إطـلاق سـراح ديـما الـواوي أصغـر الأسيـرات : أريد العودة إلى المدرسة واللعب مع صديقاتي
2016-04-25
وكالات: خرجت الاسيرة الطفلة ديما الواوي (12 عاما) أصغر أسيرة فلسطينية الى الحرية، أمس، بعد قضاء شهرين ونصف في سجون الاحتلال بتهمة التخطيط لشن هجوم بالسكين. وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ظهر امس، عن الواوي ، على حاجز جبارة جنوب طولكرم. وكان على رأس المستقبلين في مقر محافظة طولكرم والدا ديما وافراد عائلتها ومحافظ محافظة طولكرم عصام أبو بكر ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، وعدد من الأسرى والأسيرات المحررات وفعاليات محافظة طولكرم. وقال قراقع الى أن هناك أكثر من 450 طفلا وطفلة قاصر دون سن الـ 16، لا زالوا يقبعون خلف جدران السجون الإسرائيلية. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الطفلة ديما في 9 شباط بالقرب من مدرستها؛ بذريعة حيازتها سكين، وأصدرت محكمة الاحتلال في "عوفر"، حكما بسجنها مدة 4 أشهر ونصف، وكفالة مالية قدرها 8 آلاف شيكل. وتوجهت مع عائلتها الى بلدتها حلحو حيث نظم لها استقبال حافل لها بمشاركة "نادي الاسير الفلسطيني". ويظهر شريط فيديو اعتقال الفتاة، وهي تسير في زيها المدرسي وتقترب من مدخل مستوطنة اسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، قبل ان يأمرها رجل امن اسرائيلي بالتوقف. ومثلت الطفلة امام محكمة عسكرية اسرائيلية. وهو النوع الوحيد من المحاكم الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية. وهناك طالب المدعي العام العسكري بتوجيه تهمة "محاولة القتل العمد مع الاصرار وحيازة سكين". وفي اطار اتفاق الاعتراف بالذنب، دينت الطفلة بالسجن لاربعة اشهر ونصف شهر مع وقف التنفيذ. والحد الاقصى لسجن طفل دون 14 عاما هو ستة اشهر. وقبل المدعي العام الاتفاق "بسبب عدم وجود تاريخ جنائي للمتهمة"، بالاضافة الى "اعترافاتها" التي تم الحصول عليها في غياب والديها او محاميها، وفقا لما ذكرته منظمة بيتسيلم الحقوقية الاسرائيلية. واكدت بيتسيلم ان قضية ديما كانت "استثنائية" لان "القضاء العسكري نادرا ما يدين اطفالا صغارا الى هذا الحد". وكان محامي ديما الواوي، طارق برغوث اعلن في 11 من نيسان الماضي انه تم قبول طلب بالافراج المبكر عن الطفلة. وقالت الطفلة الأسيرة لـ'عرب 48' بعد تحريرها، إنها تشتاق لحياتها الطبيعية ولصديقاتها وأصدقائها في المدرسة:أريد العودة إلى المدرسة واللعب مع صديقاتي، وأن أجلس لساعات مع والدتي وأخواتي لنتحدث في كثير من الأمور، وأحدثهن عن السجن وماذا كنت أفعل هناك. وتشير ديما إلى أنها لم تكن تشعر بالوقت خلال مكوثها في السجن، وأنها كانت تقضي الوقت بلعب 'الريشة' مع الأسيرات الأخريات، وكلهن أكبر منها سنًا، لأنه لا يوجد أي فتاة بسنها في السجن، وأكثر ما كان يضايقها هو منعها من الاتصال بوالديها، وكذلك عدم السماح بزيارتها دائمًا، إذ سمحت سلطات الاحتلال لهم بزيارتها، بحسب الطفلة الأسيرة، مرتين فقط. وحول التحقيق معها قبل الحكم، قالت الواوي إن المحققين حاولوا الضغط عليها بالصراخ والتهديد، وحققوا معها دون وجود أهلها أو محاميها، وسمحوا لها بالاتصال بأهلها مرة واحدة فقط، وأجبروها على التوقيع على أوراق باللغة العبرية التي لا تجيد قراءتها، وذكرت أنه خلال التحقيق 'سألني المحقق لمن تنتمين، أجبته أنني لا أنتمي لأحد، بعدها بدأ بالصراخ والتهديد وإعادة السؤال ذاته، ويقول لي بنبرة تهديد، أخبريني الحقيقة، لمن تنتمين؟'. وعن لحظات الانتظار على حاجز جبارة، قالت أم رشيد الواوي، والدة ديما، لـ'عرب 48'، إنها انتظرت 'هذه اللحظة طوال شهرين كاملين، عندما رأيت البوسطة (حافلة المساجين) قادمة كدت أطير من الفرح، فحلمي طوال هذه المدة برؤية ديما واحتضاننها سيتحقق بعد دقائق، وكانت الصدمة حين رأيتها، كانت كئيبة ومصدومة ومنهارة، لكنها فرحت بعد رؤيتنا'. وعن الفترة التي قضتها ديما في الأسر، قالت الوالدة إنها وعائلتها كانوا يشعرون بنقصها طوال الوقت، وأنها كانت 'قلقة طوال الوقت على ديما، من يسرح لها شعرها ومن يهتم بأكلها ولباسها، ومتى سيأتي الوقت الذي سأحتضنها فيه، طوال الوقت كنت أفكر فيها، والحمد لله ها هي بين أحضاننا أخيرًا'.