بن غفير يقود اقتحام آلاف الإسرائيليين للأقصى وإقامة صلوات وطقوس تلمودية
2024-08-14
أدى آلاف من اليمينيين المتطرفين الإسرائيليين صلوات وطقوسا تلمودية ورقصوا ورفعوا العلم الإسرائيلي ورددوا بصوت مرتفع النشيد الوطني الإسرائيلي في باحات المسجد الأقصى بعد اقتحامه، أمس، في نسف للوضع القائم بالمسجد.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن ٢٩٥٨ متطرفا اقتحموا المسجد الأقصى، أمس، من بينهم ٢٢٥٠ بالفترة الصباحية و٧٠٨ متطرفين في فترة ما بعد صلاة الظهر.
وكانت جماعات يمينية إسرائيلية دعت لاقتحامات واسعة للمسجد لمناسبة ذكرى ما يسمى خراب الهيكل علما أن ٢١٤٠ اقتحموا المسجد للمناسبة نفسها، العام الماضي، ما يشير إلى ارتفاع كبير في أعداد المقتحمين.
وتمت الاقتحامات من باب المغاربة بحراسة ومرافقة شرطة الاحتلال على شكل مجموعات كبيرة وصل عدد بعضها إلى ٢٠٠ قاموا بانتهاك حرمة المسجد من خلال الرقص وأداء الطقوس التلمودية.
وكان من بين المقتحمين - وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ويتسحاك فاسرلوف وزير النقب والجليل وعميت هاليفي عضو لجنة الخارجية والأمن البرلمانية من حزب "الليكود".
وأشاد بن غفير بقيام عشرات المتطرفين بأداء صلوات وطقوس تلمودية وما يسمى "السجود الملحمي" في الناحية الشرقية للمسجد.
وأقدم متطرفون على "السجود الملحمي"، الذي يلقون من خلاله بأجسادهم على الأرض، في المنطقة القريبة من باب القطانين قبالة قبة الصخرة.
ورفع بعضهم العلم الإسرائيلي وهم يرددون النشيد الوطني الإسرائيلي بصوت مرتفع.
كما هتف بن غفير وبعض مناصريه "شعب إسرائيل حي".
وقال بن غفير في تصوير فيديو أثناء اقتحامه للمسجد، "يجب أن أقول، إن هناك تقدما كبيرا جدا هنا في الحكم والسيادة. صور اليهود يصلون هنا، كما قلت، سياستنا هي السماح بالصلاة".
وردا على ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان، "تحديد السياسة في الحرم القدسي تخضع مباشرة للحكومة ورئيسها. لا توجد سياسة خاصة لوزير محدد بشأن الحرم القدسي، لا وزير الأمن القومي ولا أي وزير آخر. هذا كان الوضع دائما في الحكومات الإسرائيلية".
وأضاف، "الأحداث هذا الصباح في الحرم تمثل انحرافا عن اتفاق الوضع القائم. سياسة إسرائيل في الحرم لم ولن تتغير".
بدوره، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إن "الحملة الانتخابية التي يقوم بها بن غفير في الحرم القدسي، والتي تتناقض تماما مع موقف قوات الأمن خلال الحرب، تعرض حياة المواطنين الإسرائيليين وحياة جنودنا ورجال الشرطة للخطر".
وأضاف، "تحاول مجموعة المتطرفين غير المسؤولين في الحكومة جاهدة جر إسرائيل إلى حرب إقليمية شاملة. هؤلاء الناس لا يستطيعون إدارة البلاد".
أما وزير الأديان الإسرائيلي ميخائيل ملكيالي فقد اعتبر أن ما جرى "محظور واستفزاز غير ضروري وغير مسؤول لدول العالم".
بدوره، قال موشيه غافني عضو الكنيست من حزب "يهدوت هتوراه"، إن "المس بقدسية الحرم والوضع الراهن ليس له أهمية بالنسبة للوزير بن غفير الذي يقف ضد رجال إسرائيل العظماء والحاخامات الكبار منذ أجيال".
وأضاف، إن "الضرر الذي يلحقه بالشعب اليهودي كبير بشكل لا يطاق، كما أنه يسبب كراهية لا مبرر لها في يوم خراب الهيكل" وفق تعبيره.
وتابع، "سيتعين علينا أن نتحقق مما إذا كان بإمكاننا أن نكون شركاء معه في الحكومة".
بدورها، فقد أشارت الهيئات والمرجعيات الإسلامية في القدس إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية بالمسجد غير مسبوقة.
وقال مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس الشريف، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، وديوان قاضي القضاة في القدس، ودائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى في بيان مشترك، "تدين الهيئات والمرجعيات الإسلامية في القدس الشريف وبأشد العبارات ما تقوم به حكومة الاحتلال من انتهاكات متصاعدة وغير مسبوقة بحق المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، حيث شرعت، مؤخراً، بتنفيذ مخططات متطرفين يهود لتخريب الوضع القائم منذ أكثر من 1400 عام في المسجد الأقصى".
وأضافت، "تحذر الهيئات والمرجعيات الإسلامية في القدس الشريف من عواقب تمكين سلطات الاحتلال مئات المتطرفين اليهود برفقة وزراء وسياسيين وأعضاء كنيست من تدنيس واقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، صباح هذا اليوم (امس)، بحجة ما يزعمون (ذكرى خراب الهيكل)، وذلك بحماية مشددة من أفراد الشرطة وحرس الحدود والقوات الخاصة المدججة بالسلاح، والسماح لقطعان المتطرفين القيام بجولات استفزازية ونصب حلقات الرقص والتصفيق والغناء ورفع العلم الإسرائيلي وغيرها من الانتهاكات المستفزة لمشاعر ملياري مسلم حول العالم".
كما أدانت الهيئات الإسلامية "تمكين مئات المتطرفين من حصار المسجد الأقصى والصراخ والخبط على بوابات الأقصى المبارك ليلة 12 آب 2024 وذلك في إطار محاولات تهويد محيط المسجد الأقصى المبارك واحتلال ساحات بواباته بانتهاكات مستفزة تهدف إلى تغيير الهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة".
وقالت، "إذ تستنكر الهيئات الدينية المقدسية عجز المجتمع الدولي عن وقف هذه الانتهاكات فإنها ترفع شكواها إلى الله، وتدعو ملياري مسلم حول العالم بأن يقوم كل بواجبه وبقدر إمكاناته لحشد الدعم اللازم لمنع تخريب قبلتنا الأولى ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء وأحد أقدس ثلاثة مساجد في الإسلام".
وأضافت، "تؤكد الهيئات المقدسية على أن انتهاكات الاحتلال والتطرف لن تغير الحقيقة الربانية الدامغة بأن المسجد الأقصى المبارك بمساحته البالغة ١٤٤ دونما هو مسجد إسلامي خالص لن يقبل القسمة ولا الشراكة، وسيبقى ذلك إلى أن يرث الله الأرض وما عليها".
وتابعت، "كما تدعو الهيئات والمرجعيات الدينية في القدس جميع المسلمين حول العالم للالتفاف حول الوصاية الهاشمية لتمكينها من أداء واجبها بحماية المسجد الأقصى المبارك مسجدا خالصا وللمسلمين وحدهم".