:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/9583

مدينة كليفتون ترفع العلم الفلسطيني وتعتمد يوما سنويا للإحتفاء به

2016-04-20

نيوجيرسي : احتفل أول من أمس المئات من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية برفع العلم الفلسطيني أمام مبنى بلدية كليفتون، إحدى أكبر مدن ولاية نيوجيرسي الأمريكية والمتلاصقة مع مدينة باترسون، وحضر الاحتفال نائب السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة عبد الله الشاويش ممثلا للسفير رياض منصور، حيث أعلن عمدة المدينة، جيمس أنزالدي، عن إعلان يوم السابع عشر من أبريل/ نيسان من كل عام يوم العلم الفلسطيني لتصبح مدينة كليفتون المدينة الثالثة التي ترفع العلم الفلسطيني بعد باترسون ونورث بيرغن
وحسب ما وصل قسم الإعلام في دائرة شضؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية، فقد قام نائب العمدة برفع العلم الفلسطيني على السارية قرب العلم الأمريكي، على أنغام النشيد الوطني الفلسطيني «فدائي»، معلنا أمام الجمهور المتحمس الذي يرفع مئات الأعلام الفلسطينية الصغيرة، أن مدينة كليفتون تفتخر بالمكون الأصيل من أبنائها المنحدرين من أصول فلسطينية والذين أصبحوا الآن يشكلون مع فلسطينيي مدينة باترسون المجاورة «أكبر تجمع للفلسطينيين في الولايات المتحدة، وأضافت نانسي فريغنو ممثلة للعمدة إن كليفتون تفتخر برجال الأعمال والأطباء والمعلمين الفلسطينيين في مدارس المدينة وأفراد الشرطة والمحامين وأصحاب الحرف العديدة وأصحاب المطاعم المنتشرة في المدينة وضواحيها.
وشكر نائب المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة، عبد الله الشاويش، زعماء المدينة على تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن النضال الفلسطيني سيستمر إلى أن يرتفع علم دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وقال «إن الشعب الفلسطيني بعناده وتصميمه تخطى العديد من الصعاب وأصبح علم دولته يرفرف أمام مبنى الأمم المتحدة وفي مدينة مثل كليفتنون في نيوجيرسي. وهو أمر لم نكن نتخيله منذ عقد من الزمان. وسيستمر هذا النضال إلى أن يتم إنجاز الاستقلال التام في دولتنا ذات السيادة».
ودعا نائب السفير الفلسطيني الجاليات الفلسطينية والعربية في كل أماكن وجودهم في الولايات المتحدة ، إلى أن يستمروا ببناء أفضل العلاقات مع السلطات المحلية لإثبات وجودهم وتأثيرهم وتفاعلهم»لأن هذه البلاد تفتح الفرص أمام الجميع ليثبتوا وجودهم وحضورهم وتأثيرهم».
وتحدثت في الاحتفال باسم مركز الجالية الفلسطينية في كليفتون نينا عبيد الله التي قالت إن عائلتها مرتبطة بمدينة كليفتون منذ عام 1960 حيث شرد والدها من بلاده وحضر إلى هذه البلاد باحثا عن وسيلة رزق يستطيع أن ينشىء فيها عائلة بعيدا عن مخيمات اللجوء. وقالت إن والدها أرسل أولاده إلى فلسطين ليتعلموا اللغة والثقافة والعادات وليعيشوا تجربة الاحتلال. وعندما تخرجت من ثانوية كليفتون لم يكن فيها سوى طالبتين فلسطينيتين. أما اليوم فإن المدرسة تعطل في عيدي الفطر والأضحى بسبب ارتفاع نسبة العرب والمسلمين.
وقالت عبيد الله إن الجالية الفلسطينية التي اختار أن تكون كليفتون مقرا لها، تنظر إلى تعزيز العلاقات مع مسؤولي المدينة وضمان مشاركة أبنائها الفلسطينيين في العملية الديمقراطية والاستمتاع بكل ما تمثله هذه المدينة من تسامح وتعايش وفرص مفتوحة للجميع دون تمييز قائم على اللون أو الدين أو العرق.
وقد تم في الاحتفال تكريم الأختين كايتي وكارولين عساف لبروزهما كل في مجالها، فقد استطاعت كايتي بجهودها أن تقنع مجلس التربية في المدينة بعد نضال دام أكثر من ستة أشهر أن يتم اعتماد الأضحى عيدا رسميا في المدينة كلها. أما كارولين فقد فازت بالمرتبة الأولى في ولاية نيوجيرسي في مسابقة طبية رغم أنها ما زالت في المدرسة الثانوية وستدخل مسابقة عالمية في ولاية تنيسي في شهر حزيران/ يونيو المقبل.
وللعلم فإن كليفتون هي المدينة الحادية عشرة من حيث السكان في ولاية نيوجيرسي ويصل تعدادها إلى نحو 90 ألفا وكانت مشهورة في صناعة النسيج فيها قبل أن تدمر البضائع الصينية هذه الصناعة. وساهمت الجالية العربية القوية في إنجاح العمدة الحالي جيمس أنزالدي عام 2014 الذي لم ينس فضل العرب، فقبل بتعطيل المدينة في عيدي الفطر والأضحى وعين عددا من أبناء الجالية العربية في الشرطة والمواقع الرسمية الأخرى وأخيرا أقر برفع العلم الفلسطيني اعتبارا من هذه السنة.
وأكدت لورين ميرفي، إحدى عضوات مجلس المدينة دعمها لأبناء المدينة الذين ما فتئوا يبدعون في كل المجالات. وقالت «ونحن سعداء بهم. إنهم مواطنون ممتازون يهتمون بتنشئة عائلاتهم وأنا سعيد أن أكون واحدا من أبناء هذه المدينة».
وعن رفع العلم الفلسطيني قالت ميرفي : إن كثيرا من الأعلام ترفع هنا ونحن سعداء أن يرفع العلم الفلسطيني اليوم لأول مرة وسأتأكد أن يرفع كل سنة في مثل هذا اليوم». وأضافت أن الجالية العربية مكون أساسي من المدينة ويتنامون كل يوم، فمنهم التجار وملاك البيوت ودافعو الضرائب وأولادهم في مدارسنا ونحن سعداء بهم.
وقال أحد المشاركين العرب ممثلا للجمعية العربية أحد رعاة هذا الاحتفال وهو الدكتور زهران كوراج من أصول نابلسية ووالدته يوغسلافية، إن هذا اليوم بالنسبة له يوم سعيد وحزين في الوقت نفسه. سعيد بهذا اليوم لأنه يجمع أبناء فلسطين ويؤكد على التزامهم بوطنهم وقضيتهم «وحزين على أننا ما زلنا نعيش حالة من التشرد بعيدا عن فلسطين». وتابع القول «لقد بدأنا هذا النشاط قبل ثلاث سنوات عندما رفعنا علم فلسطين في باترسون. وسنواصل هذه الجهد بعد كليفتون. إنها جهود لتعريف الشعب الأمريكي بالقضية الفلسطينية». نحن نريد السلام نناضل من أجل السلام. إنظر هنا مجموعة من اليهود يشاركوننا هذا الاحتفال».
وشارك في الاحتفالية المئات من أبناء الجالية العربية والفلسطينية الذين كانوا يحملون الأعلام الفلسطينية، بينما ارتدت النساء الأثواب الفلسطينية التقليدية المطرزة بالحرير واعتمر بعض الحاضرين الكوفية وغنوا معا الأهازيج الفلسطينية مع المغني الفلسطيني سعادة سعيد أبو علي الذي ألهب حماس الجمهور بأغانيه الوطنية.