موسم العودة إلى الشمال يتواصل بقوة
2025-01-29
واصل تدفق آلاف النازحين العائدين إلى وسط وشمال غزة عبر شارعي الرشيد الساحلي وصلاح الدين، وسط أجواء فرحة وإصرار على إفشال مخططات التهجير، وذلك لليوم الثاني على التوالي.
وسلك النازحون شارع صلاح الدين بمركباتهم بعد المرور بنقاط التفتيش بإشراف اللجنة القطرية المصرية، بينما تابع آخرون سيرا على الأقدام عبر شارع الرشيد، متوجهين نحو شمال القطاع.
وذكر المركز الفلسطيني للإعلام أن آلاف النازحين بدؤوا في وقت مبكر من يوم أمس، باستئناف رحلة العودة إلى مناطق سكنهم في محافظتي غزة وشمال غزة.
وأفاد بأن المواطنين حملوا القليل من أمتعتهم في طريق العودة الشاق الذي يحتاج إلى السير نحو سبعة كيلومترات وصولا إلى مدينة غزة.
كما تجمعت أعداد كبيرة من المركبات واصطفت بطابور يصل إلى أكثر من ثلاثة كيلومترات على طريق صلاح الدين في طريق العودة إلى مدينة غزة.
من جهته، أشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة "أوتشا" إلى أن أكثر من 376 ألف فلسطيني عادوا إلى شمال قطاع غزة بين صباح الإثنين وظهر الثلاثاء.
وأوضح المكتب أن نصف هؤلاء النازحين هم من الرجال، فيما ربعهم من النساء والربع الأخير من الأطفال، مشيرا إلى أرقام مجموعة عمل تضم منظمات عدة أقامت نقاط تعداد في مختلف أنحاء القطاع.
ومدينة غزة في شمال القطاع كانت قبل الحرب مركزا حضريا ينبض بالحياة، قبل أن يدمر القصف الإسرائيلي مناطق واسعة من مبانيها لتتحول إلى أكوام من الأنقاض والخرسانة.
وقال رجل عرف نفسه باسم أبو محمد بينما كان يبحث عن مأوى: "شوف المنطقة، مفيش كلام، الواحد هيفرش على الأرض وينام، ما ضل شيء".
العديد من العائدين، الذين حملوا في كثير من الأحيان ما تبقى لهم من ممتلكات شخصية وأمتعة في رحلات النزوح خلال الحرب، ساروا 20 كيلومترا أو أكثر على امتداد الطريق الساحلي السريع شمالا.
وقال جميل عابد الذي جاء سيرا على الأقدام من المنطقة الوسطى في قطاع غزة: "احنا قاعدين، بستنى أبويا وأمي وأخويا، تهنا عنهم في الطريق وقاعدين نستنى، احنا مشينا من المنطقة الوسطى لا سيارة ولا توك توك ولا كارو بحمار ولا حاجة تمشي بها الطريق".
وفي الوقت الذي يواصل فيه البعض البحث عن مكان للاستقرار فيه، واصل عشرات الآلاف رحلتهم إلى الشمال بينما بدأ الوسطاء الأعمال التمهيدية للمرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار المقرر أن تنطلق، الأسبوع المقبل.
وقد بدأ آلاف النازحين، الإثنين، بالعودة إلى مدينة غزة وشمال القطاع، عبر شارع الرشيد الساحلي، وسط قطاع غزة، بعد أن هجرهم جيش الاحتلال قسرا من منازلهم جراء حرب الإبادة الجماعية.
ويقطع غالبية النازحين طريق العودة عبر شارع الرشيد، مسافة 7 كيلومترات على الأقل، سيرا على الأقدام.
ويمتد شارع الرشيد الساحلي من شمال القطاع إلى جنوبه، وشهد خلال حرب الإبادة على مدار 470 يوما، عشرات المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المواطنين الذين كانوا في طريقهم للنزوح من الشمال إلى الجنوب.
وتسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي في تهجير أكثر من 85% من مواطني قطاع غزة أي ما يزيد على 1.93 مليون مواطن من أصل 2.2 مليون، من منازلهم بعد تدميرها، كما غادر القطاع نحو 100 ألف مواطن منذ بداية العدوان.