الاحتلال يحرق منازل في مخيم جنين ويرسل تعزيزات إلى طولكرم ومخيميها
2025-02-26
أحرقت قوات الاحتلال، أمس، عددا من المنازل في مخيم جنين مع تواصل عدوانها عليه لليوم السابع والثلاثين على التوالي، بينما انسحبت من بلدة قباطية جنوبا مخلفة دمارا كبيرا بمرافق البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة، في وقت دفعت فيه بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة طولكرم ومخيميها، وأصابت بالرصاص مواطنين من نابلس.
ففي جنين، أبلغ شهود عيان "الأيام"، أن قوات الاحتلال أحرقت عددا من المنازل التي تصاعد منها الدخان في أكثر من موقع داخل المخيم الذي جابته عدة دبابات إسرائيلية استقدمها جيش الاحتلال، مؤخرا، مع جرافات عسكرية جرفت المزيد من الشوارع في محيط المخيم.
وأطلق جنود الاحتلال، النار على مجموعة من النساء لدى محاولتهن الدخول إلى المخيم، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، وفقا لما أكده شهود عيان أفادوا بأن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة مواطنين بعد أن تمكنوا من الوصول إلى منزلهم داخل المخيم، بعد الاعتداء عليهم بالضرب.
من جهة أخرى، انسحبت قوات الاحتلال، من بلدة قباطية جنوب جنين بعد اقتحام دام 48 ساعة، أسفر عن إصابة مواطنين بالرصاص وصفت إصابة أحدهما بأنها خطيرة، واعتقال عدد من المواطنين، وخلف دمارا كبيرا بممتلكات ومحال المواطنين، وتدمير شبكات المياه والكهرباء وتجريف البنية التحتية وتدمير كراج المركبات الرئيس في البلدة، وحافلة تابعة لجمعية رعاية الأيتام، وإغلاق سوق الخضار وخروجه عن الخدمة.
وأكد أهالي البلدة، أن هذا العدوان يعتبر الأشد والأعنف من نوعه على البلدة التي سارعت البلدية والمؤسسات فيها إلى إزالة مخلفات العدوان، فور انسحاب قوات الاحتلال والتي أخضعت البلدة لحظر التجول لمدة 48 ساعة متواصلة.
وقال رئيس بلدية قباطية أحمد زكارنة، إن "جيش الاحتلال استهدف البلدة في أوسع وأكبر عملية عسكرية لم تشهدها من قبل، حيث تم تدمير جميع مداخلها، وتخريب وردم شبكات المياه والكهرباء والاتصالات، وهدم محطة مركبات النقل، وتخريب عشرات المحال التجارية".
وأضاف زكارنة، "لم يكن هناك هدف أمني أو عسكري لمثل هذا العدوان وإنما فقط التدمير ليس أكثر"، مشيرا إلى أن الاحتلال يستهدف قباطية منذ عدة سنوات تعرضت خلالها لعمليات اقتحام متكررة، وقصف مركبات، وقتل عشرات المواطنين.
وفي محافظة طولكرم، دخل العدوان الإسرائيلي على المدينة ومخيمها شهره الثاني، وعلى مخيم نور شمس شرقا يومه السابع عشر على التوالي، في ظل تصعيد وحصار ألحقا دمارا هائلا في البنية التحتية والممتلكات، وأسفرا عن استشهاد 12 مواطنا ومواطنة، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.
وقالت محافظة طولكرم، إنه منذ بدء العدوان، فرضت قوات الاحتلال حصارا مشددا على مخيمي طولكرم ونور شمس، تزامنا مع اقتحامات واسعة للمدينة وحصار مستشفياتها، وتحويل عدد من المنازل والمباني إلى ثكنات عسكرية، إضافة إلى قصف وحرق وهدم العشرات منها، وطرد سكانها تحت تهديد السلاح، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة في صفوف أهالي المخيمين تجاوزت 15 ألف نازح، توزعوا على مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في المدينة وضواحيها وقراها.
وأكدت أن العدوان ألحق دمارا شاملا بمرافق البنية التحتية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، ما أثر بشكل كبير على حياة السكان الذين بقوا في بعض أحياء مخيمي طولكرم ونور شمس، وفاقم من معاناتهم بسبب النقص الحاد في الطعام والمياه والأدوية وحليب الأطفال.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى مدينة طولكرم ومخيميها، وسط تحليق لطيران الاستطلاع، حيث جابت آليات الاحتلال شوارع المدينة وتمركزت في عدة مفارق فيها، وأعاقت حركة مرور المركبات خاصة في سوق الخضار، في الوقت الذي دهمت فيه مبنى العدوية التجاري في شارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وفتشته.
وقال فيصل سلامة رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم، إن قوات الاحتلال ما زالت تحتل المخيم وتحاصره وتشرد أهله تحت تهديد السلاح، وتعيث فسادا في المنازل والشوارع والأزقة وكافة مرافقه.
وأشار سلامة في تصريح صحافي، إلى أن الاحتلال دمر خلال عدوانه المتواصل، ما لا يقل عن 40 بناية سكنية تحتوي على 100 شقة بشكل كامل، وأحرق ما لا يقل عن عشرة منازل، وألحق أضرارا كبيرة بمئات أخرى، ودمر ما لا يقل عن 300 محل تجاري.
وأضاف، إن قوات الاحتلال وفي سابقة خطيرة قامت بشق شارع اخترق عمق أربع حارات داخل المخيم بدءا من حارة البلاونة، مرورا بحارتي الحمام والسوالمة، وصولا إلى حارة الخدمات على شارع ذنابة، ما أدى إلى هدم 26 بناية وتسويتها بالأرض بشكل كامل وإلحاق أضرار جسيمة بكل ما هو حولها من بنايات ومرافق.
وأشار إلى أن الاحتلال أجبر أكثر من 12 ألف نسمة من المخيم على النزوح قسرا، بالتهديد والترهيب إلى المدينة والضواحي والقرى المجاورة، في الوقت الذي ما زالت فيه العملية التعليمية متوقفة، وحرم نحو 2000 طالب وطالبة يدرسون في مدارس وكالة الغوث الدولية الأربع بالمخيم من التعليم لأكثر من شهر، بالإضافة إلى توقف الخدمات الصحية.
وأكد أن العدوان المتواصل على المخيم أدى إلى تدمير البنية التحتية بشكل كامل، وغير مسبوق، وطال شبكات الكهرباء، والمياه، والصرف الصحي، والاتصالات، والإنترنت.
من جهة أخرى، شنت قوات الاحتلال عمليات دهم وتفتيش واسعة النطاق للمنازل داخل مخيم نور شمس، وتحديدا في حارة جبل الصالحين، حيث تعمدت تفجير أبوابها، وسط إطلاق الرصاص الحي، وأجبرت المواطنين على مغادرتها تحت تهديد السلاح.
وقال شهود عيان، إن جنود الاحتلال دهموا منزلا يعود لعائلة مشارقة في جبل الصالحين، وأجبروا سكانه على مغادرته تحت تهديد السلاح، بذريعة أن الشارع المتواجد فيه المنزل ومنازل أخرى بجانبه سيكون ممرا لعبور الدبابات عند استقدامها إلى المخيم.