أسرة السوسي تنجو من الموت مرتين على الطريق الشرقية لمدينة غزة
2025-12-03
يعتبر أبو محمود السوسي (56 عاماً) أنه وأفراداً من عائلته نجوا من الموت مرتين أو على الأقل بعضهم، من الذين كانوا ينامون في خيمتهم المقامة بالقرب من طريق صلاح الدين شرق مدينة غزة بعدما فتحت قوات الاحتلال نيران أسلحتها باتجاه الخيام.
يقول السوسي لـ"الأيام": "أول مرة كنا نايمين لما سمعنا اطلاق النار وبعدها قررنا نفك الخيمة ونشوف مكان تاني"، مشيراً إلى أنهم "اصيبوا بالذعر والخوف ولم يعلم بهم أحد ولم يستدعوا الإسعاف".
وتابع: "في مكان قريب ضلينا ننتظر عودة الهدوء إلا أننا تعرضنا لإطلاق نار بس مكناش بداخل الخيمة ولا حتى نصبناها، وبعدها قررنا ننزح من كل المنطقة اللي صارت أخطر من ايام العدوان ونتوجه لغرب مدينة غزة".
وتتنقل أسرة المواطن السوسي الممتدة بين مكان إلى آخر بخيامهم البالية في كل مرة، تجنباً لخطر أعيرة الاحتلال التي تستهدف المناطق الشرقية لمدينة غزة.
يذكر أن قوات الاحتلال نفذت خلال الأيام القليلة الماضية اعتداءات على العائلات المقيمة في المنطقة القريبة من الخط الأصفر شرق مدينة غزة، ما دفع عدداً كبيراً من هذه العائلات إلى النزوح إلى غرب غزة رغم سكنهم بشكل بعيد عن الخط الأصفر.
وابلغت مصادر إسعافية عن قيامها بنقل مصابين من منطقة "السنافور" وشارع يافا في حي التفاح الى المستشفى خلال تلك الفترة، بعد أن حاصرت الدبابات عشرات الخيام لعدة ساعات.
وقالت مصادر محلية أن أجزاء واسعة من مناطق السنافور وحي التفاح غير مصنفة أنها ضمن المنطقة الصفراء، ويسكنها المواطنون لكنها تحولت فجأة إلى مناطق محظورة بفعل إصرار الاحتلال على إطلاق النار ونقل حدود الخط الأصفر غرباً.
بالكاد يحاول أفراد أسرة السوسي التكيف مع واقعهم الجديد، واستخدام ما استطاعوا نقله من أثاث وملابس إلى مقر نزوحهم الجديد، لكنهم يشعرون باضطراب وصدمة نتيجة تعرضهم لإطلاق النار من قبل المسيّرات والآليات الإسرائيلية ونزوحهم رغم سكنهم خارج المنطقة الصفراء.
يقول السوسي: "كل اشي راح، الشغل والرزقة، مقدرناش نأخد الا شوية ملابس وأغطية وتركنا البسطة واغراض الشغل رغم أنه لم نكن نتخيل أن يتم استهداف الناس في تلك المنطقة".
ويعمل السوسي في تجميع الحطب وجمعه من الأراضي المجرفة أو شرائه ومن ثم قصه وبيعه للناس، لكنه فقد مصدر رزقه ورزق أبنائه بعد النزوح الأخير.
وبيّن أنه وأُسر أبنائه المتزوجين كانوا يقطنون في خيام كبيرة ومهترئة كانت مقامة بالقرب من منزلهم المدمر على الطريق العام بالقرب من مفترق السنافور وبدون مقومات الحياة.
أوضح السوسي أنه لم تكن هناك مخيمات إيواء ولا يوجد ماء بعدما دمرت دبابات الاحتلال المنطقة وقطعت كل خطوط المياه الصالحة للشرب وغير الصالحة للشرب، مشيراً إلى أنه لم يعد يريد العودة إلى منطقة "السنافور" ولا يستطيع التكيف في منطقة غرب غزة أيضاً وسينتظر حتى ينسحب الاحتلال من شرق المدينة.