ارتفاع مستوى المياه العادمة بغزّة في بركة الشيخ رضوان ولا حلول
2025-07-17
ينظر الشاب عبد الحليم الشاويش (32 عاماً) باتجاه بركة الشيخ رضوان في مدينة غزة، وهو يترقب طفحها في أي لحظة، وسط تخوفات من وصول هذه المياه إلى خيمته المقامة عند الحافة الغربية للبركة.
وقال الشاويش: "حتماً سنغرق في هذه المياه لو وصلت إلى الحافة، فهي ترتفع تدريجياً يوماً وراء يوم"، معرباً عن قلقه بأن تصل المياه مداها، وبالتالي ستسحب معها خيمته التي تؤوي 12 من أفراد أسرته.
وأضاف: "هنا الناس يشتكون من ضيق الحال من جهة بسبب العدوان والجوع، كما غيرهم من سكان القطاع، لكنهم أكثر الناس تضرراً من نزوحهم بالقرب من البركة التي تتجمع فيها كل القاذورات، وتتسبب ببيئة ملوثة للغاية، وباتت تشكّل خطراً على حياتهم أيضاً".
لم يكن الشاب الشاويش وحده الذي عبر عن تخوفه من الارتفاع التدريجي لهذه المياه العادمة، بل معه كل النازحين الذين يقطنون عند حواف بركة الشيخ رضوان.
وقال المواطن فؤاد اليازجي (51 عاماً) أحد السكان المحليين: "سنوات ونحن نعاني من وجود هذه البركة التي تتسبب بانتشار الحشرات الضارة وتلوث معها كل مكونات البيئة، رغم حرص البلدية على المحافظة على كمية المياه المتجمعة فيها دون ارتفاع، لكن خلال الشهور الماضية زادت نسبة المياه العادمة المتجمعة، وزادت معها التخوفات من الطفح، إلى درجة أنها تحولت إلى خطر بيئي وصحي كبير".
وذكرت مصادر من بلدية غزة أن نسبة ارتفاع المياه وصلت إلى معدل 30 سم يومياً، وهي نسبة مرتفعة جداً مقارنة بالأيام العادية، مرجعة السبب إلى زيادة الضخ من جميع المناطق وصعوبة التصريف، في ظل الخلل الذي أصاب منظومة تصريف المياه العادمة بشكل عام.
وأضاف اليازجي: "تخيّل إن زادت هذه المياه عن الحد الأقصى عندها ستطفح وستغرق كافة المناطق السكنية ومخيمات الإيواء التي تحيط بها من جهاتها الأربع".
لم تتوقف الشكاوى من ارتفاع المياه العادمة عند التخوف من طفحها بالنسبة للنازح "أبو سليم" في الأربعينيات من عمره، بل عبر عن استيائه واستياء كافة النازحين من الانتشار الكثيف للحشرات الضارة، التي تجتاح خيامهم ليل نهار.
وقال: "ليس المقصود هو حشرة البعوض ومختلف أشكال الناموس، بل بتنا نشاهد حشرات غير معروفة وكبيرة الحجم تقوم بلدغ أطفالنا والتسبب لهم بأمراض جلدية غريبة".
من جهتها، حذرت بلدية غزة، في بيان أصدرته منذ يومين، من الطفح المتوقع للمياه العادمة من بركة الشيخ رضوان، مشيرة إلى أن منسوب هذه المياه في ارتفاع مستمر إلى مستوى خطير.
وبينت أن منسوب هذه المياه ارتفع إلى نحو ستة أمتار و10 سم نتيجة استمرار تدفقها بشكل يومي، في وقت تقلصت ساعات تشغيل مضخات تصريف المياه بسبب النقص الكبير في كميات الوقود المتوفرة لدى البلدية.
وتحاول البلدية مواصلة الضخ إلى مياه البحر، لكن بوتيرة مقلصة جداً، إلا أن ذلك لن يجدي نفعاً أمام استمرار ضخ الوارد إلى البركة بشكل كبير.
وتمتد بركة الشيخ رضوان على مساحة 80 دونماً عند السطح، و56 دونماً عند القاع، وتحيط بها كثافة سكانية عالية، وازدادت هذه الكثافة مع نزوح الآلاف في خيام مقامة عند حواف البركة.