وصف نجم المنتخب الفرنسي السابق ومدرب ريال مدريد الإسباني الحالي زين الدين زيدان تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الأخيرة عن لاعبي كرة القدم بـ «الجارحة». ويأتي رد زيدان الغاضب عقب صدور كتاب جديد حول أولاند ينتقد فيه العديد من المؤسسات الحكومية والشخصيات السياسية، بالإضافة إلى لاعبي كرة القدم بعدما اعتبر أنهم ينزعون نحو «الإثنية والعرقية»، وزعم أولاند أن هذا يرجع إلى «ضعف تكوينهم التربوي والفكري ومحيطهم الاجتماعي. لقد عاشوا طفولة بائسة في الضواحي وانتقلوا من حياة الحرمان إلى حياة الترف والغنى وبالتالي أصبحوا لا يعرفون كيف يتصرفون، ولا يعرفون الصحح من الخطأ».
واستطرد أولاند ساخرا «يجب على الجامعة الفرنسية لكرة القدم العمل لتقوية عضلات الدماغ لدى هؤلاء اللاعبين» الأمر الذي أثار استنكارا في الأوساط الرياضية الفرنسية، ودفع زيدان للرد عليه بنبرة حادة قائلا «من الطبيعي أن تثير هذه التصريحات غضبي وغضب اللاعبين. إنها تصريحات جارحة… وأنا منزعج منها. كل واحد منا لديه الحق في أن يقول ما يروق له، خصوصا من طرف السياسيين، لكن لا أفهم ما المغزى من هذه الأقوال».
ومعروف عن زيدان ندرة مداخلاته الإعلامية للتعليق أو التعقيب على الأحداث التي تجري في فرنسا، لكن يبدو أن هذه التصريحات كانت القطرة التي أفاضت الكأس لأن فيها إساءة له بطريقة غير مباشرة وللاعبي كرة القدم بشكل مباشر خصوصا أولئك الذين يتحدرون من الأحياء الشعبية في الضواحي، حيث وصفهم الرئيس الفرنسي بـأنهم «عديمو الأخلاق والتربية». ومن المعروف أن النجم زين الدين زيدان ترعرع في أحد الأحياء الشعبية الفقيرة في مارسيليا وسط عائلة متوسطة الحال من أصول جزائرية، وعانى من الحرمان والعنصرية في صغره، لكن موهبته في كرة القدم حلقت به عاليا وأصبح أسطورة حية بعد احترافه في كبرى الأندية الأوروبية وتمكن من إحراز كأس العالم مع المنتخب الفرنسي في 1998 وكأس أمم أوروبا في عام 2000 إضافة إلى عدد من الألقاب الأوروبية، وهي نجاحات جعلته محبوبا ويحظى بشعبية كبيرة لدى كل فئات الشعب الفرنسي.
كما لم يفوت زين الدين زيدان الفرصة للدفاع عن مواطنه ومهاجمه في النادي الملكي كريم بن زيمة، بعد الانتقادات التي تعرض لها هذا الأخير من طرف الرئيس الفرنسي.
وكان أولاند وصف بن زيمة قائلا «ليس مثالا يحتذى في الأخلاق»، وتأتي تصريحاته بعد تورط مهاجم ريال مدريد ونجم المنتخب الفرنسي في قضية ابتزاز زميله في المنتخب ماتيو فالبوينا بعد تسريب شريط جنسي خاص بالأخير وبزوجته وتحول الحادث إلى قضية رأي عام، وعلى إثرها قام الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بإيقافه عن اللعب مع منتخب الديكة، منذ آب/ أغسطس 2015. ولا تزال قضية كريم بن زيمة تثير الكثير من الجدل بعدما برأه القضاء من كل التهم الموجهة إليه خصوصا أن مدرب المنتخب الوطني ديدييه ديشان لم يستدعه للعودة مجددا للمنتخب الفرنسي من أجل خوض التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018 . واعتبر زيدان أن تصريحات الرئيس أولاند عن بن زيمة «سيكون لها أثر سلبي على مستقبله مع المنتخب الفرنسي رغم أن لا شيء يمنعه الآن بعدما تمت تبرئته».
وجدير بالذكر أن مدرب نادي تولوز الفرنسي، باسكال دوبرا انتقد بدوره بشدة تصريحات أولاند حول لاعبي كرة القدم، معتبرا أن «تصريحاته معيبة ومشينة. أريد أن أقول للسيد الرئيس إنه ما كان عليه أن يتفوه بتلك الألفاظ الجارحة، لأن أغلب اللاعبين يتمتعون بمؤهلات فكرية عالية» وأضاف «صحيح أن هناك بعض اللاعبين يرتكبون بعض الحماقات لكن هذا ليس مبررا لنعتهم بأقذع الأوصاف، في السياسة كما في الرياضة يجب أن نكون قدوة ومثالا يحتذى».
واستهجنت نقابة اللاعبين المحترفين لكرة القدم في فرنسا تصريحات فرانسوا أولاند ووصفتها بـ« المهينة ولا تعبر عن الواقع، لأنها تزيد من ترسيخ الصور النمطية حول لاعبي كرة القدم».

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف