إدخال المساعدات ووضع حدّ للجوع أقصى أمنيات النازحين في غزة
2025-07-21
"بطلنا ننتظر نرجع لمنازلنا أو بالأصح إلى ركامها، صار بدنا بس نطعمي أولادنا ونشبعهم"، بهذه الكلمات ومعناها عبر عدد من النازحين عن حاجتهم للطعام، ومعاناتهم من الجوع المستمر الذي يفتك بأجسادهم وأجساد أطفالهم.
ورغم متابعة هؤلاء النازحين ما ستسفر عنه المفاوضات حول إمكانية إبرام اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار ووقف الإبادة الراهنة، إلا أنهم يتابعون باهتمام أكثر آلية الحصول على الطعام المنعدم في القطاع.
وقال النازح فريد الشيخ خليل (47 عاماً) الذي يعيش في خيمة على شارع البحر في مدينة غزة، إنه لم يعد يتطلع لعقد اتفاق بين إسرائيل و"حماس"، وأصبح يهتم أكثر بالحصول أو شراء كيلو من الدقيق وصل ثمنه في السوق السوداء إلى أكثر من 150 شيكلاً.
وأشار إلى أنه ينتظر اتفاقاً يقضي بإدخال المساعدات الغذائية وتوزيعها بشكل يحفظ الكرامة ودون التعرض للموت، في إشارة إلى امتعاضه من سوء التوزيع الذي يصعّب عليه الحصول على المساعدات.
وأكدت مصادر محلية أن المواطنين في غزة صاروا يتابعون أخبار دخول المساعدات الغذائية وحالة الأسواق أكثر بكثير من أخبار المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال شريف الشمالي (45 عاماً) إنه لا يعوّل كثيراً على اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار وتمكينه من عودته إلى ركام منزله، لكن الأهم هو وقف ما سماه مسلسل الموت اليومي وحالة التجويع المتعمد.
وأضاف: "أطفالي مش ملاقيين أي شي للأكل، أمهم بتحضرلهم شوربة عدس يشربوا منها طوال اليوم، وحتى العدس صار سعر الكيلو منه أكثر من 90 شيكلاً".
وتابع: "العودة إلى ركام منزلي لن تحدث أي تحسن في سكني أو ظروف عيشي، فلن تختلف هذه الظروف من خيمة إلى أخرى لكن الأهم أن لا يجوع أطفالي. بدنا الحرب تخلص ويفتحوا المعابر ويدخلوا المساعدات والطحين، وينتهي الجوع والموت في غزة".
من جهته، قال النازح زيد أبو طه (43 عاماً) إنه دائم الاستماع إلى نشرات الأخبار ومتابعة الأحداث، خاصة المتعلقة بإنهاء الحرب، مبدياً تفاؤلاً هذه المرة، لكنه لن يهتم إلا بأخبار دخول المساعدات الغذائية.
وأضاف: "بتابع إذا في شاحنات بتدخل على غزة وإذا تمت سرقتها أم لا"، مشيراً إلى أنه ينتظر انخفاض سعر الدقيق، أو رسالة قد تصل إلى هاتفه النقال تفيد بضرورة التوجه لأحد مخازن المنظمات الدولية لاستلام معونة غذائية.
"الناس ماشية بتتمايل في الشوارع وفجأة ممكن نشوف ناس بيسقطوا على الأرض لا سيما الأطفال وكبار السن"، قال الشاب محمد عبد الهادي (27 عاماً) بنبرة حزينة.
وأضاف: "الكل جوعان ومفيش حد بياكل منيح، وعايشين على طبق من شوربة العدس طوال اليوم"، لافتاً إلى أن ندرة الدقيق وارتفاع ثمن ما يمكن توفره في الأسواق جعل السواد الأعظم لا يتناولون الخبز الداعم الأساسي لبطون الجوعى.
وتسري الشائعات عن الاتفاق المرتقب بين قرب إنجازه أو على وشك توقيعه، وفي نفس الوقت عن وجود عقبات وأن المفاوضات تواجه صعوبات وتعقيدات، لكن الظروف المعيشية المأساوية والصعبة الراهنة تدفع هؤلاء النازحين إلى الإبقاء على أمل كبير في انفراجة ولو ضئيلة.