منع إدخال الخيام ومعدات الإيواء يفاقم معاناة الغزيين مع قرب الشتاء
2025-11-14
"ربنا يستر لما ينزل المطر أو يزيد البرد، خاصة في ساعات الليل"، بهذه العبارة عبّر المواطن نائل حرارة (39 عاماً) عن تخوفه من قدوم فصل الشتاء وموسم المطر، وهو يعيش وسط بعض الأقمشة البالية التي لا ترتقي لمسمى خيمة بالية.
وقال: "لو نزل المطر أو اشتد البرد ما راح يقينا أي اشي لو مستلمناش خيمة"، مشيراً إلى أنه ينتظر استلام خيمة منذ بداية العدوان ولم يستلم أي شيء حتى اللحظة.
ويعيش حرارة وسط مجموعة من المتضررين والمهدمة منازلهم في محيط بركة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وجميعهم لا يمتلكون خياماً أو "شوادر" لتحميهم من برد الشتاء.
وتتحدث مصادر من الأرصاد الجوية عن توقعات بسقوط مطر واشتداد البرد خلال اليومين القادمين، وهو ما يفاقم تخوفاتهم من تعرضهم للغرق والبرد.
ولم يعد ينظر إلى موسم الشتاء وسقوط المطر كموسم خير وبركة، كالمعتاد، بل ينظر إليه كموسم يرافقه الخوف والقلق وزيادة المعاناة.
"تخيل أن يسقط المطر ونحن نعيش خلف أقمشة جمعناها من الشوارع ومكبات النفايات بلا سقف أو جدران أو أي أعمدة خشبية"، قال المواطن "أبو عزيز" الذي ينزح قرب ميناء غزة، وهو يحاول جمع قطع حديدية ليلفها حول تلك الأقمشة.
وأضاف: "سمعت بقرب سقوط المطر وقدوم منخفض خلال يومي الجمعة والسبت القادمين، لذا أقوم بحماية أسرتي قدر الإمكان من تلك الأحوال الجوية"، موضحاً أن نزوحه قرب البحر سيضاعف تأثره بشدة الرياح التي قد تعصف بمحل نزوحه وقد تقتلع الأقمشة وتبقيهم في العراء.
ويفتقد "أبو عزيز" في الخمسينيات من عمره، القدرة على شراء خيمة حتى لو كانت مستعملة ويأمل باستلام خيمة جديدة في حال لو تم توزيعها.
وذكرت مصادر محلية مطلعة أن سلطات الاحتلال تعرقل إدخال الخيام إلى قطاع غزة، فيما تنفي بعض المؤسسات الخيرية الأنباء عن وصول الخيام إلى مخازنها كلما حضر مواطنون يسألون عن الخيام.
وذكر المواطن بلال الدبس (44 عاماً): "كل مبروح اسأل عن استلام خيمة بقولوا فش خيام وعليكو الانتظار لما نرسل لكم رسائل"، مشيراً إلى أنه يقيم وأسرته المكونة من سبعة أفراد في خيمة بالية ومهترئة بفعل العوامل الجوية، ونقلها من مكان نزوح إلى آخر، لكنه استقر حالياً في مخيم الشاطئ، ويبحث عن استلام خيمة تقيه برد الشتاء القادم.
وتندد جهات دولية ومحلية من تعمّد إسرائيل عدم السماح بدخول الخيام ومعدات الإيواء، محذرة من وقوع كارثة كبيرة في حال اشتد الشتاء وسقط المطر والناس يعيشون في العراء بسبب تلف الخيام وتضررها.
وقالت وكالة الغوث "الأونروا" إن كارثة كبيرة ستحل بالمواطنين في قطاع غزة إن لم يسمح الاحتلال بإدخال الخيام ومعدات الإيواء، مشيرة إلى أن مخازنها خارج قطاع غزة مليئة بالخيام لكن إسرائيل ترفض إدخالها.
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن منع إدخال الخيام و"الشوادر" سيتسبب بمضاعفة معاناة مئات آلاف الأسر النازحة في مختلف مناطق قطاع غزة، لافتاً إلى أن جميع هؤلاء يمتلكون خياماً مهترئة وممزقة، ولن تحميهم من برد الشتاء وأمطاره.