الوضع الصحي في القطاع وصل لمرحلة الانهيار التام
2025-01-09
تواصل القصف والاستهداف المباشر لمستشفيات قطاع غزة، في مسعى للقضاء على منظومة الصحة في الشمال والجنوب، حيث أصبحت المستشفيات العامة الثلاثة في شمال قطاع غزة، وهي: كمال عدوان، وبيت حانون، والإندونيسي خارج الخدمة، بسبب تصاعد عدوان الاحتلال، كما يعمل الآن 14 مستشفى فقط من أصل 36 في غزة جزئياً، وتواجه نقصاً حاداً في الإمدادات، حسب ما أفادت به وزارة الصحة.
وفي تطور خطير يهدد استمرارية العمل في مستشفيات قطاع غزة، أعلن عدد من المستشفيات أنها تواجه أزمة وقود حادة قد تؤدي إلى توقف كامل في خدماتها الطبية.
وقالت وزارة الصحة في غزة، أمس، إن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إعاقة وصول الوقود إلى المستشفيات الفلسطينية في قطاع غزة منذ بداية الحرب.
وقال مسؤولون في الوزارة إن الاحتلال قام بتغيير مسار شاحنات الوقود، ما أدى إلى سرقة شحنة وقود كانت في طريقها إلى المستشفيات، ما أدى إلى نقص شديد في المخزون.
كما أشارت الوزارة إلى أن المستشفيات لم تتمكن من بناء مخزون احتياطي بسبب سياسة الاحتلال التي تعتمد على توريد الوقود بشكل شبه يومي أي خلل في توريد هذه الشحنات يؤدي إلى أزمة.
وأشارت الوزارة إلى أن المستشفيات في قطاع غزة تعيش لحظات حاسمة، إذ تواجه شحاً في الوقود يهدد عمل أقسام حيوية مثل العناية المركزة، محطات الأوكسجين، ثلاجات حفظ الأدوية، وحضانات الأطفال.
وتلفت الوزارة إلى أن أزمة الوقود تنذر بكارثة صحية وشيكة قد تؤدي إلى توقف الخدمات الصحية بشكل كامل.
وفي ظل هذا الوضع الكارثي، دعت وزارة الصحة إلى تدخل دولي عاجل لضمان وصول الوقود إلى المستشفيات بشكل آمن وسريع.
وأكدت الوزارة أن استمرار هذا الوضع ينذر بخروج المنظومة الصحية عن الخدمة بالكامل، ما يعرض حياة الآلاف من المرضى للخطر.
وأكدت الصحة، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتسهيل وصول الوقود وضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية الأساسية في القطاع.
من جهته، قال مدير مستشفى العودة شمال قطاع غزة، الطبيب محمد صالحة، إن الاحتلال الإسرائيلي يحاصر المستشفى ويطلق تجاهه نيران مدافعه بشكل كثيف وعشوائي.
وأكد صالحة، في تصريحات إعلامية أمس، قوات الاحتلال تطلق النار تجاه مرافق المستشفى بشكل عشوائي ومكثف بالتزامن مع إضرام النار في عدة منازل محيطة به.
وكان مدير مستشفى العودة قد أصيب و6 من الطواقم الطبية نهاية الشهر الماضي، جرّاء تفجير قوات الاحتلال "روبوتات" مفخخة في محيط المستشفى الذي تضررت مرافقه وأقسامه بشكل كبير.
وختم صالحة، بالقول هذا هو الحصار الرابع للمستشفى منذ بدء العدوان على قطاع غزة في أكتوبر2023، ونتخوف من اقتحام المستشفى وإجبارنا على الخروج نحن والمرضى بشكل قسري.
بدوره، أعلن مستشفى ناصر في خان يونس توقف الخدمة الصحية باستثناء أقسام العناية والعمليات نتيجة أزمة الوقود، وحذر من كارثة إنسانية وصحية قد تؤدي إلى موت المرضى اختناقاً في قسم العناية المركزة.
كما ناشد مستشفى ناصر المؤسسات الدولية التدخل العاجل لإدخال الوقود لضمان استمرار تقديم الخدمة الطبية.
وقال المستشفى الأوروبي إنه سيغلق أبوابه بشكل كامل، مع توقف المولدات الكهربائية جراء نفاد الوقود.
وبهذا الصدد، قال مدير منظمة "الصحة العالمية"، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنه "لا يزال أكثر من 12 ألف شخص في قطاع غزة بحاجة إلى عمليات إجلاء طبي".
وأضافت في بيان لها، مساء أمس: "نواصل حث إسرائيل على زيادة معدل الموافقات على عمليات الإجلاء الطبي".
وبحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن "14 مستشفى فقط من أصل 36 في غزة تقدم خدماتها جزئياً".
وفي السياق، أعلن مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان توثيق 136 غارة على 39 مرفقاً طبيا في غزة بين تشرين الأول 2023 حزيران 2024، مؤكداً أن تعمد تدمير المنشآت الطبية قد يرقى لعقاب جماعي يشكّل جريمة حرب.
بدورها، قالت وكالة الغوث "الأونروا"، أمس، إن "المستشفيات في قطاع غزة أصبحت مصائد للموت".
وأوضحت الوكالة في منشور على منصة "أكس"، أن العائلات في غزة تتفكك، والأطفال يموتون من البرد، والجوع يفتك بالأرواح. وطالبت بوقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة.