:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/74163

هكذا أصبحت عزبة بيت حانون أثراً بعد عين

2025-01-10

لم أصدق عندما أبلغوني بأن عزبة بيت حانون تم تدميرها بالكامل، لكن عند مراجعة الصور المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تيقنت أن المنطقة ممسوحة بالكامل عن جغرافية قطاع غزة"، هكذا بدأ النازح "أبو جمال" في السبعينيات من عمره تعليقه على المأساة الجديدة التي لحقت بمئات المباني والمنازل في عزبة بيت حانون، شمال قطاع غزة.
وقال: "فقدت منزلي ومصنع خياطة وبنايتين تعودان لأشقائي"، مشيراً إلى أن هذه المنازل مقامة منذ عشرات السنين، وتؤوي نحو 50 أسرة من الأقارب".
وأضاف: "منزلي كان مكوناً من ستة طوابق، بنيته وسكنته مع أبنائي الذين كبروا وتزوجوا وأسسوا نحو 15 أسرة فيه، والآن أصبحت هذه الأسر من دون مأوى، وستعود إلى النزوح مرة أخرى".
لم يعد مبدأ عودة النازحين إلى منازلهم مشجعاً لدى المسن "أبو جمال" لأنه لن يجد بنايته التي وصفها بأنها من أبرز معالم عزبة بيت حانون الواقعة إلى الغرب من بلدة بيت حانون، ويحيط بها عشرات الأبراج السكنية التي كانت تؤوي مئات الأسر.
ويحيط بالعزبة العشرات من أبراج الندى والعودة إضافة إلى نحو 20 برجاً جديداً تم إنشاؤها ضمن مشاريع الإسكان التي أقامتها الوزارة قبل عدة شهور فقط.
وأشار "أبو جمال" الذي ينزح في خيمة قماشية في مواصي خان يونس إلى أن "كافة الأبراج مدمرة والمنازل البدائية مدمرة والمنازل متعددة الطوابق مدمرة ولم يعد شيء في العزبة على حالة"، لافتاً إلى أن الدمار طال المؤسسات والعيادة والمدارس، وذكر أن الصور التي تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية بينت حجم الدمار والخراب الكبيرين اللذين لحقا بها.
من جهته، تحدث النازح محمد تايه (40 عاماً) عن تأثره الشديد من تدمير قوات الاحتلال عزبة بيت حانون بشكل كامل، لافتاً إلى أنه كان يتوقع أن الضرر طال نصف المباني والمنشآت فيها قبل مشاهدته الصور.
وقال: "عندما نزحت تركت مالاً وأشياء نفيسة وغالية الثمن في الشقة التي كنت تسلمتها من وزارة الأشغال قبل نحو نصف عام فقط من بداية العدوان في العام 2023".
وأضاف تايه: "كنت قبل تسلّم الشقة أعيش وأسرتي المكونة من تسعة أفراد في منزل مؤجّر جراء هدم منزلي في جباليا عدة مرات خلال السنوات السابقة، وبعد تسلم الشقة لم يمر سوى شهور قليلة واندلعت الحرب لأعود بلا منزل من جديد، لكن هذه المرة واحداً من مئات الآلاف بلا مأوى".
لم تكن عزبة بيت حانون وحدها شمال القطاع التي تعرضت للتدمير الكامل، بل سبقها مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا ومناطق متباعدة في بلدتي بيت لاهيا وجباليا.
وتعتبر العزبة، التي كان يقطنها نحو 30 ألف مواطن ويوجد بها نحو عشر مدارس، 8 منها تابعة لوكالة الغوث "الأونروا"، ورياض أطفال، توسعة وإضافة جديدة لمناطق الأشباح شمال قطاع غزة، ودون أية مقومات حياة.