استيطان يستشري في جسد «الزاوية» الفلسطينية
2016-05-02
لم يكن الـ14 من الشهر الماضي يوما عاديا في حياة أهالي بلدة 'الزاوية'، شمالي الضفة الغربية، الذين استفاقوا على إخطارات إسرائيلية تقضي بمصادرة أكثر من ألفي دونم من أراضيهم التي يقتاتون من زيتونها وحبوبها ولوزياتها.
فسكان البلدة الواقعة على الخط الفاصل مع إسرائيل غربي محافظة سلفيت، والبالغة مساحتها 24 ألف دونم، 8 منها تقع خلف الجدار، باتوا يخشون أن تستولي السلطات الإسرائيلية على ما تبقى من أراضيهم بعد تسلمهم إخطارات بمصادرة 2400 دونم، بحجة أنها 'غير مستغلة'.
وجاء في نص الإخطار 'قرار بمصادرة الأراضي الواقعة في المنطقة المشار إليها في الخرائط المرفقة، لعدم استغلالها وتركها بورا'.
الحُجة التي جاءت في القرار الإسرائيلي المسلم للمجلس المحلي في بلدة 'الزاوية'، تدحضها المساحات الخضراء المزروعة بأشجار الزيتون واللوزيات والحبوب، ومصادرة هذه المساحات يعني 'فقدان الزاوية جميع أراضيها المستغلة'، كما يقول السكان.
رشدي أبو العسل (85عاما) قال 'منذ أن ولدت وأهالي البلدة يزرعون الأراضي بالزيتون والحبوب المختلفة، والأراضي المهددة بالمصادرة هي كل ما تبقى للسكان'.
واستطرد أبو العسل قائلا 'كانت النساء تحمل الأطفال بين يديها، ويعملن على إعادة تأهيل الأراضي منذ سنوات، والآن إسرائيل تدعي أنها غير مستغلة'.
ويمثل تنفيذ القرار الإسرائيلي بالمصادرة، للمزارع الفلسطيني طلب شقير (59 عاما)، فقدانه كل ما يملك من أراضي زراعية. وقال شقير، بينما كان يتفحص أشجار زيتون يزرعها في أرضه، "في حال نفذ الاحتلال هذا القرار، سأفقد نحو 400 شجرة زيتون زرعتها قبل سنوات، ولن يبقى لي سوى البيت الذي أسكنه".
ووصف رئيس المجلس المحلي لبلدة "الزاوية"، نعيم شقير، هذا القرار بمثابة "القضاء على مستقبل أهالي البلدة"، وقال إن "القرار سيشمل مصادرة كافة الأراضي الزراعية في البلدة، ما يعني فقدان السكان لمصدر رزقهم الوحيد وامتدادهم الطبيعي للسكن، بعد أن ضاقت بهم مساحة منازلهم".