«يُروّض» اليمين المسيحاني إسرائيل- هآرتس
2016-01-02
في الوقت الذي يرقص فيه رئيس هيئة الاركان التانغو في خطوة الى الأمام وخطوتين الى الوراء مع الخطوة الحيوية لاغلاق دائرة الوعي اليهودي في الحاخامية العسكرية، من الجدير القول إن الحديث يدور عن نقطة في بحر. في العقدين الاخيرين أخرج الجيش الاسرائيلي خارجه ليس فقط تجهيز الأكل للجنود، بل ايضا جزء رئيسي من نشاطاته التربوية. وأمور مثل "القيم"، "الهوية" و"الصهيونية" أعطيت لجمعيات تبشيرية.
احدى الجمعيات البارزة هي "براشيت" التي تختفي وراء لقب "حركة اجتماعية روحية". على رأس الجمعية كان في السابق الحاخام موتي ألون وآفي فورتسمان الذي كان عضو كنيست ونائب وزير التربية والتعليم من البيت اليهودي. المشروع البارز للجمعية هو خطة "رحلة اسرائيلية" – خمسة ايام من التعليم بروح اليمين الديني الاستيطاني. الجيش يرسل الى هذه الرحلة خريجي دورات الضباط رفيعي المستوى والأقل منهم من سلاح الجو والبحرية والبر. يتفاخرون في الجمعية بأكثر من 20 ألف ضابط وجندي مروا حتى الآن تحت المكبس.
من بين الاهداف المعلنة: "استيضاح وتقوية الهوية اليهودية الاسرائيلية" و"تقوية مشاعر الانتماء والالتزام نحو الشعب اليهودي وارض اسرائيل ودولة اسرائيل". لهذا يتجول الطلاب في المستوطنات وتتم استضافتهم في مواقع مدينة داود التابعة لجمعية العاد الاصولية ويسمعون من المرشدات أن الصلة الشجاعة فقط بالوطن المقدس ستُمكن من الانقضاض الصحيح على العدو في لحظة الحقيقة. الرحلة تصل الى ذروتها في يوم السبت المخصص لموضوع "اليهودية هنا والآن – واختبار الصلة الشخصية لكل جندي مع اليهودية". وعند خروج السبت يتم اجراء مراسيم النهاية.
الجيش ليس وحده. كما هو معروف فانه يعكس وجه المجتمع والدولة. ووزارة التربية والتعليم ايضا ترسل طلاب الثانوية بجموعهم الى "الرحلة الاسرائيلية". وحتى اليوم ذهب الى هناك أكثر من 130 ألف شخص. الوزارة تدعم الجمعية ايضا بنحو 10 ملايين شيكل سنويا. وقد بدأ هذا في عهد وزير التربية والتعليم جدعون ساعر واستمر مع شاي بيرون ونفتالي بينيت. تستمر رحلة الشباب لستة ايام وتشمل حلقات الرقص في حائط المبكى والمرشدين الذين يعزفون بالبوق.
ميزانية الحكومة تضاف الى التبرعات التي تصل الى الملايين من اليهود الامريكيين والمسيحيين الافنغلستيين. هذه الاموال تُمكن الجمعية من تقديم اسبوع من النشاط التربوي للجيش والمدارس خارج المعسكرات والمدارس وبأسعار مدعومة. الاغراء كبير. "العربة فارغة" ليس فقط من المال النقدي – خارج حركات الشبيبة وعبادة الله في اسرائيل العلمانية – وهي منقسمة وملاحقة ومصابة من اجل خلق حوار الهوية والقيم لدى الجيل الشاب.
يدخل اليمين القومي الديني الى هذا الفراغ. بسرعة ولكن بحكمة. بكلام معسول. ويسمون هذا الامر "رحلة اسرائيلية". ولو سُميت "رحلة لغسل الدماغ" أو "رحلة فاشية" أو حتى "رحلة يهودية" لكان هناك احتجاج. لهذا فهم يُسمونها "اسرائيلية". أي اسرائيلي عاقل يمكنه الاحتجاج على الاسرائيلية؟ تماما مثلما في قصة "جمعة اسرائيلية" (التي تهدف الى تشجيع الطقوس الدينية) أو "سبت اسرائيلي" (من اجل تشجيع الحفاظ على السبت دينيا).
هذه حركة ملقط. فهكذا يحصلون على صفر معارضة وايضا تداخل مطلق بين الاسرائيلية واليهودية الدينية واليمينية – وكأنه بين الاردن والبحر لا يوجد مليون عربي اسرائيلي، 2.5 مليون فلسطيني محتلين ومحاصرين، وعدد من العلمانيين واليساريين. وحتى يتم التغلب على حمار المسيح تماما، فمن الافضل الاهتمام أن يكون حمار أعمى ومُروض.