وسط جنين التجاري.. وكأنّ زلزالاً مدمّراً ضرب المكان
2024-09-05
بدا المشهد وكأنه زلزال مدمر ضرب المربع التجاري في مدينة جنين، بعد أن أصبحت منشآته التجارية وشوارعه، ومرافق بنيته التحتية، هدفاً للتدمير الكامل من قبل جيش الاحتلال، خلال اجتياحه المتواصل للمدينة والمخيم لليوم الثامن على التوالي، والذي يعتبر الأعنف والأشد من نوعه منذ نحو 22 عاماً.
ووصف عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة جنين، ثائر عباهرة، المشهد في المربع التجاري والذي يشكل عصب الحياة الاقتصادية في جنين بـ"المروّع"، حيث أصاب الدمار كل شيء في هذا الموقع المترامي والذي يعتبر بمثابة القلب لمحافظة جنين، والذي توقف عن النبض.
وليس بإمكان عباهرة تقدير حجم الأضرار التي لحقت بالمربع التجاري، جراء استهداف محاله ومنشآته التجارية وشوارعه ومرافق بنيته التحتية بالتجريف والتدمير من قبل جرافات الاحتلال الضخمة، ولكنه يؤكد أن الخسائر لا تحتمل بالنسبة لأصحاب المحال والمنشآت التجارية ممن عانوا خلال السنوات الأخيرة من تدهور الأوضاع الاقتصادية منذ جائحة "كورونا" وصولاً إلى الشهور التي أعقبت أحداث السابع من تشرين الأول الماضي.
وأكد عباهرة لـ"الأيام" أن جرافات الاحتلال ركزت بشكل لافت على تدمير المربع التجاري، فدمرت وأحرقت عشرات المنشآت والمحال التجارية والاقتصادية، بما فيها محال الصياغة والمجوهرات والصرافة والمواد الغذائية والتموينية والأحذية وغيرها، إلى جانب عشرات بسطات الخضار والفواكه، بشكل غير مبرر.
وأضاف: "أعادت الجرافات الإسرائيلية الضخمة تدمير المربع التجاري لعدة مرات، فلم تكتف بداية بتجريف الشوارع في المرة الأولى بعمق يزيد في كثير من المقاطع على مترين، وإنما عادت لتدمر جميع مرافق البنية التحتية من شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي واتصالات وإنترنت، وحطمت واجهات عشرات المحال والمنشآت، وتسببت بإحراق عدد كبير منها ومن بسطات الخضار والفواكه".
ومن وجهة نظر عباهرة، فإن تجار ومؤسسات وأهالي جنين تكبدوا؛ جراء الاجتياح الإسرائيلي المتواصل، خسائر مادية تقدر بمئات الملايين، وليس باستطاعتهم تحملها.
وتابع: إن معظم المنشآت الاقتصادية في جنين اضطرت إلى تقليص العاملين فيها أو الإغلاق لفترات طويلة نتيجة الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمدينة، وصعوبة توزيع البضائع، وتراجع الحركة الشرائية نتيجة الإجراءات التعسفية والحواجز التي يفرضها الاحتلال بين المدن، وإغلاق حاجز الجلمة، حيث يعتمد الاقتصاد في المدينة بشكل كبير على تسوق فلسطينيي الـ48.
من جهته، قال رئيس بلدية جنين، نضال عبيدي: إن "جنين منطقة منكوبة، وكأن زلزالاً ضربها، حيث تم تدمير شوارعها وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، ويعمل الاحتلال على تقطيع أوصال المدينة وفصل أحيائها عن بعضها، حتى باتت عبارة عن مقاطع ومربعات منفصلة بعد تجريف شوارعها، في حين فصل الاحتلال المدينة عن المخيم، وعن البلدات الشمالية، والغربية الجنوبية بالطريقة ذاتها عبر تجريف الشوارع".
وبيّن أن الخسائر المادية التي تكبدتها جنين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل تعادل نصف إجمالي الخسائر منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وتابع: "خسائر جنين منذ السابع من تشرين الأول الماضي حتى ما قبل العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية تقدر بنحو 100 مليون شيكل، ومنذ بدء العدوان الحالي تجاوزت الـ 50 مليون شيكل بإجمالي يتجاوز 150 مليون شيكل".
وأكد عبيدي أن طواقم بلدية جنين وشركة الكهرباء تعمل رغم استمرار العملية العسكرية على إعادة ربط المدينة بالمياه والكهرباء.
وعن إعادة الإعمار، قال عبيدي: "ننتظر انتهاء العملية العسكرية، ولكن هل يمكن بدء إعادة إعمار تليها عملية عسكرية جديدة وتدمير كل شيء؟! قد نحتاج إلى وقت طويل لإعادة الإعمار، والأهم هو تدفق الأموال".