حدث رياضي أصبح سياسيا في نهائي كأس إسبانيا غداً
2016-05-21
تحتضن العاصمة مدريد غداً الأحد نهاية كأس ملك اسبانيا بين فريقي برشلونة وإشبيلية، ولم يعد الاهتمام منصباً على الجانب الكروي بقدر ما تحول إلى ما هو سياسي نتيجة قرار اتخذته حكومة مدريد بمنع الأعلام التي تمثل «جمهورية كتالونيا» التي يحمل بها سكان إقليم كتالونيا، وتدخل القضاء لمنع هذا الإجراء الإداري السياسي المنافي لحرية التعبير.
ورفعت محكمة بمدينة مدريد الحظر الموقع على جماهير فريق برشلونة بعدم رفع أعلام مؤيدة لاستقلال إقليم كاتالونيا خلال المباراة النهائية لكأس ملك أسبانيا لكرة القدم التي ستجمع فريقهم بإشبيلية الاحد. واستأنفت برشلونة القرار الصادر من ممثل الحكومة في مدريد بحظر استخدام الأعلام الإنفصالية في نهائي كأس الملك.
ونقضت محكمة القضاء الإداري القرار لتسمح برفع أعلام «إستيلادا»، المؤيدة لاستقلال إقليم كاتالونيا عن إسبانيا خلال المباراة التي ستقام بملعب فيسنتي كالديرون بمدريد. وعقب قرار الحكومة، قالت منظمات إقليمية كاتالونية إنها ستعطي الجماهير عشرة آلاف علم إسكتلندي.
وصوتت اسكتلندا في استفتاء شعبي على البقاء تحت لواء المملكة المتحدة في عام 2014 ولكن الحكومة الإسبانية رفضت السماح بإجراء استفتاء شعبي مماثل في كاتالونيا.
وأصدر فريق برشلونة، حامل لقب الدوري الاسباني، بيانا يوم الأربعاء ادعى خلاله أن العقوبة الخاصة بحظر رفع الأعلام »تعد اعتداء على حرية التعبير».
وينتظر محبو كرة القدم هذه المباراة بشغف كبير، فهي تجمع الفائز بالدوري الإسباني، فريق برشلونة العتيد بألقابه ونجومه مع اشبيلية الفائز هذا الأسبوع بكأس الدوري الأوروبي على ليفربول، لكن هذا الاهتمام تراجع في وسائل الاعلام الإسبانية والدولية ليحل محله جدل سياسي شائك.
ويرتبط الجدل السياسي بقرار الحكومة منع أنصار برشلونة حمل أعلام تمثل الجمهورية الكتالانية التي يحلمون بها. ويشكل علم جمهورية كتالونيا (مختلف عن علم الحكم الذاتي) عنصراً رئيسياً في كل مباراة كرة القدم التي يخوضها فريق برشلونة. وفي تاريخ الرياضة، لا يوجد فريق يمثل قومية معينة مثل العلاقة بين برشلونة وكتالونيا.
وتبقى المفارقة أيضاً أن فريق برشلونة هو الذي فاز أكثر من مرة بكأس ملك اسبانيا التي هي كأس ملكية، 27 مرة ولعب 37 مباراة نهائية. والمفارقة الثانية أن الفائز الثاني في التتويج هو فريق قومي محض وأكثر راديكالية وهو أتلتيك بيلباو الذي يمثل قومية بلد الباسك ويرفض التعاقد مع لاعبين خارج إقليم الباسك، وفاز بها 23 مرة في 37 مباراة نهائية. أما الفريق الملكي ريال مدريد ففاز بها 19 مرة فقط.
ويحضر ملك اسبانيا المباراة النهائية التي تحمل لقبه، ويتعرض كل مرة للحظات محرجة إذا كان برشلونة أو بيلباو في النهائي، حيث يتم التصفير ضد النشيد الوطني الإسباني وترديد شعارات ضد المؤسسة الملكية.
ونتيجة قرار الحكومة منع الأعلام، أعلنت رئيسة بلدية برشلونة آدا كولاو ورئيس حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا تشارلز بويغدمونت عدم حضورهما المباراة، وانضمت رئيسة بلدية مدريد مانويلا كارمينا إلى قرار المقاطعة، وشخصيات أخرى.
وتصف بعض وسائل الاعلام القرار بأنه من خصائص الدول الدكتاتورية وليس من خصائص دولة ديمقراطية. ولجأ فريق برشلونة إلى القضاء ضد قرار الدولة الإسبانية، وجاء الحكم مساء أمس الجمعة لصالح حق أنصار الفريق حمل العلم عملاً بحرية التعبير التي يضمنها الدستور الإسباني.
وكان أنصار الفريق قد قرروا قبل صدور القرار القضائي رسم علم جمهورية كتالونيا على وجوههم، أما «المجلس القومي الكتالاني» فقد قرر توزيع عشرة آلاف علم لدولة اسكوتلندا على أنصار برشلونة في رسالة مفادها ما تلقاه اسكوتلندا من حقوق ومنها استفتاء تقرير المصير منذ سنتين، وما يعاني منه الكتالان. وبهذا ستحضر أعلام «جمهورية كتالونيا» ودولة «اسكتلندا»، وتكون الحكومة قد قامت بأكبر دعاية لمطالب الكتالانيون.