:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/73861

إسرائيل تعتقد بانعدام فرص نجاح مساعٍ أميركية فرنسية لوقف التصعيد

2024-09-26

تعمل الولايات المتحدة وفرنسا على طرح مقترحات دبلوماسية مختلفة في محاولة لوقف التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، بحسب ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، في حين ذكرت وكالة "رويترز" أن واشنطن تقود جهوداً جديدة تهدف للتوصل إلى تسوية تنهي التصعيد في لبنان وتتيح استئناف مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس".
ونقلت صحيفة "يسرائيل اليوم" عن دبلوماسي غربي، وصفته بـ"المطلع"، أنه "لم يتضح بعد مدى إمكانية نجاح هذه المبادرة في هذه المرحلة"؛ فيما أكد مسؤولون إسرائيليون كبار، تحدثوا للقناة الـ13 الإسرائيلية، أن "الولايات المتحدة وفرنسا تعملان على عدد من مبادرات وقف إطلاق النار"، مشددين على أنه "لا يوجد حالياً أي تقدم في هذه القضية".
وبحسب "يسرائيل اليوم"، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أبلغ الوزراء الأعضاء في "الكابينيت" الأمني والسياسي، بأنه "منح الضوء الأخضر لوزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، لإبلاغ الولايات المتحدة أن إسرائيل مستعدة لهدنة مؤقتة في لبنان لإجراء مفاوضات حول انسحاب حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني.
وذكرت الصحيفة أن التقديرات في تل أبيب تشير إلى أن "فرص نجاح هذه الجهود ضئيلة، لكن إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق، ما يمنحها شرعية لمواصلة عملياتها في لبنان إذا ما رفض الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله" هذه المبادرة.
من جانبها، شددت القناة الـ13، نقلاً عن مصادرها، على أنه في هذه المرحلة، "لا توجد موافقة من جانب إسرائيل" على المقترح الأميركي الفرنسي الذي يتضمن "وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية لفترة زمنية لإتاحة الفرصة للتفاوض على تسوية سياسية" محتملة.
ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، فإن "المساعي الأميركية الفرنسية تهدف إلى خلق فرصة لتسوية سياسية تمنع اتساع رقعة الحرب، وتهيئ الظروف لعودة سكان البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع لبنان إلى منازلهم، وقد تساعد في إحياء الجهود للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حماس".
وكشف التلفزيون الإسرائيلي، مساء أمس، عن تفاصيل المقترح.
وذكرت القناة الـ12 العبرية أن المقترح يتضمن وقف إطلاق النار لمدة 4 أسابيع وعقب ذلك الاتفاق على هدنة.
وقال الصحافي الإسرائيلي إيهود يعاري: إن الفكرة تنحصر في وقف إطلاق نار في الشمال في هذه المرحلة لأن الوضع لم ينضج لاتفاق أوسع. مشيراً إلى أن حركة "حماس" ستعلن وفق الترتيبات وبشكل مستقل عن انضمامها للهدنة والبدء بمفاوضات حول الصفقة.
فيما قالت الصحافية الإسرائيلية دانا فايس: إن الوزير الإسرائيلي رون ديرمر يدير مفاوضات منذ أيام أمام البيت الأبيض، وإن الإدارة الأميركية هي من بادرت للسعي وإعادة إحياء النقاش حول الحل ومنع الحرب.
وعلى صلة، قالت سبعة مصادر لرويترز: إن الولايات المتحدة تقود جهوداً دبلوماسية جديدة لإنهاء الأعمال القتالية في قطاع غزة ولبنان في إطار مبادرة واحدة.
وقالت المصادر نفسها: إنه يجري وضع التفاصيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
لكن مع تسارع وتيرة الجهود، قالت إسرائيل: إنها قد تشن توغلاً برياً إضافة إلى حملتها الموسعة من الضربات الجوية على "حزب الله".
وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين لرويترز: إن الولايات المتحدة وفرنسا تعملان على مقترحات لوقف إطلاق النار، لكن دون إحراز تقدم كبير حتى الآن.
وقالت المصادر السبعة: إن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها ربط الجبهتين ضمن جهود دبلوماسية أميركية.
وقال مسؤول لبناني كبير والمصدر المطلع على تفكير "حزب الله" والمصدر المطلع على المحادثات: إن الاتفاق ربما يؤدي في نهاية المطاف إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) منذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل الذي أعقبته الأعمال القتالية في المنطقة.
وقال دبلوماسي غربي بارز لرويترز: إن الصفقة التي تسعى إليها الولايات المتحدة ستشمل إعلاناً إسرائيلياً عن إنهاء أعمال القتال الرئيسية في غزة، يليه مسعى لوقف إطلاق النار في لبنان، ثم صفقة سياسية قد تتضمن ترسيماً للحدود البرية الإسرائيلية اللبنانية المتنازع عليها.
وأضاف الدبلوماسي: إن هذا قد يوفر "مخرجاً" لجماعة "حزب الله" لتجنب حرب شاملة مع إسرائيل.
وقالت المصادر: إن تكثيف الهجمات دفع إلى بذل جهود دبلوماسية لوقف الأعمال القتالية على الجبهتين.
وذكر المسؤول اللبناني الكبير والمصدر المطلع على تفكير "حزب الله" لرويترز، أن حزب الله "منفتح على كل التسويات التي تشمل غزة ولبنان".
وأضاف المسؤول اللبناني الثاني: "إذا لم تجهزوا حزمة، فإنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق ولن تتوقف الحرب".
وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لرويترز: إن الولايات المتحدة وفرنسا تحاولان التوصل إلى اتفاق مؤقت "لتجنب المزيد من التصعيد" بين إسرائيل و"حزب الله" بهدف بدء محادثات دبلوماسية أوسع نطاقاً.
وفي إشارة إلى تسريع الجهود الدبلوماسية، قال نجيب ميقاتي رئيس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال بلبنان، في وقت متأخر من الإثنين الماضي: إنه سيتوجه إلى نيويورك لحضور اجتماعات بشأن التطورات في الآونة الأخيرة. ولم يكن يعتزم الحضور قبل ذلك.
وقال مصدر مطلع في واشنطن: إن محادثات تجري على هامش جلسات الجمعية العامة "بهدف إعطاء فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية" على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وإنعاش صفقة الرهائن.
لكن مصدراً أميركياً ثانياً نبّه إلى أن عقبات هائلة تعترض مثل هذا المقترح الدبلوماسي المعقد، وأن التنفيذ قد يكون أصعب.
وطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أول من أمس، ممارسة نفوذه على جماعة "حزب الله". وكان ماكرون هو الزعيم الغربي الوحيد الذي أجرى محادثات مع بزشكيان على هامش جلسات الجمعية العامة.
وقال مسؤولون فرنسيون: إن الدبلوماسية يتعين أن تركز أولاً على وقف أعمال القتال نظراً لتعقيد دخول غزة في صفقة أوسع نطاقاً حالياً.
وقال دبلوماسي أوروبي: إن نجاح مبادرة أوسع نطاقاً يعتمد كثيراً على موافقة نتنياهو على وقف إطلاق النار في غزة، مضيفاً: إنه يتمنى "حظاً سعيداً لجو في هذه المرة"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن.