:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/74334

أطفال فقدوا سمعهم نتيجة العدوان ينتظرون استعادة العمل ببرامج العلاج

2025-02-20

تنظر الطفلة نادين عيسى (11 عاماً) بابتسامة عريضة إلى أفراد أسرتها، لكنها تشعر بألم نفسي كبير نتيجة عدم سماعها أصواتهم وأحاديثهم في منزلهم المدمّر بمخيم جباليا، شمال قطاع غزة.
اكتفت الطفلة نادين بالنظر لبقايا المنزل التي نجت من القصف، وبقيت صامدة أمام صواريخ الاحتلال، من بينها جدران غرفتها الملونة، وهي تنتظر أي تعليق من والدها بإشارات من يديه.
وتعاني الطفلة نادين، التي أصيبت بفقدان سمع نتيجة أصوات الصواريخ التي كانت تسمعها خلال العدوان، حسب والدها، بشدة نتيجة عدم اندماجها مع أفراد أسرتها وصديقاتها، والجميع متأثر من واقعها الجديد.
وقال الوالد: "لم تكن طفلتي تعاني من أية مشاكل سمعية لكنها تعرضت طوال الشهور الأولى من الحرب لأصوات القصف الشديدة، وهو ما جعلها معاقة سمعياً.
من جهته، لا يتوقف الطفل عاهد منصور (15 عاماً)، الذي فقد سمعه لنفس السبب، عن السؤال والاستفسار عن مستقبله، وما إن كان فقدان سمعه دائماً أم مرحلياً.
وأوضح والد الطفل منصور أن طفله فقد سمعه خلال الشهور الأولى من العدوان، ولم يعد يفهم ما يقال له، مشيراً إلى أنه قد يسمع صوت الأحاديث لكنه لا يفهم إلا بصوت مرتفع ومن مسافة قريبة.
بدوره، قال الشاب وائل المدهون (22 عاماً) إنه فقد السمع بشكل كبير، ويعاني بشدة من عدم تواصله مع الآخرين، لكنه يبحث عن طبيب سمعيات ولا يجد من يقدم له العون.
وأعرب عن أمله في أن انتهاء العدوان قد يتيح له المجال لتلقي العلاج أو على الأقل إجراء تشخيص لحالته، ومعرفة إن كان يمكن التخلص من هذه المشكلة.
أما الطفل وسام أبو ركبة (15 عاماً) الذي تعافى نسبياً من حالة الصدمة التي أفقدته النطق قبل عدة أشهر، فلا يزال يعاني من صعوبة في السمع. وقال والده إنه عانى من صدمة عصبية شديدة أفقدته النطق، ولم يكن قادراً حتى إعطاء إشارات بمطلبه أو رغبته، مشيراً إلى أنه بدأ يتعافى تدريجياً لكنه يواجه صعوبة في السمع، وبيّن أن "الصدمة نتيجة سماعه أصوات القصف بالقرب من منزلنا ولا مجال لتقديم العلاج له".
وأكثر ما يؤلم المصابين بفقدان السمع هو غياب وسائل العلاج والتدخل، باستثناء التدخل النفسي عبر مؤسسات ومختصين نفسيين.
وأشار محمد حسونة وهو محاضر جامعي في مجال علم النفس، إلى أن ظاهرة الصدمات النفسية وفقدان النطق او الكلام أو عدم القدرة على ممارسة الحياة التشاركية، باتت منتشرة في قطاع غزة بسبب العدوان وتأثيراته الحسية والمعنوية.
وقال: "فقدان السمع بشكل عام، غالباً ما يكون نتيجة مشكلة طبية في أعصاب الأذن، لكن ذلك قد يكون بسبب مشكلة نفسية أو صدمة عصبية أيضاً".
وينتظر أولياء أمور هؤلاء الأطفال تحسّن الظروف واستعادة العمل في العيادات السمعية، لمتابعة حالات أطفالهم، والبدء بمراحل علاجهم، بما يشمل تدخلات نفسية وطبية، والتعلم الوظيفي، كي يستطيعوا استعادة قدرتهم على التعبير والنطق والاستماع.