الارهاب اليهودي يتواصل بالضفة والجيش الاسرائيلي عاجز عن القضاء عليه
2016-04-21
يفسّر جهاز الأمن الإسرائيليّ العامّ (الشاباك) اعتقال خليّة الإرهاب اليهوديّ التي سعت لتنفيذ عمليّات عدائيّة وإرهابيّة ضدّ الفلسطينيّين في منطقة رام الله، على أنّها تفرّع لكشف 'عصابة التّمرّد' اليهوديّة الإرهابيّة التي عملت في أراضي الضّفّة الغربيّة، وخطّطت لعمليّات على شاكلة جريمة حرق عائلة دوابشة من قرية دوما. وينحدر غالبيّة أعضاء الخليّة الإرهابيّة اليهوديّة من مستوطنة 'نحلئيل' المحاذية لقرية بيتللو، شمال غرب رام الله.
وفي مركز العصابة الإرهابيّة اليهوديّة الجديدة، يتواجد عدّة أقرباء للحاخام يغئال شندورفي، وهو تلميذ الحاخام يتسحاق غينسبورغ العنصريّ. ويشار إلى أنّ الحاخام غينسبورغ، المعروف بعدائيّته للعرب عمومًا، وللفلسطينيّين على وجه الخصوص، قام بعد مذبحة الحرم الإبراهيميّ عام 1994، التي استشهد جرّاءها عشرات الفلسطينيّين، بنشر كرّاسة 'باروخ هجيفر' (باروخ الرّجل)، والتي دافع خلالها عن الجريمة التي ارتكبها المأفون باروخ غولدشتاين، وكتب فيها، من ضمن ما كتبه، أنّ 'الانتقام ردّ طبيعيّ، يدفعه الشّعور بأنّه إلى حين العثور على القوّة التي ستمسّ بمن مسّ بي، لن تقوم لي قائمة'.
ويرأس 'عصابة التّمرّد' مئير إتينغر، القابع حتّى الآن في الاعتقال الإداريّ، والذي دعا، وفق جهاز الشاباك، بتنفيذ أعمال إرهابيّة ضدّ الفلسطينيّين. وجاءت 'مواعظ' إتينغر على أمل أن تساعد مستقبلًا 'بتقويض الحكم في إسرائيل'.
واعتاد أفراد عصابة مستوطنة 'نحلئيل' زيارة البؤر الاستيطانيّة التي سكنها أعضاء خليّة إتينغر، متأثّرين بأفكار أكثر تطرّفًا من خاصّتهم. وأشار جهاز الأمن الإسرائيليّ العامّ إلى أنّ محاولات تنفيذ عمليّات عدائيّة إرهابيّة من قبل الخليّة، ازدادت إلى حدّ كبير بعد الاعتقالات التي تمّت في أعقاب جريمة حرق عائلة دوابشة بقرية دوما.
وأضاف محقّقو جهاز الأمن العامّ أنّ حريقًا متعمّدًا لبيت فلسطينيّ في قرية بتللو، قضاء رام الله، هدف إلى غرضين، عدا عن إشعال حريق والمساس بسكّان البيت الفلسطينيّين، الأوّل كان تشويش مجريات التّحقيقات بجريمة دوما، في محاولة لإقناع محقّقي الشاباك بأنّ منفّذي عمليّة دوما لا يزالون أحرارًا. أمّا الهدف الثّاني فكان إيصال رسالة رمزيّة، مفادها أنّ 'فتيل التّمرّد' لا يزال مشتعلًا.
ولم يقم الشاباك بعمليّات تعذيب لأجل استخلاص معلومات هامّة للتحقيق، إذ توفّرت بأيديهم قرائن من شأنها تجريمهم.
ويشار إلى أنّ الشاباك استطاع لأوّل مرّة، بعدد سنوات من الفشل الاستخباراتيّ والميدانيّ، بإلقاء القبض على الخلايا الإرهابيّة اليهوديّة العاملة في أراضي الضّفّة الغربيّة.
وعدا عن مئير إتينغير المتواجد تحت الاعتقال الإداريّ، فقد تلقّى 31 ناشطًا آخر أوامر إبعاد أو اعتقالات بيتيّة، ناهيك عن 20 آخرين يقبعون في السّجون الإسرائيليّة.
ويتداول جهاز الشاباك وجهاز مصلحة السّجون الإسرائيليّة تجميع كافّة معتقلي الإرهاب اليهوديّ داخل قسم واحد، خصوصًا بعد أن تمّ إلقاء القبض، بناءً على رواية الشاباك، على كافّة النّاشطين الميدانيّين، الذين عملوا على التّنفيذ.
إلّا أنّ الشاباك نفسه اعترف أنّ قصّة الإرهاب اليهوديّ في الضّفّة الغربيّة 'بعيدة عن نهايتها' حتّى هذه اللحظة.
وفي شهر حزيران/ يونيو المقبل، سوف تنتهي مدّة الاعتقال الإداريّ لمئير إتينغر، والذي يشكّك المحقّقون بتمديده مجدّدًا، ما دعاهم للتساؤل حول تجدّد العمليّات الإرهابيّة في حال إطلاق سراحه.
وما يثير قلق المحقّقين الإسرائيليّين هو تواجد جنود بضمن قائمة ناشطي الإرهاب اليهود، إذ تمّ إلقاء القبض في القضيّة الأخيرة، على جنديّ بالخدمة الثّابتة في الجيش الإسرائيليّ، بينما تمّ إحالة ضابط إسرائيليّ للاعتقال على ذمّة التّحقيق، وكلاهما، الجنديّ والضّابط متّهمان بالإقدام على عمليّات إرهابيّة ضدّ الفلسطينيّين، وهما يخدمان في وحدة 'نيتسح يهوداه'، التّابعة لوحدة المتديّنين اليهود الذين يخدمون بالجيش الإسرائيليّ (ناحال).
ويشير محلّل الشّؤون العسكريّة لصحيفة 'هآرتس'، في عددها الصّادر صباح اليوم الخميس، إلى أنّ 'أكبر المشاريع التي يجريها الجيش الإسرائيليّ في المجال الاجتماعيّ: استيعاب المتجنّدين المتديّنين، لا يزال يشكّل، بالمقابل، ملاذًا لعشرات الشّبّان من هامش المستوطنات، فتية التّلال، الذين يفضّلون الخدمة في وحدة لا دخول فيها للنساء'.