:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/74180

الآلاف في القطاع يحتفلون بالاتفاق

2025-01-16

وسط الخيام التي تؤوي النازحين، وبين الأنقاض التي كانت يوماً منازلهم، عمّت أجواء من الفرح في قطاع غزة، مساء أمس؛ عقب إعلان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بوساطة دولية.
وقال صحافيون: إن آلاف المواطنين خرجوا في عدة مناطق بالقطاع وهم يرددون "الله أكبر.. هدنة، هدنة"، بينما أطلقت السيارات أبواقها.
وحمل المواطنون الأعلام الفلسطينية وهم يعانقون بعضهم ويلتقطون صوراً تذكارية، بينما أطلق آخرون الأعيرة النارية في الهواء.
وفي مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع، علت صيحات التكبير من الأطفال والكبار، رغم الظروف القاسية التي يعيشونها في المخيمات.
وفي مدينة غزة، انطلقت الزغاريد وأصوات التهليل من الأحياء المتضررة، حيث احتشد السكان أمام منازلهم المدمرة، وامتزجت دموع الفرح بالأمل بعودة الأمان.
وفي مخيمات النزوح، تحولت أجواء الصمت الثقيلة إلى مشهد مليء بالمشاعر، حيث علت أصوات التصفير والهتافات تعبيراً عن الفرحة.
واحتضن النازحون بعضهم البعض وسط دموع الفرح والارتياح، وكأنهم يتشاركون لحظة انتصار صغيرة في مواجهة معاناتهم الطويلة.
أما في مدينة خان يونس جنوب القطاع، فشهد "مستشفى ناصر" تجمعات عفوية للسكان، حيث علت أصوات الفرح والصفير.
وشوهد الأطفال يركضون بين الحشود، وكأنهم يستعيدون طفولتهم التي سرقت منهم خلال حرب الإبادة.
كما رفع السكان الأعلام الفلسطينية والكوفية في أماكن مختلفة من قطاع غزة، تعبيراً عن تمسكهم بالهوية الوطنية.
وقالت رندة سميح (45 عاماً) وهي نازحة من مدينة غزة إلى مخيم النصيرات وسط القطاع: "لا أصدق أن هذا الكابوس الذي نعيشه منذ أكثر من عام سينتهي. لقد فقدنا كثيرين، فقدنا كل شيء، نحن بحاجة لكثير من الراحة".
وتابعت: "فور بدء التهدئة سأذهب للمقبرة لزيارة شقيقي وأفراد عائلتي. دفناهم في مقبرة دير البلح من دون قبور، سنبني لهم قبوراً جديدة ونكتب أسماءهم عليها".
وفي مدينة غزة، قال عبد الكريم مصباح (27 عاماً): "أشعر بالفرح رغم كل ما خسرناه، سنعود للحياة، لا أصدق أنني سألتقي بزوجتي وطفلَيَّ أخيراً، لقد غادروا لجنوب القطاع منذ عام تقريباً. أتمنى أن يسمح الاتفاق بعودة النازحين بسرعة".