جريمة اغتيال هنية تصدم النازحين.. كانوا ينتظرون أنباء عن وقف إطلاق نار
2024-08-01
أضاف نبأ استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية صدمة جديدة إلى نفوس النازحين الذين كانوا ينتظرون أي أنباء عن عقد صفقة وقف إطلاق النار.
وتناقل هؤلاء النازحون نبأ الاغتيال بحزن وغضب شديدين، معبرين عن سخط كبير على حكومة الاحتلال التي تواصل جرائمها بحق الفلسطينيين في كل مكان وكل وقت.
المسن أبو عبد الله اليازجي جلس عند حافة خيمته البالية، يستمع لنشرات الأخبار ويتناقل ما يستمع إليه مع مجموعة أخرى من النازحين في مخيم "الصمود" غرب خان يونس.
بدا اليازجي وهو معلم متقاعد، حزيناً ومتعباً جراء ما تناقلته وسائل الإعلام من جرائم بحق الشعب الفلسطيني تنفذها قوات الاحتلال، وقال في حديث لـ "الأيام": لا يكفي ما نحن فيه حتى نصحو على نبأ استشهاد هنية"، مشيراً إلى أن إسرائيل تواصل قتل الشعب الفلسطيني بكل فئاته وأطيافه دون مبالاة أو اهتمام بالرأي العالمي.
وأضاف: "بدلاً من أن نسمع أنباء عن وقف إطلاق نار نسمع عن جرائم اغتيال بحق القادة".
وقال النازح في دير البلح أحمد أبو جلهوم: صدمنا بشدة من نبأ الاغتيال لكننا لم نصدم من جرائم الاحتلال التي نتوقعها والتي يمارسها بحق المدنيين جهاراً نهاراً.
وأضاف لـ"الأيام": إنه لم يكن من المتوقع أن يصل عدوان الاحتلال إلى هذا المستوى من القادة.
وقال أبو جلهوم، وهو في الستينيات من عمره، إن اغتيال هنية في هذه الأوقات من العدوان على قطاع غزة يذكرنا باغتيال القائد خليل الوزير في أوج انتفاضة الحجارة في العام 1988.
وكان أغلب الغزيين المحظوظين بالحصول على تيار كهربائي يتابعون شاشات التلفاز التي تغطي نبأ الاغتيال وتداعياته وكلهم شغف بمتابعة التطورات السياسية والميدانية.
يقول محمد غانم صاحب مكتبة في دير البلح إن التطورات الميدانية تتلاحق وإسرائيل تسابق الزمن في ارتكاب أكبر عدد ممكن من الجرائم.
وأضاف غانم إن نبأ الاستشهاد كان صادماً وأضاف حزناً إلى نفوس النازحين الذين يعانون من مرارة العيش والعدوان منذ أكثر من عشرة أشهر متتالية.
ورأى أنور الصالحي في الخمسين من عمره أن ما تقوم به قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني سواء في فلسطين أو دول الشتات أصبح أمراً يجب أن يدفع الدول العربية من أجل التدخل لمساندته وليس على صعيد المساعدات الإنسانية بل على صعيد التدخل السياسي الفاعل.
وفور تناقل وسائل الإعلام العالمية خبر اغتيال هنية، توافد آلاف المواطنين من مناطق النصر والشيخ رضوان والرمال المجاورة إلى منطقة سكن هنية وسط مخيم الشاطئ لمواساة من تبقى من سكان فيها، والتعبير عن الغضب الشديد.
ولم يأبه هؤلاء المواطنون بشدة القصف الجوي والبحري الذي شنته قوات الاحتلال على المخيم والتحليق المكثف للطائرات الحربية المسيرة والمأهولة، وواصلوا التوافد إلى المنطقة لتقديم التعازي لمن تبقى من ذويه في المنطقة.
وولد هنية وترعرع وعاش في مخيم الشاطئ في مطلع الستينيات من القرن الماضي حتى خروجه من غزة في مهمات عمل بعد فترة وجيزة من انتخابه قائداً للمكتب السياسي لحماس قبل ستة أعوام تقريباً، كما اتخذ من منزله في المخيم مكاناً لمكتبه وعمله سواء كقائد للمكتب السياسي لحماس أو حتى خلال فترة توليه رئاسة الحكومة في العام 2006.
وقال عدد من سكان المخيم في أحاديث منفصلة مع "الأيام"، إنهم سيفتقدون كثيراً هنية، ووصفوه بأنه من أكثر الشخصيات التي اهتمت بأبناء مخيم الشاطئ بشكل خاص الذي يعاني الكثير من سكانه من فقر مدقع وأوضاع معيشية قاسية.