طائرات كواد كابتر تستهدف النازحين في غزة بصمت
"كل ما أتذكره أننا كنا نجلس عند حافة بناية قبل أن استيقظ وسط عدة زائرين يلفون السرير في مستشفى شهداء الأقصى"، هكذا وصف الشاب ياسر التفاصيل التي يتذكرها قبل وبعد استهدافه بقصف جوي ومجموعة من أصدقائه في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وقال: علمنا من شهود العيان لاحقاً أنه تم استهدافنا بقنبلة أطلقتها طائرة "كواد كابتر" وتسببت بإصابتنا جميعاً بجروح متفاوتة، دون أن يستشهد أحد.
واعتبر الشاب الجريح (30 عاماً) أنه نجا وأربعة من أصدقائه من موت محقق، بينما كانوا يخططون للعب كرة قدم في الساحة المقابلة لمكان استهدافهم.
وفي حادثة مشابهة روى أحد شهود عيان عن استهداف أطفال كانوا يلهون في بيارة مزروعة بأشجار الزيتون في منطقة المخيم الجديد شمال النصيرات، مشيراً إلى أنهم تعرضوا لانفجار نفذته طائرة "كواد كابتر".
وقال المواطن "أبو مروان" في الأربعينيات من عمره :"كنت أقف في شرفة المنزل وفجأة وقع انفجار غير كبير وعلا الدخان، وسمعت صوت انفجار أعقبه دخان، دون أن استمع لتحليق طائرات".
وأشار إلى أنه اتصل مع الإسعاف وطلب القدوم إلى المكان ليتبين إصابة أربعة أطفال بجروح متفاوتة نتيجة إطلاق قنبلة باتجاههم من قبل طائرة "كواد كابتر" المسيّرة، فيما نجا آخرون كانوا في مكان بعيد نسبياً.
وأوضح "أبو مروان": "اللافت في هذه الطائرات أنها لا تصدر أصواتاً وتحلّق على ارتفاع منخفض، وتطلق القنابل والأعيرة النارية بشكل فجائي".
ويشتكي غالبية النازحين والمواطنين من التحليق المستمر والكثيف لهذه الطائرات، لاسيما خلال ساعات الليل، وقيامها باستهداف مواطنين سواء المقيمين في الخيام أو المارين بين أزقتها.
وباتت هذه الظاهرة تؤرق حياة النازحين والباحثين عن الأمن والاستقرار انتظاراً لإيجاد حلول تفضي إلى عودتهم لمناطق سكناهم.
وقال مهند أبو راشد (33 عاماً): "ننزح في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، لكن طائرات "كواد كابتر" لا تفارق السماء خاصة في الليل، وفي كثير من الأحيان نسمع أصوات إطلاق نار دون أن نعلم مكان تصويبها فنتوقع أنها تستهدفنا".
وبيّن أن حياة النازحين مليئة بالمعاناة والخوف والقلق على حياتهم وسلامتهم فور ظهور هذه الطائرات في السماء، مشيراً إلى أنها تختفي وتعاود الظهور بشكل فجائي.
وأكدت مصادر طبية في مستشفيي شهداء الأقصى في دير البلح، ومجمع ناصر الطبي في خان يونس، وصول أعداد من المصابين بأعيرة نارية أو شظايا قذائف متوسطة الحجم من مناطق مختلفة، دون أن يتم التعميم عن وجود قصف مدفعي أو جوي في أرجاء المنطقة.
وفي خان يونس، أبلغ مواطنون ونازحون عن زيادة في حدة تحليق هذه الطائرات وقيامها بإطلاق أعيرة نارية مجهولة الهدف والتصويب.
وذكر النازح من جباليا محمد المطوق في الخمسينيات من عمره أن هذا النوع من الطائرات يزور منطقتهم ومخيماتهم المحيطة كل ليلة، وفي غالب الأوقات تطلق النار باتجاه الخيام، مشيراً إلى أنه يسمع بوقوع إصابات في مناطق مجاورة وفي مرات استشهاد نازحين.
وقال: "كل يوم، نفترش الرمل ونلتحف السماء وننام خارج الخيام بسبب الحر، ونراقب حركة هذه الطائرات، ونصحو على هدير المدافع وأصوات قصف الزوارق الحربية".