:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/74230

شهيد جرّاء صاروخ مسيّرة في جنين وتواصل التدمير في طولكرم ومخيميها

2025-01-30

استشهد شابٌ في غارة شنتها مسيّرة إسرائيلية في ظل العدوان المتواصل على مدينة جنين ومخيمها لليوم العاشر على التوالي، في وقت أصيب فيه مواطنون بالرصاص وأُجبر المئات على النزوح عن منازلهم في مخيم طولكرم في اليوم الرابع من العدوان على مدينة طولكرم ومخيميها، وسط عمليات تدمير واسعة طالت منازل وبنى تحتية.
فقد أعلنت وزارة الصحة، أمس، استشهاد الشاب أسامة عمر أبو الهيجاء (25 عاماً) بشظايا صاروخ أطلقته طائرة مسيرة في منطقة "دوار السينما" بمدينة جنين.
وقال مصدر في جمعية الهلال الأحمر، إن طواقم الجمعية تمكنت من انتشال جثمان الشهيد أبو الهيجاء من على سطح بناية في منطقة "دوار السينما"، بعد ساعات من استهداف طائرة مسيرة مجموعة من الشبان بصاروخ.
وأكد المصدر أن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى الشاب المصاب ساعات، حتى تمكنت من الوصول إليه صباحاً وقد لفظ أنفاسه الأخيرة، ونقلته إلى مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي.
بدوره، قال متحدث باسم جيش الاحتلال، إن طائرة مسيرة أغارت على شبان كانوا يزرعون عبوات ناسفة في طريق الآليات العسكرية.
في الإطار، واصل جيش الاحتلال عمليته العسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين ومخيمها.
وأكد شهود عيان، أن قوات الاحتلال دفعت بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المدينة ومخيمها، بما فيها معدات وجرافات ذات أحجام صغيرة، وواصلت شق طرق في عمق المخيم بالتوازي مع هدمها مزيداً من المنازل وتدميرها مزيداً من البنى التحتية والشوارع خاصة في محيط مدرسة الزهراء، وساحة المخيم، وشارع مهيوب وحارتي الألوب، والدمج.
وأشاروا إلى أن قوات الاحتلال أخلت مواطنين من منازلهم بالقوة في المنطقة الشرقية من المخيم، والمعروفة بدوار "الحصان".
ولفتوا إلى أن جنود الاحتلال أعاقوا عمل طواقم الإسعاف في المدينة، واحتجزوا مركبات إسعاف في مناطق عدة، مؤكدين إصابة مواطنين جراء اعتداء جنود الاحتلال عليهما بالضرب.
وفي مدينة طولكرم ومخيميها، واصلت قوات الاحتلال عدوانها لليوم الرابع على التوالي، وألحقت دماراً واسعاً في البنى التحتية وممتلكات المواطنين، وهجرت مئات العائلات من منازلها.
وأكدت مصادر محلية إصابة عدد من المواطنين برصاص الاحتلال في مخيم طولكرم بينهم شاب أصيب بالرصاص في رأسه، وأعاقت قوات الاحتلال إسعافه ساعات عدة.
بدورها، ذكرت جمعية الهلال الأحمر أن طواقمها تعاملت في المخيم أيضاً مع إصابة رجل (70 عاماً) بالرصاص الحي في قدميه، ورجل (54 عاماً) بشظايا الرصاص الحي في الرأس، وآخر (52 عاماً) برصاصة في البطن.
بينما أفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال واصلت محاصرة مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، وتحويل محيطهما إلى مناطق عسكرية مغلقة، بعد الاستيلاء على منازل وتحويلها ثكنات عسكرية.
وأكدوا أن قوات الاحتلال واصلت عدوانها على مخيم طولكرم ونشرت دورياتها الراجلة في أزقته، وقناصتها على أسطح بنايات عدة وسط إطلاق النيران تجاه المواطنين بشكل مباشر، بالتزامن مع مواصلة جرافاتها تدمير البنية التحتية في حاراته، التي طالت شبكات مياه وكهرباء وصرف وإنترنت.
وأشاروا إلى أن جنود الاحتلال اقتحموا العديد من المنازل وعاثوا فيها خراباً وأخضعوا قاطنيها لتحقيق ميداني، وأجبروا عدداً كبيراً منهم على النزوح عن منازلهم تحت تهديد السلاح، وحولوا بعضها إلى ثكنات عسكرية.
وأفاد شهود عيان، إن قوات الاحتلال دهمت عمارة الزهراء في الحي الغربي من المدينة، بالقرب من دوار خضوري، وأجبرت سكان الشقق السكنية على مغادرتها وحولتها إلى ثكنة عسكرية، كما دهمت عمارة الددو وسط ميدان جمال عبد الناصر، وأجبرت سكانها على الخروج منها، وحققت معهم ودققت في بطاقاتهم وفتشت هواتفهم النقالة.
وأضافت إن قوة كبيرة راجلة من جيش الاحتلال توجهت من الحي الغربي للمدينة صوب سوق الذهب وميدان جمال عبد الناصر، ونشرت قناصتها على جوانب الأرصفة، ومنعت طواقم البلدية من العمل على إعادة تأهيل ما دمرته جرافات الاحتلال قبل يومين في المنطقة.
كما انتشرت دوريات المشاة بين الأزقة والمنازل في الحي الشرقي ومنطقة مفترق الشاهد، ونصبت القناصة فيها، في الوقت الذي سمعت فيه أصوات خلع أبواب المباني التجارية العالية وسط المدينة، مع تحليق لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
في السياق، أجبرت قوات الاحتلال سكان حارة الشهداء في مخيم طولكرم على النزوح من منازلهم لينضموا إلى قافلة المواطنين الذين أُجبروا على النزوح المخيم سابقاً.
وأفاد فيصل سلامة، رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم، بأن المخيم يشهد نزوحاً كبيراً، وأن أكثر من ألف مواطن خرجوا من المخيم قسراً.
في السياق، أكدت مصادر محلية، أن المواطنين المتبقين في المخيم يعيشون دون مياه أو كهرباء أو اتصالات، وأصبحوا مقطوعين عن العالم الخارجي، ويناشدون لتوفير المستلزمات الأساسية خاصة، للمرضى والأطفال وكبار السن.