إسرائيل تحاول ان تغتال قيادياً في حزب الله في بيروت في غارة جوية
2024-07-31
نفّذ الجيش الإسرائيلي، مساء أمس، غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله"، مستهدفاً بحسب قوله قيادياً "مسؤولاً" عن القصف الدامي على الجولان المحتل، والذي توعدت إسرائيل بالرد عليه.
وفي ساعة متأخرة من الليلة الماضية، أعلن الجيش الإسرائيلي رسمياً اغتيال القائد في "حزب الله" فؤاد شكر.
وقالت القناة "14" العبرية: إن إسرائيل تلقت تأكيداً رسمياً حول مقتله.
فيما ذكر مصدران أمنيان في لبنان في وقت سابق من أمس، أن القائد في "حزب الله"، فؤاد شكر، نجا من محاولة الاغتيال .
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية، عن مسؤول حكومي لبناني رفيع، تأكيده أن القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر نجا من القصف الإسرائيلي.
من جهتها، قالت وكالة "تسنيم" الإيرانية: إن "الهجوم الصهيوني بضاحية بيروت فشل ولم يؤدِّ إلى استشهاد فؤاد شكر".
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أنه "نفّذ ضربة محددة الهدف في بيروت على القيادي المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس، وقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين الآخرين".
في المقابل، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: إن "هناك احتمالاً كبيراً بمقتل القيادي في حزب الله فؤاد شكر، وهو المسؤول عن جميع العمليات العسكرية لحزب الله، لأن المعلومات كانت دقيقة وفؤاد شكر كان موجوداً بالمبنى، والقنابل أصابت الهدف بدقة".
وقال شهود عيان: إن صواريخ عدة سقطت على المبنى المستهدف، وإن قوى الأمن اللبنانية فرضت طوقاً أمنياً حول موقع الغارة الإسرائيلية.
وقال مصدر طبي لبناني: إن الغارة الإسرائيلية خلّفت 3 شهداء وأكثر من 85 مصاباً، وألحقت أضراراً مادية جسيمة في الأبنية والسيارات.
وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية، فقد استهدفت الغارة الإسرائيلية بـ3 صواريخ مبنى الربيع في محيط مجلس شورى "حزب الله" في الضاحية الجنوبية، ما أدى لانهياره.
وبعد دقائق على الضربة، أمس، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في منشور على منصة "إكس": إن حزب الله "تجاوز الخط الأحمر".
وأفاد مصوّر فرانس برس في الضاحية الجنوبية لبيروت بإصابة الطبقة الأخيرة من مبنى مؤلف من ثماني طبقات، ومحاولة سيارات إسعاف شق طريقها وسط حشود تجمّعت حول سيارات مغطاة بالركام.
وفؤاد شكر، وفق وزارة الخارجية الأميركية، "قيادي عسكري رفيع" في "حزب الله" في جنوب لبنان أدى "دوراً أساسياً" في "عمليات عسكرية لحزب الله في سورية"، وهو أيضاً "أحد العقول المدبرة لتفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية" في بيروت في العام 1983.
وشُكر مطلوب من الإدارة الأميركية التي عرضت العام 2017 خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي للوصول إليه.
في الأثناء، ندد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بـ"العدوان السافر" على الضاحية الجنوبية لبيروت، واعتبره حلقة في سلسلة العمليات العدوانية.
وأضاف ميقاتي: "نضع العدوان الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها، كما سنحتفظ بحقنا الكامل في اتخاذ كل الإجراءات التي تساهم في ردع العدوان الإسرائيلي".
من جهته، أكد وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، أن لبنان يعتزم تقديم شكوى في الأمم المتحدة ضد إسرائيل.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التقى مع كبار قادة الجيش الإسرائيلي في مكتبه، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب القصوى تحسباً لرد "حزب الله".
وأكدت الصحيفة أنه لم يتم إبلاغ الوزراء في المجلس السياسي الأمني (الكابينيت) بالهدف قبل تنفيذ العملية خوفاً من التسريبات.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: إن "الضربة في بيروت تمثل رد إسرائيل على حادث مجدل شمس، وبالنسبة لإسرائيل انتهى الهجوم والأمر يعتمد على رد فعل حزب الله".
وأضافت الهيئة: إن القرار بشأن هدف هجوم الضاحية الجنوبية اتخذ، الأحد الماضي، مع عودة نتنياهو من واشنطن، مؤكدة أن إسرائيل أبلغت الإدارة الأميركية قبل تنفيذ محاولة الاغتيال في بيروت.
وبهذا الصدد، طالبت البلدات الحدودية الإسرائيلية سكانها بتوخي الحذر، والاستماع لتعليمات الجبهة الداخلية.
كما تلقت فرق الإسعاف والإنقاذ في شمال إسرائيل تعليمات بالبقاء على أهبة الاستعداد القصوى.
وعلى الفور، قالت وزارة الخارجية الأميركية: إن "دعم الولايات المتحدة لأمن إسرائيل قوي ولا يتزعزع ضد التهديدات المدعومة من إيران، بما في ذلك تهديد حزب الله".
وأضافت الخارجية الأميركية: إنها تعتقد أنه يمكن تجنب التصعيد ومواصلة العمل نحو التوصل إلى حل دبلوماسي.
بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن: إن الولايات المتحدة ستدافع عن إسرائيل إذا تعرضت لهجوم من "حزب الله".
من جهته، دعا البيت الأبيض إلى حل دبلوماسي للصراع بين إسرائيل و"حزب الله".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير: "لا نعتقد أن حرباً شاملة أمر حتمي. نعتقد أنه لا يزال من الممكن تجنبها".
ولم تعلّق المتحدثة بشكل مباشر على الهجوم الإسرائيلي في بيروت، وأكدت أن الرئيس الأميركي جو بايدن يؤمن بالحلول الدبلوماسية.