إخوان الأردن يعجزون عن إيجاد قيادة غير صدامية مع النظام
2016-04-23
تحاول جماعة الإخوان المسلمين الأم إيجاد مخرج لأزمتها سواء الداخلية أو مع السلطة الأردنية، إلا أنها لم تفلح لحد الآن في تحقيق أي خرق.
وبعد فشل مساعيها في إقناع شخصيات عشائرية ووطنية للتوسط لها مع الحكومة، تبحث الجماعة اليوم عن شخصية غير صدامية تتولى دفة القيادة خلفا للمراقب العام همام سعيد الذي تنتهي ولايته الشهر الجاري.
ومعروف عن سعيد أنه أحد أبرز صقور الجماعة وأكثرهم تمسكا بالولاء للتنظيم الدولي للإخوان، وقد شهدت الجماعة في عهده هزات عنيفة، لعل أهمها انقسام الجماعة إلى نصفين واحدة بقيادته لا تمتلك الشرعية القانونية وفي صدام مستمر مع الحكومة والثانية بقيادة المراقب العام السابق عبدالمجيد ذنيبات (حصلت على ترخيص في العام الماضي).
وتسود قناعة متزايدة داخل الجماعة غير المرخصة اليوم بضرورة تولي شخصيات محسوبة على “الحمائم” ولها علاقات جيدة مع السلطة، مسؤولية القيادة علها بذلك تكسر حاجز التوتر مع الحكومة وتعيد لملمة الصف الإخواني المبعثر في الأردن.
ووقع في هذا الإطار الاختيار على القيادي عبداللطيف عربيات، لكنه رفض هذه المهمة الصعبة. وأكد عربيات اعتذاره عن تسلم موقع المراقب العام للجماعة، لأسباب وصفها بـ“الشخصية”.
وقال في تصريحات لـ“الغد” الأردنية “إن هناك أسبابا شخصية تمنعني من ذلك، وإن الظرف الاجتماعي والصحي لديّ لا يسمح أيضا”. وتابع “ليس عندي استعداد لذلك حتى اللحظة”.
ويحظى عربيات باحترام النظام وقد تولى مناصب عدة أبرزها رئاسة مجلس النواب لثلاث دورات من عام 1990 إلى 1993، وعضو مجلس الأعيان من 1993 إلى 1997، كما منحه الملك الراحل الحسين بن طلال لقب “معالي” رغم عدم استلامه لأي حقيبة وزارية، وكان عضوا في اللجنة الملكية للميثاق الوطني التي شكلها الملك الراحل بن طلال عام 1990.
ويرى محللون أن رفض عربيات يعكس في حقيقة الأمر الوضع الصعب الذي تواجهه الجماعة، حيث أنه ليس هناك اليوم من يستطيع تحمل وزر هكذا مسؤولية في المرحلة الحالية.
واعتبر طارق أبوالسعد، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن محاولة إخوان الأردن تغيير قيادات محسوبة على صقور الإخوان بقيادات أخرى تنتمي إلى الحمائم، لن يحل مشكلاتهم بشكل نهائي، موضحا أن الأزمة في منهج الإخوان أنفسهم وليست في شخصياتهم فقط.