أربعة شهداء خلال اجتياح احتلالي واسع النطاق لمدينة طولكرم ومخيميها
قتلت قوات الاحتلال أربعة شبان في مخيمي نور شمس وطولكرم، منهم اثنان بصاروخ أطلقته مسيرة إسرائيلية، بالتزامن مع اجتياح واسع النطاق شنته قوات كبيرة من جيش الاحتلال للمدينة ومخيميها، هدمت خلاله مقر وكالة الغوث الدولية وأجبرت عشرات العائلات على إخلاء مساكنها.
فقد أعلنت وزارة الصحة، استشهاد الشابين أحمد عصام فحماوي "18 عاماً"، وعبد العزيز محمود أبو سمن "22 عاماً"، متأثرين بإصابتيهما الخطيرتين جراء استهدافهما بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية مسيرة أصاب ساحة المخيم الرئيسة، وذلك بالتزامن مع اقتحام واسع للمدينة ومخيميها، وبعد ساعات من إعدام قوات خاصة من وحدات "المستعربين" الشهيد حسام بسام يوسف ملاح "30 عاماً"، من مخيم طولكرم، من النقطة صفر جراء إصابته بعدة رصاصات اخترقت جسده، أثناء وجوده داخل سوبر ماركت في شارع الخدمات القريب من مدخل المخيم.
ومساءً، استشهد الشاب معتصم صالح عيشة (32 عاماً) برصاص قوات الاحتلال، في حارة المنشية بمخيم نور شمس.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها نقلت الشاب عيشة مصاباً بالرأس من المخيم إلى المستشفى بحالة خطيرة، فيما ذكرت وزارة الصحة، في بيان مقتضب، أن شهيداً وصل إلى مستشفى ثابت ثابت الحكومي من مخيم نور شمس، ما يرفع عدد الشهداء في طولكرم منذ مساء أمس إلى أربعة شهداء.
وكان شاب آخر قد أصيب في وقت سابق بشظايا رصاص الاحتلال في رأسه، خلال اقتحام مخيم نور شمس، تم نقله إلى المستشفى.
وبعد انسحابها من مخيم نور شمس، اقتحمت آليات الاحتلال مخيم طولكرم، وتحديداً حارة البلاونة، وشرعت بتجريف البنية التحتية، بعد أن فرضت حصاراً عليه، وسط اندلاع مواجهات.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بعشرات الآليات العسكرية ترافقها عدة جرافات من النوع الثقيل، اقتحمت مدينة طولكرم عبر محورها الغربي، وجابت شوارعها الرئيسة وتحديداً "العليمي" والقدس المفتوحة ونابلس، مروراً بمدخل مخيم طولكرم، قبل أن تتوجه نحو مخيم نور شمس، حيث جرفت آليات الاحتلال محيط دوار الشهيد سيف أبو لبدة عند مدخل المخيم، ومداخل المحال التجارية الممتدة على طول الشارع الرئيس المحاذي للمخيم، وألحقت دماراً كبيراً بمرافق البنية التحتية.
اشتباكات
وروى شهود عيان لـ"الأيام"، أن قوات الاحتلال فرضت حصاراً مشدداً على مخيم نور شمس، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة استهدف خلالها المقاومون القوات والآليات المقتحمة بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة محلية الصنع، والتي أصابت إحداها مباشرة إحدى الجرافات الثقيلة وتسببت باشتعال النيران فيها.
وأعلن جيش الاحتلال، في بيان، أنه بدأ بشن عملية عسكرية في مخيم نور شمس، بمشاركة قوات من الشرطة وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، وزعم أنه شن غارة جوية على المخيم استهدفت مسلحين.
ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من آلياتها العسكرية إلى المخيم وسط أعمال تجريف وتدمير واسعة وتخريب للممتلكات العامة والخاصة من منازل ومحال تجارية، وتدمير خطوط المياه والكهرباء المغذية للمخيم، ما تسبب بانقطاع خدمات المياه والكهرباء والاتصالات عن المخيم وعن ضاحية اكتابا وأجزاء من المدينة.
وهدمت قوات الاحتلال مكتب وكالة الغوث الدولية في مخيم نور شمس، وفقاً لما أكده رئيس اللجنة الشعبية لخدمات المخيم نهاد الشاويش والذي قال، إن جرافات الاحتلال هدمت مكتب "الأونروا" الكائن وسط المخيم وجرفت جدرانه الخارجية.
وأوضح الشاويش، أن المخيم يضـم مدرسـتين تابعتـين لوكالة الغوث، واحدة للإناث وأخرى للذكور، وتقدمان خدمات تعليمية لما مجموعـه 1536 طالباً وطالبة بحسـب بيانـات العـام الدراسـي 2022 - 2023.
وأشار إلى أن المخيم يحتوي أيضاً على مركز صحي يقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية، والتي تشمل خدمات الصحة الإنجابية ورعاية الرضع والأطفال، والتطعيمات والفحوصات الطبية، وعيادة أسنان، وكلها يديرها مكتب "الأونروا".
من جهة أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الزاوية غرب سلفيت.
وذكرت مصادر محلية أن نحو سبع آليات عسكرية اقتحمت البلدة وفتشت عدة منازل عرف منها منزل إحسان موقدي، وعباس شقير، ولم يبلغ عن اعتقالات.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سلوان، جنوب القدس المحتلة.
وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال اقتحمت حي عين اللوزة بالبلدة، دون أن يبلغ عن اعتقالات، أو مواجهات.
وفي محافظة أريحا، فككت قوات الاحتلال بركساً في تجمع العوجا، شمال المدينة.
وأفاد المشرف العام لمنظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو، حسن مليحات بأن قوات الاحتلال فككت "بركساً" لتربية المواشي، تقدر مساحته بـ 60 متراً مربعاً، يعود للمواطن أحمد سالم كعابنة، واستولت على معداته.
من جهة أخرى، أقدم مستوطنون على سرقة ثمار الزيتون من أراضي قرية كفر قليل جنوب نابلس.
وأفادت مصادر محلية وأمنية بأن مجموعة من المستوطنين هاجمت منطقة "الحرجوج" على أطراف قرية كفر قليل، واستولت على ثمار الزيتون في أراضٍ تعود للمواطنين صبري وعمر القني.
ويشهد موسم قطف ثمار الزيتون في الضفة اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال، وصلت إلى حد القتل وحرق أشجار الزيتون وتقطيعها وسرقة المحصول، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
وفي القدس، نفذ المستوطنون اقتحاماً جديداً للمسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال.
وأفاد شهود عيان، بأن نحو 170 مستوطناً اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته.
بالتزامن مع اقتحام المستوطنين، شددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة، وعند أبواب المسجد الأقصى، ومنعت المواطنين من الدخول لأداء الصلاة.