معلمة تمنح أطفال غزة بصيص أمل بإقامة فصل دراسي وسط الأنقاض
2024-09-06
تحولت المدارس في قطاع غزة إما إلى أنقاض أو ملاجئ للنازحين من مناطق الحرب، التي أدت إلى استشهاد عشرات الآلاف، لكن المعلمة إسراء أبو مصطفى ترفض السماح بحرمان الأطفال من التعليم، رغم الموت والدمار والصدمات النفسية التي تعرضوا لها.
أقامت إسراء فصلاً دراسياً في خيمة على الأنقاض، حتى بعد هدم مبنى مكون من أربعة طوابق كان يضم منزلها في غارة جوية إسرائيلية.
والمدرسة، التي أسستها بطريقة عفوية، واحدة مما تبقى من خيارات قليلة أمام الأطفال في منطقتها.
وقالت الطالبة هالة أبو مصطفى البالغة من العمر 10 سنوات "قبل الحرب كنا نتعلم في المدارس وكنا نلعب وكنا مبسوطين كتير، فجت الحرب ودمرت بيوتنا وقصفت المدارس، كنا نعبي مياه في الحرب، وكنا نلملم خشب علشان نولع النار، فجت الميس إسراء وخلتنا نيجي نتعلم".
بدأت المبادرة بنحو 35 طالباً، وزاد العدد تدريجياً إلى 70 من مراحل ما قبل المدرسة وحتى الصف السادس الأساسي حتى ما بين 11 و12 عاماً.
وتعرضت المدارس للقصف أو تحولت إلى ملاجئ للنازحين منذ بدء الحرب في تشرين الأول العام الماضي، ما جعل نحو 625 ألف طفل في سن الدراسة بغزة غير قادرين على حضور الفصول الدراسية.
وقالت وزارة التربية والتعليم إن 10490 طالباً مدرسياً وجامعياً استشهدوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي، كما استشهد أكثر من 500 معلم في المدارس والجامعات.
والدروس التي تلقيها إسراء تتجاوز المناهج الدراسية إذ إنها تساعد الطلاب في الشعور بالاستقرار والحياة الروتينية العادية في خضم الفوضى.
والخيمة التي تلقي فيها الدروس بعيدة كل البعد عن الفصول الدراسية التقليدية التي يحلم فيها الأطفال بمستقبل مشرق، مثل السفر للخارج أو أن يصيروا أطباء ومهندسين يساعدون سكان قطاع غزة الذين عانوا من الفقر وارتفاع البطالة حتى من قبل اندلاع الحرب.
وقالت المعلمة البالغة من العمر 29 عاماً "الأطفال من حقهم أن يتعلموا زي أطفال العالم".
وبموارد محدودة، تلقي إسراء دروساً أساسية من بينها دروس دينية، وتحاول إبقاء طلابها منخرطين في الدراسة رغم القصف المستمر.
وتتمتع غزة والضفة المحتلة بمستويات عالية من الإلمام والكتابة حتى بالمعايير الدولية، وكان نظام التعليم الذي يفتقر إلى الموارد مصدراً للأمل والفخر بين الفلسطينيين.
وقالت إسراء "الطفل قبل الحرب كان عنده طموح أنه يصير دكتور، مهندس. الطفل كان يصحى يروح عالمدرسة بشكل طبيعي، كان يروح على الروضة، كان يمارس حياته بطريقة طبيعية دون الشعور بالخوف أو عدم الأمان".