:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/74214

سكان القطاع يعدون مخيمات للعائدين إلى الشمال

2025-01-24

أعد فلسطينيون في شمال قطاع غزة مخيمات للأسر النازحة، أمس، قبل عودتهم المتوقعة بعد يومين لمناطق كانت فيها منازلهم، وفقا للجدول الزمني لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفي منطقة مفتوحة محيطة ببنايات تم تفجيرها، بدأت مجموعة من الرجال في نصب خيام بيضاء في صفوف لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال يوم السبت عندما تفرج حركة حماس عن المجموعة الثانية من الرهائن مقابل إطلاق سراح العشرات من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ومن المتوقع أن يعود مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة لمنازل تحولت إلى أطلال بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية التي استمرت 15 شهراً وحولت أغلب القطاع إلى أنقاض وقتلت أكثر من 47 ألفاً من سكانه.
وفي تشرين الأول، عادت قوات الاحتلال برياً إلى مناطق في الشمال في عملية كبرى ركزت على مخيم جباليا للاجئين قرب مدينة غزة وبيت حانون وبيت لاهيا، وأخلت مناطق كاملة من سكانها وهدمت أغلب البنايات.
تساءل وائل جندية وهو يجهز خيمة لأبنائه الذين سيعودون من منطقة المواصي الساحلية التي لجؤوا إليها في الجنوب كيف ستكفيهم مساحات تلك الخيام "هذه الخيمة التي نحلم فيها؟ هل ستكفي 8 - 10 أنفار. هذا لولادنا من الجنوب... أهذه مساحة؟"
وتابع قائلا لرويترز: "المفروض مساحة أكبر ... يوم السبت سيأتون من الجنوب ويغمرو غزة كلها. أين سيذهبون؟ كم سيستوعب هذا المخيم ؟ مئة . مئتين ؟ والباقي. مليون ونصف سيأتون من الجنوب".
ونشرت حماس بيانا، أمس، تقول إن عودة الأسر النازحة ستبدأ بعد تسليم أربعة من الأسرى الإسرائيليين في غزة، غداً، وبمجرد انسحاب القوات الإسرائيلية من الطريق الساحلي إلى الشمال.
وجاء في بيان حماس "من المقرر في اليوم السابع للاتفاق (25 تشرين الثاني 2025) وبعد انتهاء عملية تبادل الأسرى يومها، وإتمام الاحتلال انسحابه من محور شارع الرشيد (البحر)... سيسمح للنازحين داخليا المشاة بالعودة شمال دون حمل السلاح ودون تفتيش عبر شارع الرشيد، مع حرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله".
وأضاف البيان: "سيتم السماح للمركبات (على اختلاف أنواعها) بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحص المركبات".
وبما يسلط الضوء على المخاوف التي لدى الكثير من الفلسطينيين بشأن مدى متانة اتفاق وقف إطلاق النار المرحلي، قال الدفاع المدني في قطاع غزة إن قصفا من دبابة إسرائيلية تسبب في مقتل اثنين من السكان في رفح جنوب القطاع.
وقال جيش الاحتلال إنه يتحرى هذا الأمر.
وقالت حماس إن قوات الاحتلال ستسمح للمواطنين بالعودة سيراً على الأقدام على طول الطريق الساحلي، وهو ما يعني المشي لعدة كيلومترات حتى المنطقة الرسمية في الشمال، من حيث يمكنهم محاولة استقلال مركبات سيتم تفتيشها عند نقاط التفتيش.
وشددت الحركة على عدم حمل العائدين أسلحة.
وذكر سامي أبو زهري القيادي الكبير في حماس إن الحركة على اتصال بعدة أطراف عربية ودولية للمساعدة في عملية العودة والإغاثة بطرق من بينها توفير الخيام.
وأضاف إن حماس ستبدأ العمل فوراً على ترميم المنازل التي لم تدمر بالكامل.
وقال لرويترز: "سنقوم بتوظيف كل إمكانياتنا من أجل مساعدة أهلنا، البلديات لديها خطة معدة لاستقبال العائلات العائدة إلى الشمال وتوفير خيام لهم".
وعاد كثيرون للعيش داخل منازلهم المدمرة في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة في قطاع غزة والذي كان محط تركيز الحملة الإسرائيلية في الشهور الثلاثة الماضية، وأشعلوا نيراناً محدودة في محاولة لتدفئة أطفالهم.
وقال محمد بدر وهو أب لعشرة أطفال: "بيقولك هدنة ووقف إطلاق النار وإدخال مساعدات، هاي إلنا تالت يوم مروحين، الماي (المياه) مش لاقيين نشربها ولا (أغطية) لاقين نتغطى فيه إحنا وأطفالنا. طول الليل نتناوب على أي إشي، على النار، والنار يا ريت عندنا حطب، بنولع بلاستيك، قتلنا خلى معانا أمراض".
أما زوجته أم نضال فقالت إنها لا تصدق حجم الدمار.
وأضافت: "صدمت. لا توجد منازل . كلها دمرت. لا يوجد شيء . لا تستطيع السير في الشوارع . كله فوق بعضه.. والناس تائهة ولا تعرف منازلها ورائحة جثث والشهداء في الشوارع".