في الدفعة الثالثة من التبادل الإفراج عن 110 أسرى وإطلاق سراح 3 إسرائيليين و5 تايلانديين
2025-01-31
بعد تأخير دام نحو ثلاث ساعات، أفرجت سلطات الاحتلال، أمس، عن 110 أسرى، في مقابل إطلاق حركة حماس سراح ثلاثة إسرائيليين وخمسة تايلانديين ضمن الدفعة الثالثة في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وشملت هذه الدفعة، وفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، 110 أسرى، توزعوا على 32 من أسرى المؤبدات، و48 أسيراً بأحكام مختلفة، و30 طفلاً.
وهذا العدد من الأسرى المفرج عنهم جاء مقابل المحتجزين الإسرائيليين، فيما تم تسليم العمال التايلانديين من دون مقابل.
ولم تكن هذه الدفعة، مبرمجة ضمن الصفقة، بيد أنه تم استحداثها، في أعقاب الأزمة التي تفجرت بعد مطالبة إسرائيل بالإفراج عن المحتجزة أربيل يهود، مطلع الأسبوع الحالي، التي أُطلق سراحها أمس.
ففي مدينة رام الله، حيث استُقبل الأسرى المحررون، استبقت قوات الاحتلال عملية الإفراج عن الأسرى باستثناء المبعدين وأسرى القدس والقطاع، بنشر تعزيزات بشكل مكثف في محيط معسكر "عوفر"، حيث تم تجميع الأسرى، قبل أن يتم نقلهم وعددهم 66 أسيراً، عبر حافلتين تابعتين للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى مجمع رام الله الترويحي.
واقتحم عدد من الآليات العسكرية ترافقها جرافة، بلدة بيتونيا، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، أصيب خلالها 13 مواطناً، من ضمنهم 3 بالرصاص الحي، واثنان بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط.
وبمجرد وصول الحافلتين إلى المجمع، شهد الموقع حالة من الفرحة العارمة، وجرى رفع الأسرى المحررين وهم يلوحون بشارة النصر، على الأكتاف وزغردت نساء يرتدين ملابس فلسطينية، بينما هتف رجال قائلين "بالروح والدم نفديكم يا أبطال".
وإلى قطاع غزة وصل من هذه الدفعة 10 أسرى بينهم محكومان بالمؤبد عبر معبر كرم أبو سالم في مركبات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، ونقلوا على الفور إلى مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس، حيث أجريت لهم فحوص للاطمئنان إلى وضعهم الصحي، قبل أن يتوجه كل منهم في مواكب منفصلة إلى أماكن سكنى ذويهم وسط أجواء احتفالية.
في الإطار، جرى إبعاد 21 أسيراً من المفرج عنهم في هذه الدفعة من أصحاب المؤبدات إلى مصر، تمهيداً لنقل عدد منهم إلى بلدان أخرى.
وأفاد مصدر بحركة حماس لمراسل (بي بي سي) في القاهرة بأن الأسرى المقرر إبعادهم خارج قطاع غزة ضمن المفرج عنهم "سيصلون القاهرة في حدود الثالثة فجر الجمعة".
بينما وصل بعض الأسرى المحررين من القدس الشرقية إلى بيوتهم، دون أي احتفالات بعد أن توعدت قوات الاحتلال ذويهم بعقوبات في حال إظهارهم أي مظاهر احتفالية.
في المقابل، أفرجت حركة حماس عن المحتجزين من أمام مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا شمال القطاع، وبالقرب من المنزل الذي نشأ فيه يحيى السنوار، الرئيس السابق لحركة حماس.
وواجه عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي صعوبة في السيطرة على مئات الأشخاص الذين احتشدوا لمتابعة مجريات تسليم المحتجزين، في خان يونس جنوبي قطاع غزة.
واندفعت حشود المتفرجين الذين حاول بعضهم التقاط الصور أثناء نقل الإسرائيلية أربيل يهود البالغة 29 عاماً والإسرائيلي الألماني غادي موزيس (80 عاماً) إلى سيارات الصليب الأحمر إلى جانب خمسة رهائن تايلانديين.
وبدا مقاتلون ملثّمون يرتدون دروعاً واقية ويحملون أسلحة آلية يحاولون بصعوبة إفساح الطريق للمحتجزة أربيل للمرور وسط الحشد.
وفي تعقيبه، ندد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بما وصفها بـ"المشاهد الصادمة" أثناء عملية التسليم.
وقال في بيان "هذا دليل إضافي على قسوة حركة حماس الإرهابية التي لا توصف"، مؤكداً أنّ "أيّ شخص يجرؤ على إيذاء رهائننا سيدفع الثمن".
وفي وقت سابق، أُطلق سراح الجندية الإسرائيلية آغام بيرغر وسط أبنية جباليا المدمّرة في شمال غزة في إطار عملية كانت أكثر تنظيماً.
وتمّ تسليم بيرغر إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعدما اقتيدت لمدة قصيرة إلى مسرح مؤقت محاطة بمقاتلين من حماس ملثّمين.
وفي تل أبيب، هتفت الحشود فرحاً عندما تم بث عملية إطلاق سراح المحتجزين.
وهتف بعض المحتشدين عندما وصل مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى الساحة، في امتنان على ما يبدو لدوره في تأمين الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار. وصافح بعض الناس، بما في ذلك أفراد عائلات الرهائن.