرة الثالثة
وخض نادي الأسير في بيانه اعتقال الصحافي حازم ناصر معتبرا أن اعتقاله رفع عدد حالات الاعتقال بين صفوف الصحافيين بعد السابع من أكتوبر إلى (91) صحافياً، تبقى منهم رهن الاعتقال (53)، منهم (6) صحافيات، و(16) صحافيًا من غزة على الأقل ممن تمكّنا التأكد من هوياتهم، ومن بين الصحافيين (17) رهن الاعتقال الإداري.
وقالت اعتدال ناصر، والدة الصحافي حازم ناصر، إن كاميرات المراقبة الخاصة بالعائلة أظهرت أن جيش الاحتلال بدأت بحصار منزل حازم ناصر عند الساعة 3.30 فجرًا، ثم استخدموا السلالم للصعود فوق المنزل للطابق الثاني، وداهموا منزل حازم عند الساعة 4:00 فجرًا.
وأوضحت اعتدال ناصر، في حديث صحافي، أن زوجة حازم سمعت أصواتًا فوق سطح المنزل، فأيقظت حازم وتوجه لباب غرفة النوم، إلا أن الجنود كانوا قد وصلوا إليه في غرفة نومه.
وأضافت، أن جنود الاحتلال فتشوا منزل حازم وقاموا بأعمال تخريبية فيه، كما اقتحموا منزل شقيقه وقاموا بتخريب غرفة نومه، قبل أن يعتقلوا حازم ويقتادوه إلى جهة مجهولة.
وأفادت ناصر أن ضابط المخابرات الإسرائيلي المسؤول عن مدينة طولكرم، اتصل بحازم وطلبه للمقابلة بعد عيد الأضحى، وخلال المقابلة قال لحازم “إنه يوجه له التحذير الأخير والفرصة الأخيرة، وإلا سيتم اعتقاله، فرد عليه حازم بأنه لا يقوم سوى بعمله الصحافي”.
وأضافت، أن حازم أبلغ ضابط المخابرات في المقابلة بأنه ينوي السفر مع زوجته في إجازة، بعد إزالة حظر منع السفر الأمني عنه، فرد عليه الضابط “أنه لا توجد أي معوقات لذلك”.
وأكدت، أن نجلها حازم سافر بالفعل مع زوجته وأولاده ووالده بعد العيد، ولكن تم إيقافه على الجسر لمدة 3 ساعات ونصف، و”التعامل معه بشكل غير أخلاقي”، ثم منعه من السفر، بالرغم من إبلاغه من قبل المحامي بأنه مسموح له بالسفر.
يذكر أن هذا الاعتقال هو الثالث لحازم ناصر في سجون الاحتلال، ويصل مجموع فترات اعتقاله سنتين، عدا عن عدة اعتقالات سياسية في سجون أجهزة الأمن الفلسطينية.