:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/73658

شمال غزة: إجبار عشرات الآلاف على النزوح بظروف قاسية

2024-08-08

أجبر جيش الاحتلال أكثر من أربعين ألف مواطن من سكان محافظة شمال غزة على النزوح من مناطقهم باتجاه مركز مدينة غزة، على بعد عشرة كيلومترات.
وهدّد جيش الاحتلال في ساعة مبكرة من فجر أمس، بتنفيذ عدوان عسكري فوري على مناطق بيت حانون وبيت لاهيا والمناطق المحيطة بها، داعياً سكانها والنازحين في مراكز الإيواء داخلها إلى إخلائها على الفور.
وبدأت أفواج المواطنين من هذه المناطق بمغادرة منازلهم ومراكز الإيواء في المنطقة، وسط ظروف أمنية وحياتية غاية في القسوة.
ومع الغياب شبه التام القسري لوسائل النقل والمواصلات، اضطر هؤلاء المواطنون إلى مغادرة المناطق سيراً على الأقدام وسط بكاء وآهات الأطفال وكبار السن، الذين اضطروا للتوقف أكثر من مرة في الطريق لعدم قدرتهم على استكمال المشي، كما هو الحال مع المسن محمود المصري، الذي توقف في الطريق أكثر من عشر مرات.
وحط المصري، في السبعينيات من عمره، ونحو خمسين من أفراد أسرته وأقاربه في ساحة مركز إيواء على مشارف مخيم جباليا، بعد رحلة استغرقت ثلاث ساعات بانتظار تجهيز مكان لهم من قبل إدارة المركز.
واشتكى المصري من آلام حادة في قدميه وبطنه بسبب رحلة النزوح الطويلة، قطعوا خلالها أكثر من ستة كيلومترات متواصلة.
وقال المصري لـ"الأيام": هذه المرة العاشرة أو الحادية عشرة التي ينزح فيها من منطقة شارع المصريين شرق بلدة بيت حانون، بسبب العدوان الإسرائيلي.
وبيّن أن آخر مرة نزح فيها كانت قبل شهر ونصف الشهر فقط، معرباً عن أمله بأن يحصل على مكان في المركز المكتظ بالنازحين ممن دمر الاحتلال منازلهم، يجنبه عناء البحث عن مكان آخر.
وذكر حفيده إيهاب المصري، الذي اعتنى فيه طوال رحلة النزوح، أنهم اضطروا للخروج من منطقة سكناهم في ساعة مبكرة من الصباح، ليتمكنوا من الوصول إلى المناطق الآمنة غير المشمولة بالإخلاء بشكل سريع، بعد تهديد جيش الاحتلال بشن عملية عسكرية سريعة وفورية في المنطقة.
وتساءل إيهاب: ماذا تبقى من بلدة بيت حانون كي يعود لها جيش الاحتلال ينفذ عدواناً جديداً، بعد تدميره أكثر من 90% من مباني ومنشآت البلدة على مدار عشرة أشهر من الحرب.
وأوضح أن هذه المرة من أصعب مرات النزوح، بسبب انعدام وسائل النقل والمواصلات، واضطرار الغالبية العظمى من المواطنين لإخلاء المنطقة سيراً على الأقدام، دون اصطحاب الحد الأدنى من أمتعتهم الشخصية.
ونقلت سيارات الإسعاف عدداً كبيراً من النازحين بسبب تعرضهم لنوبات إغماء وحالات جفاف وعدم قدرتهم على المشي، وذلك حسب ما أفاد به سمير الدهري أحد ضباط الإسعاف، الذي أكد أن الأوضاع الصحية والنفسية للنازحين سيئة جداً، وتحتاج إلى تدخلات طبية ونفسية سريعة.
ولفت إلى أن أكثر من خمس سيارات إسعاف تعمل منذ ساعات الصباح على الاعتناء بنقل النازحين المرضى إلى مراكز إسعافية وطبية لتقديم الخدمات الطبية الأولية لهم على الأقل.
ومع اكتظاظ مراكز الإيواء في المناطق القريبة من المناطق المهددة بالإخلاء، خاصة في مخيم جباليا، سيضطر النازحون إلى التوجه غرباً في رحلة نزوح طويلة بحثاً عن ملاذ في منطقة غرب مدينة غزة التي تخلو من المواطنين على أمل أن يجدوا مكاناً يؤويهم.
وقال المواطن سامي أبو جراد، الذي غادر منطقة الحطبية في بيت لاهيا، إنه سيتوجه إلى منطقة الشيخ رضوان التي تبعد عن منزله نحو عشرة كيلومترات على أمل أن يجد مكاناً يلجأ إليه، سواء أكان منزلاً مدمراً أم مركز إيواء.
وأوضح أبو جراد أن جميع المدارس ومراكز الإيواء القريبة منه مكتظة بالنازحين، ولا يمكنها استيعاب أعداد جديدة.