:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/74179

الصفقة أنجزت بالكامل وتنفيذها يبدأ الأحد

2025-01-16

أعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية، مساء أمس، توصل إسرائيل و"حماس" إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين والعودة إلى الهدوء المستدام بما يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار بين الطرفين، بعد أكثر من 15 شهراً على حرب مدمّرة خلّفت عشرات آلاف الشهداء ودماراً واسعاً وكارثة إنسانية.
فقد أعلن رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، مساء أمس، أن إسرائيل وحركة "حماس" توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل رهائن محتجزين في غزة.
وأوضح أن تنفيذ الاتفاق سيبدأ الساعة 12:15 ظهر الأحد المقبل، وأكد أن العمل يجري حالياً على استكمال الجوانب التنفيذية للاتفاق، معرباً عن شكره لشركاء الوساطة من مصر والولايات المتحدة على الدفع بالمفاوضات قدماً.
وقال رئيس الوزراء، في مؤتمر صحافي: "يسرّ دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية الإعلان عن نجاح جهود الوساطة المشتركة لوصول طرفَي النزاع في قطاع غزة وإسرائيل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى والرهائن والعودة إلى الهدوء المستدام وصولاً لوقف دائم لإطلاق النار بين الجانبين".
وأوضح أنه "حسب الاتفاق، ستطلق حماس في المرحلة الأولى سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً بما يشمل النساء المدنيات والمجندات والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى المدنيين، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومراكز الاعتقال".
وأضاف: إن المرحلة الأولى، التي تمتد 42 يوماً، تشمل "وقفاً مؤقتاً للعمليات العسكرية، مع انسحاب القوات الإسرائيلية شرقاً بعيداً عن المناطق السكنية المكتظة، للتمركز على الحدود في مختلف مناطق قطاع غزة".
وتابع: "كما تتضمن تبادل الأسرى والمحتجزين وفق آلية محددة، تبادل رفات المتوفين، عودة النازحين داخلياً إلى أماكن إقامتهم في القطاع، وتسهيل خروج المرضى والجرحى لتلقي العلاج اللازم".
وأشار إلى أنه بموجب الاتفاق "تتضمن المرحلة الأولى أيضاً تعزيز إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعّال على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المستشفيات، المراكز الصحية، والمخابز. كما تشمل إدخال مستلزمات الدفاع المدني، الوقود، ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا منازلهم نتيجة الحرب".
أما فيما يتعلق بالمرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق، فسيتم العمل على إتمام البنود خلال تنفيذ المرحلة الأولى.
وأعلن رئيس الوزراء القطري أن الوسطاء المشتركين من الولايات المتحدة وقطر ومصر سيراقبون وقف إطلاق النار في غزة اعتباراً من الأحد، من خلال هيئة مقرها القاهرة.
وقال: إن "فريقاً مشتركاً من الدول الثلاث سيراقب تنفيذ الاتفاق، وكل شيء متفق عليه، وسيكون جاهزاً، إن شاء الله، في يوم التنفيذ".
من جانبه، نسب الرئيس الأميركي، جو بايدن، لدبلوماسية الولايات المتحدة "المثابرة والدقيقة" الفضل في إبرام الاتفاق.
وأعرب بايدن عن "سعادته الغامرة" لكون الاتفاق سيتيح الإفراج عن أسرى في غزة بينهم أميركيون، و"سيوقف القتال في غزة وسيزيد المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها بشدة المدنيون الفلسطينيون".
وأكد أن المرحلة الأولى منه تتضمن "الوقف الكامل والتام" لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع.
واعتبرت حركة "حماس"، في بيان، أن "اتفاق وقف إطلاق النار هو ثمرة الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومتنا الباسلة في قطاع غزة، على مدار أكثر من 15 شهراً".
وأضافت: إنه "إنجاز لشعبنا ومقاومتنا وأمتنا وأحرار العالم، وهو محطة فاصلة من محطات الصراع مع العدو، على طريق تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة".
وقال القيادي في حركة "حماس" خليل الحية، ردّاً على سؤال لوكالة فرانس برس: "لن ننسى ولن نغفر" معاناة غزة.
وأضاف الحية، وهو رئيس وفد المفاوضين عن حركته: "نقول باسم الأيتام والأطفال والأرامل، وأصحاب البيوت المهدمة، وأهالي الشهداء والجرحى والمكلومين، باسم كل الضحايا، باسم كل قطرة دم سالت، وباسم كل دمعة ألم وقهر، نقول باسمهم: لن ننسى ولن نغفر، نعم، لن ننسى ولن نغفر، وليس منا ولا فينا من يفرط بحق كل هذه الآلام والتضحيات".
أما إسرائيل، فقالت في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: إن "بنوداً عدّة" من الاتفاق لا تزال عالقة، معربة عن الأمل في "أن تتمّ تسوية التفاصيل هذه الليلة".
لكن الرئيس الإسرائيلي اعتبر أن اتفاق الهدنة هو "الخيار الصحيح" لإعادة الرهائن.
وأفادت مصادر مطلعة بأن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، الذي أعلنت قطر التوصل إليه، يهدف إلى الإفراج عن "جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين" في غزة، وعودة "الهدوء المستدام" إلى القطاع.
وأوضحت أن "الاتفاق الإطاري مكوّن من ثلاث مراحل مترابطة.. يتم تنفيذ المرحلة الأولى منها خلال 42 يوماً"، و"تتضمّن التوقف المؤقت عن العمليات العسكرية من الطرفين"، وانسحاب الجيش الإسرائيلي "شرقاً وبعيداً عن المناطق المكتظة بالسكان ليتمركز على الحدود في جميع مناطق قطاع غزة".
كما سيتوقف الطيران الحربي الإسرائيلي والاستطلاعي "مؤقتاً في غزة يومياً لمدة عشر ساعات"، وفق المصادر.
وتابعت: إن المرحلة الأولى ستسمح "بعودة النازحين إلى منازلهم دون عوائق خاصة إلى مناطق الشمال".
من جهة أخرى، قال مصدر أمني مصري: إن "التنسيق جار بشأن فتح معبر رفح" بين قطاع غزة ومصر بهدف "إدخال المساعدات الدولية" إلى القطاع الفلسطيني الذي يعاني من كارثة إنسانية.
وأضاف المصدر: إن "مصر تستعد لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات" إلى القطاع.
وكانت قطر أكدت، أول من أمس، أن المفاوضات باتت "في مراحلها النهائية"، وأن العقبات الأخيرة التي تعترض التوصل إلى اتفاق "تمت تسويتها".
وبين النقاط الشائكة في الجولات المتعاقبة من المحادثات، كانت الخلافات حول ديمومة أي وقف لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل القطاع، وحجم المساعدات الإنسانية للأراضي الفلسطينية.