خالد: ما الثمن الذي علينا أن ندفعه مقابل رفض اسرائيل للجهود الفرنسية
2016-05-18
تساءل تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن الثمن الذي يتوجب على الجانب الفلسطيني دفعه مقابل رفض اسرائيل للجهود التي تبذلها فرنسا لبث الحياة من جديد في مسيرة التسوية السياسية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ، والتي عطلتها حكومات اسرائيل مدعومة من الادارة الاميركية على امتداد السنوات بسلسلة الخطوات الاحادية الجانب بدءا بالاستيطان الزاحف مرورا بجدار الضم والتوسع وانتهاء بسياسة الترانسفير والتطهير العرقي والتهويد الصامت في القدس وفي الاغوار الفلسطينية ومناطق جنوب محافظة الخليل وغيرها من مناطق الضفة الغربية والتي لم تبق في الأساس شيئا يمكن التفاوض عليه في المستقبل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
جاء ذلك على خلفية سلسلة التصريحات والمواقف التي تصدر عن جهات فرنسية رسمية، وخاصة عن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، والتي تحمل لهجة اعتذارية غير مسبوقة لحكومة اسرائيل عن موقف فرنسا من القرار الذي صدر عن المجلس التنفيذي لمنظمة التربية والثقافة والعلوم ( يونيسكو ) ضمن قرار - فلسطين المحتلة - منتصف شهر نيسان الماضي ، وهو قرار متكرر تدعمه دولة فرنسا وغيرها من دول العالم ، التي ترفض الاجراءات الاحادية الجانب التي تقوم بها اسرائيل في القدس والحرم القدسي الشريف وتنطوي على انتهاك صارخ للقانون الدولي وتزييف وتزوير لتاريخ وحضارة المدينة المقدسة وانتهاك لحرمة الأماكن الاسلامية المقدسة وخاصة المسجد الأقصى ، الأمر الذي من شأنه أن يشجع المستوطنين والاوساط اليمينية واليمينية المتطرفة على مواصلة اقتحاماتها لباحات المسجد الاقصى ويشجع اسرائيل على مواصلة التصرف كدولة استثنائية من حقها احتكار التاريخ والتراث والحضارة ونفي تاريخ وتراث وحضارة الغير ، وهو ما تفعله تحديدا في مدينة القدس استنادا الى الأساطير وروايات العرافين .
واستغرب تيسير خالد في نفس السياق دعوة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الدول العربية وفي مقدمتها العربية السعودية الى الاعتراف بدولة اسرائيل بغية دفع عملية السلام في المنطقة واعتبار هذا الاعتراف بمثابة تشجيع للاسرائيليين على المضي قدما في عملية السلام على حد قوله ، رغم ان فرنسا تعلم علم اليقين أن حكومات اسرائيل وخاصة حكومات بنيامين نتنياهو رفضت وما زالت ترفض مبادرة السلام العربية ، والتي ابدت فيها الدول العربية استعدادها لمثل هذا الاعتراف ، إذا ما امتثلت اسرائيل للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع الفلسطيني والعربي الاسرائيلي
وأضاف خالد في تصريح له، أن هذه المواقف الفرنسية لا تكتفي بمطالبة الجانب الفلسطيني بأثمان باهظة باتت معروفة للجميع من خلال ما رشح حتى الآن من افكار ما يسمى بالمبادرة الفرنسية ، بل تتجاوز ذلك نحو مطالبة الدول العربية بدفع الثمن مسبقا من أجل استرضاء دولة اسرائيل وتسهيل عقد مؤتمر أصبح في عالم الغيب بعد رفض حكومة نتنياهو مجرد عقده واعتذار وزير الخارجية الاميركي عن حضوره بحجة ازدحام مواعيده وكثرة انشغالاته ، ودعا فرنسا الى التصرف على نحو عادل يحفظ لفرنسا دورها ومكانتها ويوفر في الوقت نفسه ضمانات للفلسطينيين بأن المؤتمر الذي تدعو إليه لن يكون حصان طرواده للعودة من جديد الى مفاوضات ثنائية عبثية لا تنتهي وتستخدمها دولة اسرائيل لاستكمال مشروعها الاستيطاني الاستعماري في الضفة الغربية ومشروع التهويد والترانسفير والتطهير العرقي ، الذي يتواصل في مدينة القدس المحتلة تحت سمع وبصر دول العالم.