لم يكن هناك شيء إسمه الشعب الفلسطيني-يديعوت
2016-02-16
لا يوجد شعب فلسطيني، قالت عضوة الكنيست د. عنات باركو، وانشأت بذلك عاصفة صغيرة. غولدا مئير قالت ذلك قبلها. وعمليا هذا الادعاء يتكرر على مدى عشرات السنين الماضية. عضو الكنيست عزمي بشارة قال في مقابلة مع يارون لندن: "لا اعتقد أنه يوجد شعب فلسطيني. توجد أمة عربية. الأمة الفلسطينية هي اختراع كولونيالي. متى كان هناك فلسطينيون؟".
من الناحية التاريخية فان باركو على حق. فلم يكن شعب كهذا. الاسم "فلسطينة" أطلقه المحتلون الرومان، وأطلق على الفلسطينيين الذين لم يكونوا ساميين من اجل استفزاز اليهود. وتم تبني هذا الاسم في السياق من قبل المسيحيين ولكن ليس من قبل اليهود. ومع الاحتلال الاسلامي أقيمت مقاطعة "جند فلسطين". كانت عاصمة المقاطعة الرملة وليست القدس. ومنذ القرن الحادي عشر لم يعد هذا قائما. هنا وهناك تم ذكر اسم "فلسطين"، لكن ليس في سياق الهوية القومية. والمنطقة كلها كانت جزء من بلاد الشام، سوريا الكبرى. في 1911 أسس اثنان من عائلة مسيحية صحيفة "فلسطين" التي أيدت ضم المنطقة لسوريا الكبرى.
على مدى سنوات الانتداب استخدمت المؤسسات اليهودية فقط مصطلح "فلسطينة – ارض اسرائيل". وتحول بنك بريطاني فلسطيني الى بنك قومي. وبريد فلسطينة تحول الى بريد اسرائيل. في المقابل، عرب الانتداب لم يسموا أنفسهم فلسطينيين ولم تسمي أي مؤسسة عربية نفسها فلسطينية. الممثلية الابرز سميت "اللجنة العربية العليا" وليس "اللجنة الفلسطينية العليا". من يقفون على رأس الصراع ضد الصهيونية كانوا عربا، وليس بالضرورة فلسطينيين. الهوية التي تطورت كانت عربية.
المفتي شعر أنه قائد اقليمي وليس قائدا محليا. فوزي القاوقجي، من أبرز المتمردين ضد البريطانيين واسرائيل، كان من مواليد لبنان. وكذلك احمد الشقيري رئيس م.ت.ف الاول، هو إبن لعائلة لبنانية هاجرت الى منطقة الانتداب البريطاني، وكان سفيرا للسعودية في الامم المتحدة. هو واصدقاءه حاربوا الصهيونية ومن اجل تحرير فلسطين. لكنهم لم يعتبروا أنفسهم فلسطينيين.
وقد استمر هذا ايضا في العقود التي تلت اقامة دولة اسرائيل. وبين سنوات 1949 – 1967 لم يكن نظام بريطاني ولا اسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. في هذين العقدين لم تُخلق هوية فلسطينية منفصلة. وكلما أقيمت مؤسسات فلسطينية كانت برعاية دول عربية كجزء من الصراعات الداخلية بينها. ولم تتم اقامة دولة فلسطينية ايضا. لماذا؟ لم يكن احتلال. والحسين، ملك الاردن، قال في تلك السنوات إن "الاردن هو فلسطين وفلسطين هي الاردن" وإن "الاردن بقسميه هو وطن كل فلسطيني".
حرب الايام الستة بالذات والاحتلال الاسرائيلي هما اللذان حركا تطوير الهوية القومية الفلسطينية المنفصلة. حقيقة أنه لم يكن هناك شعب فلسطيني في السابق لا تعني عدم وجود شعب فلسطيني اليوم. ليس واضحا ما هو الفرق بين الفلسطينيين والاردنيين وبينهم وبين السوريين. فاللغة هي نفس اللغة والدين والثقافة واحيانا القرابة القبلية أو العائلية. لكن الهوية هي مسألة مرنة احيانا. وفي جميع الحالات الحديث يدور هنا عن تقرير المصير.
يقول المنطق إنه لا حاجة الى وجود دولة فلسطينية منفصلة. حيث يوجد الاردن. وحل "الدولة الواحدة" غير مناسب لليهود والفلسطينيين. بل هو ملائم لضفتي النهر الشرقية والغربية. رؤساء الفلسطينيون في العقدين الاخيرين ايضا بذلوا الجهود من اجل منع اقامة دولة فلسطينية. حيث أن باركو على حق فيما يتعلق بالماضي. وفي الحاضر لا يجب انكار القومية الفلسطينية لأن من ينكر ذلك سيجد نفسه في المستقبل في دولة ثنائية القومية.