:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/74480

الهلال الأحمر تطالب بتحقيق دولي بظروف قتل مسعفيها الثمانية في رفح

2025-04-09

طالبت جمعية الهلال الأحمر، بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة، في ظروف القتل المتعمد لمسعفيها الثمانية في رفح من قبل قوات الاحتلال الشهر الماضي، ومحاسبة مرتكبي الجريمة، وتفعيل الآليات القانونية الدولية لضمان عدم تكرارها مستقبلاً.
وأكد رئيس الجمعية د. يونس الخطيب، خلال مؤتمر صحافي عقده في المقر العام للجمعية في البيرة، أمس، أن الطاقم الطبي التابع للجمعية، فضلا عن بقية أعضاء الفريق الإغاثي الذين قضوا في تل السلطان في رفح، تعرضوا لكمين، معتبراً ما حدث جريمة حرب مكتملة الأركان، تستدعي من كافة أطراف المجتمع الدولي بذل قصارى جهودها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحماية العاملين في المجال الإنساني، وتوفير كافة المتطلبات الضرورية لتمكينهم من أداء مهامهم، ووقف الاعتداءات على المستشفيات والمراكز الطبية وسيارات الإسعاف، وضمان احترام رسالة الجمعية وعمل طواقمها.
وبيّن أن المنطقة التي شهدت الفاجعة، لم تكن مصنفة كمنطقة حمراء في وقت الاستجابة، ما يعني عدم الحاجة إلى التنسيق المسبق لدخول المكان.
ودعا إلى توفير معلومات حول مصير ثلاثة أفراد تابعين للجمعية، جرى اختطافهم في القطاع منذ عام تقريبا، فضلا عن المسعف أسعد نصاصرة، الذي اختفت آثاره منذ الثالث والعشرين من الشهر الماضي، وهو اليوم الذي شهد الحدث.
وقال الخطيب خلال المؤتمر، وتم في إطاره عرض مقطع فيديو مصور من قبل المسعف الشهيد رفعت رضوان، يبرز اللحظات التي سبقت عملية استهداف الفريق الإغاثي المكون من 15 عضوا، والذين تمت تصفيتهم، "أصبح غير كاف الحديث عن احترام القانون الدولي الإنساني واتفاقات جنيف، فالمطلوب من المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، وكافة الأطر الدولية إجبار المخالفين على احترامها وتنفيذ أحكامها".
وتابع: نحن في الجمعية اعتدنا على روايات مختلقة من قبل الاحتلال في كل ما يتعلق بطواقمنا، ولا نستغرب أن تكون هناك روايات جديدة بخصوص حدث استشهاد 8 من الكادر الطبي الفلسطيني، لكن أعتقد أن المجتمع الدولي، أصبح يعرف من لديه الصدقية في هذا الموضوع.
وبيّن أن شريط الفيديو المصور الذي انتشر عالميا، كان مفجعا بالنسبة للجمعية، لكنه منحها بعض الملاحظات المهمة، ومن أبرزها قلق أفراد الطاقم على سلامة وحياة زملائهم، "مضيفا "الفيديو يظهر بوضوح قلق أعضاء الفريق، وهم يتجهون لموقع الحدث، الذي تم فيه إطلاق النار على أفراد الفريق الأول، ودعاءهم بأن يكونوا على قيد الحياة".
وتابع: نشعر عبر هذا الشريط، بالتوتر الذي تملك الطاقم الطبي مما سيواجهه في الطريق، إذ كان يعلم أنه ذاهب إلى المجهول، إضافة إلى قلقه من نفاد الوقود، وهذا يظهر إلى أي مدى الطواقم الطبية تقلق من عدم وجود الوقود، سواء للمستشفيات أو سيارات الإسعاف، أو المراكز الطبية.
وبين الخطيب أن كثيرين لم يعرفوا أن أحد أفراد الطاقم الطبي الأول واسمه منذر عابد، نجا من القتل، ووصل إلى مركز إسعاف، وكان واضحاً عليه آثار الضرب المبرح والصدمة، حيث أكد أنه تم إطلاق النار على الطاقم بشكل مباشر من قبل قوات الاحتلال، ما أدى إلى استشهاد اثنين من زملائه، بينما استخدم هو أي عابد ذاته، كدرع بشري.
وقال: ادعاء الاحتلال المتكرر باستخدام سياراتنا لنقل مسلحين أو سلاح، لم يستطع الاحتلال اثباته على مدار 50 عاماً، ولو لمرة واحدة.
وتابع الخطيب: أكد جيش الاحتلال أن سيارات الإسعاف لم تكن مضاءة، وأن الطواقم لم تكن تلبس ما يميزها، وهذا كذبه شريط الفيديو، الذي وصلنا خلال اجتماع لمجلس الأمن يوم الخميس الماضي، وسمعنا هذه الادعاءات في مجلس الأمن، وقد تم تسليم نسخة من هذا الشريط من قبل مندوب فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور لرئاسة المجلس، وقد أظهر الشريط بوضوح أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني كانت مضاءة بشكل واضح، وأن طواقم الهلال الأحمر كانوا بزيهم الكامل.
وبيّن أن الاحتلال ادعى، بأنه أخبر بعض الجهات بمكان تواجد الطواقم، ما ثبت كذبه، إذ أنه على مدار 8 أيام كانت عائلات الطواقم، وزملاؤهم في انتظار معرفة أية معلومة حول مصيرهم.
وأردف الخطيب: نحن نؤكد أن الاحتلال استطاع تحقيق هدفه غير المعلن، بتدمير النظام الصحي الفلسطيني على الأرض، وقتل المئات من أفراده.
وذكرت المتحدثة باسم الجمعية نبال فرسخ، أن الفيديو يظهر آخر 19 دقيقة في حياة الفريق الثاني، وأنه كانت هناك سلسلة من الاستهدافات للفريق، بدأت باستهداف مركبة الإسعاف الأولى، التي تبرز بجلاء على جانب الطريق في الفيديو.
وقالت: ذهب فريق إسعاف ثاني لإنقاذ المركبة ومر بجانبها، وأبلغ مركز الاتصال المركزي، بأنه على ما يبدو بأن المركبة قد تم استهدافها، وأكد رؤية عدد من الجرحى على الأرض، وطلب دعماً، فتوجهت سيارتا إسعاف إضافيتان وكل منهما قدمت من مكان مختلف، فاجتمعت السيارتان وانتظرتا طواقم الدفاع المدني، وبعدها تم استهداف موكب المؤسستين، وصولاً إلى الاستهداف الأخير لمركبة إسعاف رابعة كانت مساندة للفريق، وجاءت من اتجاه آخر.
وفي الإطار ذاته، أصدرت الجمعية بياناً ركزت فيه على تفاصيل الفاجعة التي لحقت بأعضاء الطاقم الطبي، مشيرة إلى أن "الصمت الدولي على استهداف الطواقم الإنسانية، لا يعني فقط الحكم بالإعدام على الفلسطينيين في غزة، بل يمثل تهديداً مباشراً للعمل الإنساني في كل مكان".