لبنان: 14 قتيلاً وأكثر من 450 جريحاً في موجة انفجارات جديدة لأجهزة اتصال
2024-09-19
أوقعت موجة جديدة من تفجيرات لأجهزة اتصال تابعة لحزب الله في لبنان الأربعاء 14 قتيلاً و450 جريحاً في مختلف أنحاء البلاد ما جدد المخاوف من حرب شاملة في المنطقة.
يأتي ذلك غداة هجوم مماثل غير مسبوق نسبه الحزب إلى إسرائيل بعد ساعات على إعلان الدولة العبرية توسيع أهداف الحرب ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة لتشمل حدودها الشمالية مع لبنان.
وانفجر عدد من أجهزة الاتصال اللاسلكية في الضاحية الجنوبية لبيروت تزامناً مع تشييع عناصر من حزب الله قتلوا الثلاثاء في انفجارات مماثلة، كما قال مصدر مقرب من حزب الله وهيئة إسعاف تابعة للحزب.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 14 شخصاً وإصابة أكثر من 450 بجروح الأربعاء في انفجارات أجهزة لاسلكية في لبنان.
وقالت الوزارة في بيان إن "14 شخصاً قد استشهدوا وأصيب أكثر من 450 شخصاً بجروح" في "تحديث ثانٍ لحصيلة موجة التفجيرات العدوانية التي طالت أجهزة لاسلكية بعد ظهر أمس، الأربعاء".
وشاهد مصور في فرانس برس كان حاضراً في التشييع، حالة من الفوضى إثر الانفجارات.
وأفاد المصدر المقرب من حزب الله بأن "عدداً من أجهزة الاتصال اللاسلكية انفجرت في الضاحية الجنوبية لبيروت"، فيما أكدت هيئة إسعاف تابعة لحزب الله انفجار أجهزة اتصال في سيارتين في الضاحية الجنوبية.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بانفجار أجهزة "بايجر" وأجهزة اتصال لاسلكية في الضاحية وفي الجنوب وفي البقاع بشرق لبنان.
وكشفت معطيات أولية لتحقيق تجريه الدولة اللبنانية في انفجارات أجهزة "بايجر" تابعة لحزب الله الثلاثاء أن الأجهزة كانت مبرمجة سابقاً وتحتوي على مواد متفجرة، كما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس.
يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الجمعة لمناقشة سلسلة الانفجارات الدامية بحسب ما أعلنت الرئاسة السلوفينية للمجلس. وقالت الرئاسة إن الاجتماع الذي يأتي بناء على طلب الجزائر، سيعقد في الساعة 15,00 (19,00 ت غ).
والثلاثاء أدت التفجيرات التي أثارت الرعب في مناطق عدة، إلى مقتل 12 شخصاً بينهم طفلان وإصابة نحو 2800 شخص بجروح، بينهم مئات من عناصر حزب الله، بحسب حصيلة جديدة أعلنها وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أمس، مشيرا إلى أن حوالى 300 جريح في وضع خطر.
وحمّل حزب الله في بيان الثلاثاء إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي"، وقال إنها "ستنال بالتأكيد قصاصها العادل".
وأعاد حزب الله التأكيد الأربعاء على أن وحداته "ستواصل اليوم كما في كل الأيام الماضية عملياتها" لإسناد غزة، مشدّداً على أنّ "هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء".
ويلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كلمة عند الساعة 17,00 من مساء اليوم (الخميس) حول ما حصل.
وحذّر الكرملين الأربعاء من أن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان يهدّد بمفاقمة التوتر في منطقة "متفجرة".
ودان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ما حصل، معتبراً أن "الوضع يثير قلقاً شديداً (..) هذه الهجمات تفاقم خطر التصعيد في المنطقة".
واعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الانفجارات تشكل "وصمة عار" للدول الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل.
وفي جنيف، أكدت الأمم المتحدة أنه "يجب محاسبة" المسؤولين عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان.
بعد الانفجارات، غصّت المستشفيات بالجرحى في بيروت والبقاع وصيدا في جنوب لبنان.
وأصيب في أحد التفجيرات سفير إيران في بيروت مجتبى أماني على ما ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني.
وقال مصدر مقرب من حزب الله الثلاثاء لوكالة فرانس برس إن "أجهزة الإشعار (بايجر) التي انفجرت وصلت عبر شحنة استوردها حزب الله مؤخراً تحتوي على ألف جهاز"، يبدو أنه "تم اختراقها من المصدر".
وأعلنت شركة غولد أبولو التايوانية الأربعاء أن أجهزة الاتصال التي انفجرت بشكل متزامن من صنع شريكها المجري. لكن بودابست أعلنت أن شركة "باك" المجرية التي قدمت على أنها تنتج أجهزة الاتصال المستخدمة من حزب الله هي "وسيط تجاري دون موقع إنتاج أو عمليات في المجر".