غزة: الصواريخ والقذائف المتناثرة تجبر الآلاف على البحث عن فرص للنجاة
2024-08-08
"نأمركم بإخلاء منازلكم ومناطقكم .. جيش إسرائيل سيقوم بتنفيذ أعمال قتال. لسلامتكم غادروا منازلكم فوراً إلى المناطق الإنسانية"، هذه التعليمات والأوامر أو ما يشابهها باتت تشكل أكبر قلق وتوتر للسكان والنازحين في كافة مناطق تواجدهم بقطاع غزة.
ولليوم الثالث على التوالي، لا يزال سكان مناطق قليبو، والمنشية، وبيت حانون، والشيخ زايد، شمال قطاع غزة، وسكان الشيخ ناصر وقيزان أبو رشوان، والسلام، وجورت اللوت، ومعن وقيزان النجار والمناطق المجاورة لها جنوب شرقي خان يونس، يتلقون أوامر بالإخلاء؛ استعداداً لتنفيذ توغل وأعمال قتال عسكرية لجيش الاحتلال في مناطقهم السكنية.
ويواجه المواطنون في قطاع غزة بشكل عام أوامر الإخلاء وتعليمات الاحتلال بالنزوح بكثير من الغضب والاستياء، تحت وقع استمرار القصف بمختلف أشكاله الجوي والمدفعي.
وقال المواطن جميل سويلم (46 عاماً): إنه غادر خيمته التي أقامها عند أنقاض منزله المدمر في حي الشيخ زايد شرق بيت لاهيا، للمرة التاسعة منذ بدء العدوان، لافتاً إلى أنه كان قد غادر منزله قبل تدميره أربع مرات، وفي الخامسة عاد ليجده مدمراً.
وأضاف: ها نحن نغادر الخيمة للمرة الرابعة ونتوجه إلى غرب غزة؛ لننجو بحياتنا من القصف والتدمير الذي تمارسه قوات الاحتلال".
وذكر شهود عيان أن السكان في تلك المناطق رفضوا مغادرة محال سكنهم ونزوحهم في بداية سقوط منشورات ألقتها طائرة للاحتلال، إلا أن تكثيف القصف المدفعي دفعهم إلى المغادرة على عجل.
وأشار الشهود إلى أن قوات الاحتلال أطلقت نحو عشر قذائف مدفعية في محيط منطقة قليبو والشيخ زايد، من أجل دفع المواطنين إلى المغادرة، لافتين إلى أن هذه القذائف تسببت بأضرار في البنية التحتية وإصابة عدد قليل من المواطنين.
"لم يعد سكان قطاع غزة لديهم القدرة أو الإمكانية للمضي في حركة النزوح المتكررة، والتي لا يكف الاحتلال عن ممارستها بحقهم تحت التهديد بالقتل والتدمير". هكذا قال أحد النازحين الجدد، مفضلاً عدم كشف هويته، من منطقة جنوب شرقي خان يونس بينما كان يحط رحاله في منطقة أصداء المكتظة بالنازحين.
وأوضح أنه كان من أواخر الناس الذين قرروا النزوح، مؤكداً أن المنطقة خلت من أصحابها في الوقت الذي كثفت قوات الاحتلال من القصف الجوي والمدفعي فيها.
"الغريب أن الاحتلال يطلب من السكان والنازحين على حد السواء إخلاء منطقة سكنهم أو تواجدهم إلى مناطق إنسانية، مع العلم أنه لا يوجد مناطق إنسانية أو آمنة" هكذا علقت المواطنة "أم سليم" في الخمسينيات من عمرها، بغضب شديد، بعد أن لملمت ما خف وزنه من الأثاث، وغادرت مع أبنائها منطقة قليبو شمال قطاع غزة.
وبينت أنها نزحت عدة مرات عن منزلها خلال الأشهر الماضية إلى غرب غزة، وهناك تعرضت للقصف مع أفراد أسرتها، ما سبب لها جروحاً طفيفة، لتعود إلى منزلها وتجده مدمراً لكنها سكنت بين أنقاضه.
وتابعت: "تخيّل أن تقيم بين الركام بظروف حياة صعبة وقاسية وتأتيك أوامر بالأخلاء الفوري دون تحديد وجهة ذلك"، لافتة إلى أنها غادرت المكان تحت وقع القصف الذي استهدف منطقة قليبو، أول من أمس.
وأوضحت "أم سليم": خرجت مع أفراد أسرتي وجيراننا لنجد حشوداً من النازحين تتجه من الشرق إلى الغرب، لكن دون تحديد الوجهة التالية.