:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/9922

يعلون يدفـع ثمـن الفاشيـة التـي ساهـم فـي ايجادها-هآرتس

2016-05-23

يقول المتفائلون إنه يوجد في اسرائيل ما يسمى يمينا عقلانيا سيقوم بازاحة نتنياهو عن السلطة. إنهم يستمدون التشجيع من استقالة بوغي يعلون من الحكومة. إنها الاشارة التي تبشر بالتغيير المطلوب ورد الفعل القادم. منذ زمن طويل يقومون باستطلاع الأفق، وهم ينتظرون هذه الاشارة، وها هي قد جاءت. لقد عرفوا أنها ستأتي. وهم يشيرون إليها بانفعال. وهم ينتظرون التطورات بجاهزية وعودة الابن الضائع للعقلانية الاسرائيلية الذي يرمز حسب رأيهم الى اليمين العقلاني. المتفائلون يشعرون، رغم أنه ليس واضحا إلى ماذا يستندون، بأن اليمين العقلاني يمثل الاغلبية لدى الجمهور الاسرائيلي. إنهم يلاحظون وجود بنية جماهيرية واسعة خفية قليلاً عن العين وتحت الارض، وأن كل شيء جاهز، وأن بوغي سيكون الشرارة، وبرميل النفط الكبير لليمين المعتدل سيشتعل، فتقوم النار بتطهير الجنون المتطرف الذي يهدد حياتنا. حسب نظريتهم، أغضب نتنياهو اليمين العقلاني زيادة عن اللزوم من خلال تعيين افيغدور ليبرمان وزيرا للدفاع. والآن حسب ما يتنبأ السيناريو الذي وضعوه، سنرى اليمين العقلاني يقوم للدفاع عن مبادئه ومن اجل انقاذ الدولة. ماذا يعني اليمين العقلاني؟ إنه يمين مخلص للديمقراطية ولسلطة القانون، يمين يمكن التحدث معه، يمين منطقي. من هو اليمين العقلاني؟ بوغي، جدعون ساعر، موشيه كحلون، بني بيغن. الثلاثة الاوائل، كما يعدنا المتنبئون، سيتوحدون. متى؟ (من المبكر جدا. الظروف لم تنضج بعد في المكان والزمان الصحيحين. ويجب أن تؤمنوا بذلك). يجب تشكيل حزب اليمين العقلاني الذي هو الفارس على الحصان الابيض للمجتمع الاسرائيلي. في هذا المثال، المجتمع الاسرائيلي هو مثل مقاطعة معزولة في الغرب. السكان ساذجون وأبرياء. وقد سقطت في أيدي عصابة الخارجين على القانون الذين اقتحموها وهم يلوحون بالمسدسات ويطلقون النار في الهواء. أبناء المقاطعة الجدد يقبعون في منازلهم ويراقبون، وهم خائفون مما يحدث، من وراء الستائر وبأصابع مرتجفة. الفارس على الحصان الابيض تعاون في الماضي مع العصابة، لكنه أصبح مختلفا الآن. هذا الغرب الكلاسيكي هو حياتنا. يدور الحديث عن نظرية مغرية. إلا أن المشكلة هي أن هذه النظرية خاطئة تماما. لأنه ليس هناك شيء اسمه يمين عقلاني. بوغي ليس سببا للتفاؤل. عند تأييد المستوطنات والاحتلال يتم الحصول في نهاية المطاف على ليبرمان وزيرا للدفاع. الثورة الفاشية التي كان بوغي أحد المتسببين الرئيسيين بها، قامت عليه والتهمته، إنه أحد أبنائها الجيدين. هكذا هي الحال في الحركات الثورية، يعلمنا التاريخ أن هذه هي الديناميكية الموجودة والتي ستأكل نتنياهو أيضا. بوغي ليس عقلانيا. أن تكون وزيرا للدفاع في حكومة نتنياهو أمر غير عقلاني. رفضت «نحطم الصمت» وقلت عنهم خونة، وهذا غير عقلاني. إنه ديمقراطي صغير جدا. لحلمه حول مستقبل اسرائيل لا توجد أي صلة بالديمقراطية وسلطة القانون، وايضا بالعقلانية. في «المناطق» لا توجد ديمقراطية ولا سلطة قانون ولا عقلانية. الجدال بين نتنياهو وبوغي حول اليئور ازاريا هو تجميلي فقط. وقد تم على هامش الصورة الكبيرة مثل الجدالات بين ساعر وكحلون وبين نتنياهو. وفيما يتعلق بالصورة الكبيرة، أي استمرار الحكم الاسرائيلي في «المناطق» المحتلة، هم يتفقون. اغلبية اليهود في اسرائيل فقدوا العقلانية السياسية، بالذات لأن بوغي يميز بين الجيد والسيئ فهو المشكلة وليس الحل. لا يوجد تسامح تجاهه. من يركب مع نتنياهو فان حصانه سيصبح أسود.