مخلّفات الاحتلال.. خطر يهدد حياة أطفال غزة
2025-02-19
وصلت سيارة إسعاف تحمل جثمان الطفل حمود مسعود (14 عاماً) إلى قسم الاستقبال في مستشفى العودة شمال النصيرات، مضرجاً بدمه إثر انفجار جسم مشبوه شرق مخيم البريج قبل عدة أيام، سبقه استشهاد الطفل محمد القاضي (13عاماً) بنفس الظروف في مدينة رفح.
ونجا عدد من الأطفال من الموت إثر انفجار جسم مشبوه كان ملقى وسط أكوام النفايات في منطقة "الصناعة" في مدينة غزة، فيما كان آخر ضحايا حادث انفجار الأجسام المشبوهة التي خلفها الاحتلال بعد الحرب الشاب أحمد الأفغاني في خان يونس والذي وصل إلى المستشفى الأوروبي جثة هامدة.
وإثر هذه الحوادث قالت شرطة غزة في بيان أصدرته، إنها شرعت بأعمال تحقيق لمعرفة تفاصيلها والتأكد من الأسباب الحقيقية وراء انفجار هذه الأجسام.
واعتبرت الشرطة ومصادر رسمية وشعبية أن ترك هذه المخلفات هو استباحة صريحة للطفولة في قطاع غزة.
وقال مواطنون وشهود عيان لـ"الأيام" إن عدة انفجارات مشابهة لكنها مختلفة من حيث قوة الصوت والتأثير تقع بين يوم وآخر في مناطق متباعدة من القطاع وجميعها ناجمة عن انفجار أجسام مشبوهة تركها الاحتلال في مناطق الدمار والقصف.
وأضاف المواطن الخمسيني "أبو مراد" إن واحداً من هذه الانفجارات وقع وسط ركام منزل في مدينة غزة وأسفر عن انهيار ما تبقى من منزل مقصوف، مشيراً إلى أن الانفجار لم يسفر عن ضحايا حيث كان المنزل خالياً من أصحابه.
وروى شاهد عيان فضل عدم نشر اسمه أن فرق الهندسة التابعة للشرطة في قطاع غزة وصلت إلى منزله في مخيم جباليا لتفكيك صاروخ لم ينفجر، لافتاً بحسب ما أفيد من قبل طواقم الهندسة إلى أنهم وصلوا في الوقت المناسب تجنباً لانفجار الصاروخ.
وأضاف إن مخلفات عسكرية أخرى شوهدت بين ركام منزله لم يتعرف عليها، تمنعه من المضي في التخفيف من هذا الركام.
ونقل مواطنون روايات عن وجود أجسام مشبوهة وسط ركام منازلهم وفي أكوام النفايات المتراكمة في الشوارع حيث رجحت مصادر مطلعة وجود هذه الأجسام.
ولا تتوقف التحذيرات والمناشدات المتعلقة بعدم لمس الأجسام المتفجرة والمشبوهة في مواقع الدمار وأماكن وجود جيش الاحتلال في قطاع غزة.
وتعمل منظمات دولية متعددة في نشر التوعية بمخاطر هذه الأجسام المتفجرة المتناثرة في مناطق غير معلومة، عبر توزيع ملصقات ونشرات تحث السكان لاسيما الأطفال على عدم لمسها أو محاولة نقلها أو العبث فيها.
كما تواصل جهات محلية أمنية وشرطية إصدار التعليمات للمواطنين لا سيما العائدين من مناطق النزوح جنوباً إلى شمال القطاع بعدم المساس بالأجسام المشبوهة أو التعامل معها.
وقالت مصادر من هذه الجهات لـ"الأيام" إن جيش الاحتلال تعمد ترك مخلفات مفخخة في منازل المواطنين بعد انسحابه من مناطق الاجتياح بهدف زيادة أعداد الشهداء والجرحى، مشيرة إلى أن هذه الحوادث تكررت بسبب انفجار هذه المخلفات.
وأوضحت أن الاحتلال يحاول من خلال ذلك قتل الأطفال عندما ترك مخلفات على شكل معلبات أو أشياء تجذب انتباههم، وتلفت انتباههم، محذرة المواطنين من العبث في هذه المخلفات وإبلاغ الجهات المختصة عنها والعمل على منع الأطفال من المساس بها وتوعيتهم بمخاطرها.
ورجحت مصادر دولية أن الاحتلال ترك في غزة نحو 18 ألف صاروخ وقذيفة لم تنفجر في قطاع غزة، وهو ما يجب العمل عليه من أجل إزالة مخاطر هذه المقذوفات.