:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/74034

طوابير على مخابز غزة والأونروا تبدأ توزيع الدقيق قريباً

2024-11-22

تجسد حالة الازدحام الشديدة والطوابير الطويلة والمكتظة امام العدد القليل من المخابز جنوب ووسط قطاع غزة حالة الجوع التي يواجهها المواطنون والنازحون.
وتنتشر المجاعة نتيجة لتشديد الحصار المفروض من سلطات الاحتلال وتقنين إدخال المساعدات والتي تتعرض للسرقة من قبل العصابات.
وكان عمل المخابز الثلاثة في دير البلح وخان يونس قد توقف لأيام متتالية قبل استئنافه، أمس.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا "على لسان الناطق باسمها عدنان ابو حسنة إن عمل هذه المخابز الثلاثة من أصل 19 مخبزاً جاء نتيجة عدم اتخاذ اجراءات فورية لتحسين إدخال الوقود والدقيق، مشيراً إلى أنها تعمل بكل طاقاتها لكنها لا تفي احتياجات النازحين
وأعلنت "الأونروا"، أمس، أنها بصدد البدء بتوزيع الدقيق على النازحين ضمن دورتها التوزيعية الرابعة بدءا من يوم الإثنين القادم وهو ما قد يخفف من الأزمة الراهنة.
"الأيام" التقت النازح أحمد عواد (42 عاماً) الذي انسحب من طابور طويل واكتظاظ شديد دون أن ينتظر دوره في شراء الخبز لأسرته المكونة من ثمانية افراد.
عواد أكد في حديثه لـ"الأيام" أنه بحاجة ماسة للخبز لكنه انسحب بسبب شعوره بالاختناق من شدة الازدحام والاكتظاظ امام احد المخابز في دير البلح، مشيراً إلى أنه كان ينتظر منذ ساعات الفجر لكن حالة الفوضى جعلته يفقد مكانه في الطابور ولم يعد بالخبز لأطفاله.
"منذ اكثر من اسبوعين وأولادي لم يذوقوا طعم الخبز وعندما علمت بعمل المخبز في اليوم التالي توجهت لشرائه لكن الفوضى حرمتني وحرمت اولادي من الخبز".
ويضيف عواد الذي اصطحب ابنه حسام معه لأخد دور إضافي والتمكن من استلام ربطة خبز ثانية "يسلمون ربطة واحدة لكل شخص بثلاثة شواكل لذا اصطحبت ابني معي لاستلم ربطتين لكني فشلت في ذلك".
ويقول: اللافت أن هناك من يبيع ربطة الخبز أمام هذه المخابز بأضعاف ثمنها المحدد وهو مبلغ كبير جداً ويفوق قدرة أرباب الأسر.
وتدرج ثمن ربطة الخبز وفق ما يسمونه "السوق السوداء" والتي يقدر وزنها بنحو 1200 غرام في الارتفاع من ثمانية شواكل قبل نحو اسبوعين حتى وصلت إلى 30 شيكلاً.
يطلب الطفل حسام من والده شراء ربطة خبز بثلاثين شيكلاً لكن الوالد يرفض بشدة لأنه وببساطة لا يمتلك ثمنها.
وكغيره من المواطنين يتساءل عواد كيف له أن يصمد في مواجهة العدوان والنزوح في وقت يعاني أطفاله من مجاعة وحرمان من كل شيء.
النازح بشير أبو طه (40 عاماً) من خان يونس يقول: رسمياً نشعر بالجوع بسبب نقص الدقيق فضلاً عن نقص باقي أصناف المواد التموينية التي قد تسد مكان الدقيق.
وأوضح أن المحال التجارية تفتقر أيضا لبدائل الدقيق كالأرز والمعكرونة ومشتقات الدقيق الأخرى وما يتوفر في السوق فهو بأثمان مرتفعة جداً، مشيراً إلى أن المؤسسات توزع المعونات الغذائية بشكل مقتضب وقليل جداً.
يمني أبناء المواطن أبو طه النفس بتناول الخبز ولو مرة واحدة فهم لم يتذوقوه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بحسب والدهم الذي يقضى معظم ساعات نهار في البحث عنه ولو بكمية صغيرة.
يقول: "حصلت على دقيق قديم وتالف لكن رغبة أطفالي بتناول الخبز جعلني أجهزه لهم وقد تعرضوا لوعكات صحية بسبب ذلك".
وأوضح أن ثمن كيس الدقيق نادر الوجود في السوق المحلية وصل إلى 700 شيكل وهو أمر لا يتناسب مع قدرته وقدرات النازحين الشرائية.