:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/7602

انتفاضة مسلحة على الطريق؟-يديعوت

2016-01-07

هذه طقوس تنبأ جهاز الامن بالوصول اليها، خاف منها، حاول منعها – ولكنها باتت هنا. هذه الطقوس تكرر نفسها في معظم جولات العنف بين اسرائيل والفلسطينيين. فهذا يبدأ بالمظاهرات، اعمال الاخلال بالنظام والزجاجات الحارقة، يتواصل بالسكاكين والدهس، ينتقل رويدا رويدا الى اطلاق نار من الافراد من سلاح بيتي، ومن هناك - قفزة درجة سريعة – يصل الى مواجهة مسلحة يقودها ارهاب مؤطر. نحن تقريبا في المرحلة الاخيرة من هذه الطقوس.
في نهاية الاسبوع الماضي فقط وقعت أربع عمليات اطلاق نار. صحيح أن الانتباه تركز بشكل طبيعي على القتل في ديزنغوف ومطاردة القاتل، ولكن في نفس الوقت وقعت في المناطق ثلاث حالات اطلاق نار اخرى انتهت باصابة جنديين: في مفترق الطرق في الخليل اطلقت النار على جندي بينما كان يفتش السيارات، واصيبت متدربة بنار قناص قرب الحرم الابراهيمي وفي محور النفقين في القدس اطلقت النار نحو سيارة مسافرة.
تنضم احداث نهاية الاسبوع الى 32 عملية اطلاق نار وقعت منذ بدء موجة العنف الحالية والى 80 احباط لعمليات مشابهة قام بها جهاز المخابرات في السنة الماضية، معظمها في الاشهر الاخيرة. وفي الاسابيع الاخيرة أخذت وتيرة احداث اطلاق النار تتصاعد. وبالتوازي حل انخفاض تدريجي في "نوعية" احداث اعمال الاخلال بالنظام؛ مظاهرات أصغر وأقصر وبمشاركة أقل عددا؛ ويلوح استقرار بل وانخفاض في حجم منفذي العمليات الافراد الذين يقومون اساسا بعمليات طعن ودهس.
أحد اسباب الانخفاض في حجم اعمال الاخلال بالنظام يعود الى سلوك السلطة الفلسطينية. ففي السلطة فهموا بانه من خلف الارهاب المؤطر الذي يزحف الى المواجهة ويهدد بالسيطرة عليها تقف حماس، التي تسعى الى انهيار السلطة. وعليه، فمسألة الحرم التي كانت الدافع الاكبر للاضطرابات اختفت فجأة من خطاب السلطة في المناطق. كقاعدة، يخفض قادة السلطة وممثلوها مستوى الاهتمام: فقد باتوا يشجعون بقدر أقل موجة العنف، يحرضون أقل. وفي الاسبوعين الاخيرين تلقت قوات الامن لديها تعليمات بمنع خروج المتظاهرين الى مناطق الاحتكاك مع اليهود مثل الحرم الابراهيمي، مفترق الغوش وما شابه.
ليس صدفة أن في السلطة لا يسمون موجة العنف الاخيرة انتفاضة. حماس فقط تستخدم هذا المفهوم. في السلطة يسمون الموجة الحالية "هبة"، "حراك"، او "غضبة". وتفيد كثرة الاسماء بانه لا توجد في هذه الاثناء فكرة تأسيسية أو قيادة واحدة للاحداث. ففي السلطة يخافون من امكانية أن تركب حماس موجة الاحداث هذه وتقودها الى انتفاضة مسلحة لغرض اسقاطها من الحكم.
في جهاز الامن وفي الكابنت في اسرائيل يبحثون في الاسابيع الاخيرة بكثافة في هذه الامكانية. لباب فعل جهاز المخابرات في الضفة – بالتعاون مع أجهزة الامن الفلسطينية – هو منع انهيار السلطة من خلال منع الجهود التي يبذلها الذراع العسكري لحماس للانتقال الى انتفاضة مسلحة.
في الشهر الماضي فقط اعتقل جهاز المخابرات شبكة عسكرية لحماس في ابو ديس، معظم اعضائها طلاب في الجامعة المحلية. هذه الشبكة، التي تلقت المال والتوجيه من حماس غزة اقامت مختبرات، جندت انتحاريين اثنين، جندت عربا يحملون بطاقات هوية زرقاء لاقتياد الانتحاريين الى داخل الخط الاخضر، بهدف تكرار احداث الانتفاضة الثانية، بالباصات المتفجرة، الاحزمة الناسفة وما شابه. وقد اعتقلت هذه الشبكة بعد أن اصبحت ناضجة. وبالتوازي اعتقل جهاز المخابرات مجموعات اخرى كانت في مراحل اعداد مبكرة أكثر.
أحد مراكز التجنيد والتفعيل المركزية لحماس في الضفة يوجد في تركيا. ونشر مؤخرا بان صلاح العاروري، المسؤول عن اعمال الارهاب لحماس في الضفة، طرد من تركيا الى قطر كجزء من تحسين العلاقات مع اسرائيل. غير أن هذه لعبة مزدوجة من نظام اردوغان حيال اسرائيل. فقد طلب الاتراك من العاروري ان يغادر قبل بضعة اشهر بسبب ضغط امريكي. ولكن الذراع العسكري لحماس يواصل العمل من اسطنبول، فيما يتنقل العاروري نفسه بين قطر وتركيا. وهذا الاسبوع، بالمناسبة، يوجد العاروري في اسطنبول برعاية المخابرات التركية، التي تحميه ايضا.
لا يزال الفلسطينيون يتذكرون قول فيصل الحسيني الذي حذر من انه محظور على الانتفاضة الشعبية أن تتدهور الى انتفاضة عسكرية. وذلك لانه ما ان يحصل هذا، فان الصورة في العالم لداود مقابل جوليات ستتآكل. واللعبة ستكون سلاح مقابل سلاح، وهنا ستنتصر اسرائيل. ابو مازن يفهم هذا ولكن هذا لا يهم حماس. فهي تدفع نحو انتفاضة مسلحة، وهذه باتت تقف على الابواب.