:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/74882

السفير الأميركي يعتبر الضفة الغربية جزءاً من إسرائيل

2025-07-21

اعتبر السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أن الضفة الغربية تقع في إسرائيل، في توصيف غير مسبوق من قبل مسؤول أميركي رفيع المستوى.
التوصيف جاء بعد أيام على انتقال التمثيل الدبلوماسي الأميركي في الاتصال مع الفلسطينيين من قنصلية عامة إلى مكتب إلى "جماهير فلسطينية" تتابع سفارة في إسرائيل.
فقد دمجت الإدارة الأميركية ما كان يعرف بالمكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية بالكامل في هيكلية السفارة الأميركية لدى إسرائيل، وأصبحت وسيلة التواصل مع الفلسطينيين هي وسائل تواصل اجتماعي تابعة للسفارة الأميركية في إسرائيل تتواصل مع "الجماهير الفلسطينية".
ولم يسبق في تاريخ العلاقة الفلسطينية - الأميركية أن كان التمثيل الدبلوماسي الأميركي في الاتصال مع الفلسطينيين معدوماً بالكامل كما هو الآن.
ويعكس واقع الحال الحالي في العلاقة مع الفلسطينيين ما قاله السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، في منشور له على منصة "إكس"، أول من أمس، بعد زيارة إلى بلدة الطيبة، شرق رام الله بالضفة الغربية المحتلة: "أعمل من أجل جميع المواطنين الأميركيين المقيمين في إسرائيل، يهوداً كانوا أم مسلمين أم مسيحيين. عندما يتعرضون للإرهاب أو لجرائم، سأطالب بمحاسبة المسؤولين عنها بعواقب وخيمة. كنت في الطيبة اليوم للقاء أهالي تلك القرية للاستماع إليهم والتعلم منهم".
وبذلك فقد اعتبر السفير الأميركي الضفة الغربية تقع في إسرائيل.
وحتى مطلع أيار الماضي، كان التمثيل الأميركي لدى الفلسطينيين يحمل اسم المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية، وكان يعمل مباشرة مع وزارة الخارجية الأميركية دون أن يقع تحت مسؤولية السفارة.
ولكن في 6 أيار أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، قرار دمج المكتب بالسفارة، ما كان يعني إلغاء المكتب بشكل كامل بعد أن كان يحافظ على علاقات متواصلة مع الفلسطينيين سواء السلطة الفلسطينية أو المؤسسات المدنية والقطاع الخاص، أو حتى مع الفلسطينيين بشكل عام.
وقالت بروس في حينه: "قرار دمج مكتب الشؤون الفلسطينية التابع للخارجية مع السفارة الأميركية في القدس ليس فكرة جديدة، فقد اتخذ الرئيس ترامب هذا القرار لاستعادة الرؤية التي طرحها في ولايته الأولى لبعثة دبلوماسية موحدة ترفع تقاريرها مباشرةً إلى السفير الأميركي لدى إسرائيل".
وقبل أيام تم تغيير اسم المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية على شبكات التواصل إلى "السفارة الأميركية لدى إسرائيل - الجماهير الفلسطينية".
وفي هذا الصدد، قال متحدث بلسان السفارة الأميركية لـ"الأيام": "تنفيذاً لتوجيهات وزير الخارجية بدمج المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية السابق ضمن الأقسام ذات الصلة في السفارة الأميركية في القدس، قمنا بإعادة تسمية حسابات المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية السابقة على مواقع التواصل الاجتماعي".
وأضاف: "الغرض من حسابات السفارة على مواقع التواصل الاجتماعي هو التواصل مع الجمهور. ومن خلال هذه المنصات التي أُعيدت تسميتها، والتي أصبحت الآن تابعة لقسم الدبلوماسية العامة في السفارة، سنواصل التواصل مع الفلسطينيين".
وتابع: "لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بإحلال السلام من أجل حياة أفضل للمنطقة بأسرها".
وفعلياً يعني هذا القرار أن السفارة الأميركية لدى إسرائيل باتت رسمياً قناة اتصال الفلسطينيين، بكل مستوياتهم السياسية والمجتمعية والعامة، مع الولايات المتحدة الأميركية.
وكان الفلسطينيون رفضوا ونددوا بقيام إدارة دونالد ترامب الأولى بنقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في أيار 2018.
وعلى إثر هذا القرار، أوقفت القيادة الفلسطينية الاتصالات السياسية مع الإدارة الأميركية.
ولكن الإدارة الأميركية قررت لاحقاً قطع خيط الاتصال الأخير مع الفلسطينيين بقرارها إغلاق القنصلية الأميركية العامة في القدس، والتي كانت مسؤولة لعقود عن الاتصالات مع الفلسطينيين، في تشرين الأول 2018.
وبقي الوضع على حاله دون أي قنوات اتصال حتى فوز الرئيس الأميركي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية في نهاية العام 2020، حيث كان قد وعد في حملته الانتخابية بإعادة فتح القنصلية العامة في القدس.
واستؤنفت العلاقات السياسية الفلسطينية - الأميركية وتطورات تدريجياً إلى أن أصبح هناك المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية، والذي كان يمثل دور القنصلية بما فيه استقلاليته عن السفارة واتصاله المباشر مع وزارة الخارجية الأميركية.
ولكن بالقرار الأخير تكون الإدارة الأميركية قد ألغت آخر جسم تمثيلي لها في القدس للعلاقة مع الفلسطينيين.