عقبات كبيرة تحول دون إقامة مخيمات إيواء في مدينة غزة
2024-12-18
اشتكت مؤسسات خيرية وإغاثية من رفض الاحتلال المتواصل لإقامة مخيمات إيواء في مدينة غزة لتوفير بعض المأوى للأعداد الهائلة من النازحين التي نزحت من محافظة شمال غزة وبعض الأحياء في مدينة غزة.
وتواجه معظم طلبات هذه المؤسسات بإقامة المزيد من المخيمات بالرفض وعدم السماح لطواقمها بمباشرة العمل في أماكن تقترحها الجهات المختصة في غزة، ما يضاعف من معاناة النازحين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
وقلما يرد الاحتلال بالإيجاب على طلب هذه المؤسسات بإقامة مخيمات تتسع لبضع عشرات من الخيام والمرافق الصحية.
والى جانب محدودية المساحات الفارغة يأتي الرفض الإسرائيلي ليزيد من محنة المؤسسات والنازحين على حد سواء.
وجذب إقامة المخيمات المؤقتة لإيواء اكثر من 200 ألف نازح في مدينة غزة اهتمام المؤسسات العربية والدولية والتي حصلت على الموافقات اللازمة من قبل إداراتها على إقامة المخيمات والاعتناء بها حتى بعد إقامتها كما قال عدد من القائمين على هذه المؤسسات لـ"الأيام".
وقال مسؤول في إحدى المؤسسات الدولية ان الاحتلال رفض منح المؤسسة تنسيقاً للبدء بعمليات تجريف لاقامة احد المخيمات في مدينة غزة وبالتالي حرم آلاف المواطنين من الحصول على مكان إيواء.
وأوضح المسؤول ذاته لـ"الأيام" ان هامش المناورة لدى المؤسسات في هذا الجانب محدود جداً بسبب غياب المساحات الفارغة من الأراضي وعدم سماح الاحتلال بتجريف بعض الركام والمربعات السكنية المدمرة لاقامة المخيمات فوقها.
وأشار الى ان العديد من المؤسسات اخذت على عاتقها إقامة بعض الخيام في أراض صغيرة نسبياً، الامر الذي ينطوي على مخاطر استهدافها من قبل الاحتلال.
وبيّن ان الكثير من المؤسسات لديها جهوزية وموافقات وتمويل لإقامة المزيد من المخيمات للتغلب على الازمة الإنسانية والتي قد تتحول الى كارثة إنسانية خلال الأيام القادمة بسبب تواصل تدفق النازحين من شمال غزة منذ اكثر من سبعين يوماً.
من جانبه أشار مسؤول آخر فضل عدم ذكر اسمه انه ومنذ أسبوعين يعجز عن العثور على ارض حكومية فارغة لا تتجاوز مساحتها ثلاثة آلاف مربع لإقامة مخيم صغير يحتوي على 50 خيمة لإيواء عشرات الأُسر.
وأوضح ان مدينة غزة تفتقد الى الأراضي الفارغة وحتى ملاعب كورة القدم لاستغلالها في إقامة المخيمات بعد إقامة مخيمين في ملعبي اليرموك وفلسطين.
وشدد المسؤول ذاته لـ"الأيام" على أهمية تدخل المؤسسات الأممية والدولية من اجل الضغط على الاحتلال للسماح بتأهيل بعض المناطق المدمرة من اجل إقامة مخيمات فوقها لإيواء النازحين.
وأوضح ان عدداً من المؤسسات فكرت بإقامة مخيمات فوق المقابر بسبب قلة الأراضي وعدم سماح قوات الاحتلال بإقامة المخيمات في مناطق فارغة يعتبرها مناطق حمراء.
وعلى الرغم من الرفض الإسرائيلي الا ان بعض المؤسسات شرعت بإقامة بعض المخيمات الصغيرة نسبياً في مناطق غير مناسبة من ناحية بيئية وامنية لعدم وجود بديل امام النازحين خصوصاً بعد افتراشهم الأرض ومحيط مراكز الايواء التقليدية في ظروف إنسانية غاية في الخطورة.
ومن المتوقع ان تشرع هذه المؤسسات في أي هدنة قادمة بانشاء عشرات المخيمات في ظل الدمار الهائل الذي حل في محافظتي شمال غزة على وجه الخصوص ومدينة غزة ايضاً.
ويقدر الدمار الذي حل بالمباني والمنازل في محافظة شمال غزة في ظل العدوان الحالي والمتواصل منذ 75 يوماً بأكثر من 90% واقل من ذلك بقليل في محافظة غزة.