الأخوات والأخوة / الرفيقات والرفاق رؤساء وأعضاء الجاليات والروابط والاتحادات الفلسطينية في المهجر
تحية الوطن وبعد،
في التاسع والعشرين من تشرين الثاني / نوفمبر من كل عام، يحيي شعبنا الفلسطيني، ومعه كل أحرار العالم، باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، هذا اليوم الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 40/33 بتاريخ 2 كانون الأول من عام 1977، جاء في ذكرى قرار التقسيم رقم 181 لعام 1947، القرار الذي نص على إنشاء دولتين عربية ويهودية في فلسطين، واستنادا لهذا القرار قامت دولة (إسرائيل) دولة الاحتلال والاغتصاب، في حين كان شعبنا الفلسطيني وما زال حتى الآن ضحية لذلك القرار ولكل السياسات الاستعمارية التي بدأت من وعد بلفور المشؤوم، ومحروما من حقه الطبيعي المتاح لكل شعوب العالم في إقامة دولته الوطنية المستقلة على تراب وطنه.
إن تخصيص الجمعية العامة للأمم المتحدة يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني مثّل في حينه اعترافا بمشروعية النضال الوطني الفلسطيني، وبالحقوق الوطنية الفلسطينية، كما شكل حافزا لاستنهاض النضال تحت رايات منظمة التحرير الفلسطينية، داخل الوطن المحتل وفي بلدان اللجوء والشتات من أجل انتزاع حقوقنا الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة.
ويتزامن إحياء هذه المناسبة هذا العام، معإطلاق الحملة الوطنية لإحياء مئوية وعد بلفور، وهي الحملة التي سبق أن خاطبناكم بشأنها، وتتركز على المطالبة بجعل العام 2017 عاما لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ودعوة بريطانيا للتكفير عن جريمتها التاريخية بحق الشعب الفلسطيني والاعتراف بحقوقه الوطنية، ومطالبة المجتمع الدولي وبخاصة الولايات المتحدة برفع الظلم التاريخي الفادح الذي حاق بالشعب الفلسطيني ولا يزال يحيق به احتلالا وتشريدا ونكبات متتالية ومصادرة لحقوقه الوطنية والإنسانية.
نحن في دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية إذ نجدد اعتزازنا وتقديرنا للدور الذي تلعبه جالياتنا تجاه قضيتنا الوطنية، ولا سيما في شرح أبعاد قضيتنا ومعاناة شعبنا، وفضح جرائم المحتلين، واستقطاب كل أشكال الدعم والمناصرة لحقوقنا، نعرب عن ثقتنا باستنهاض دور جالياتنا في تحويل العام الجديد إلى عام لإنهاء الاحتلال والى عام من الفعاليات المتواصلة للضغط على حكومة المملكة المتحدة ودفعها لتقديم اعتذار لشعبنا عن جريمة وعد بلفور، والتكفير عن الجريمة بالاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجّروا منها بالقوة العسكرية الغاشمة، إلى جانب الاعتراف بدولة فلسطين على جميع الأراضي المحتلة بعدوان 1967 وفي القلب منها مدينة القدس العاصمة الأبدية لشعب ودولة فلسطين.
ومن الطبيعي أن إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يوفر فرصة جيدة لتوثيق الصلات مع لجان التضامن الموجودة في بلدان إقامتكم، وتفعيلها، وإعادة تنشيط وتفعيل ما خبا من هذه اللجان، وبناء لجان جديدة مشابهة في البلدان التي لا توجد فيها لجان تضامن بعد أن أصبحت قضية فلسطين وشعبها رمزا لقضية الحرية والعدالة في العالم.
كما أن هذا اليوم يمثل فرصة لتنشيط دورنا ودور جالياتنا في الحملة الشاملة لمناسبة مئوية بلفور، من خلال مواصلة تشكيل اللجان على مستوى البلد والإقليم والمنطقة، وتنظيم فعاليات، وتوجيه الرسائل والمذكرات، وتكثيف الاتصالات مع القوى والأحزاب والمؤسسات، والشخصيات البرلمانية والأكاديمية والحقوقية، بما يساهم في مراكمة جهودنا وإنجازاتنا لكي نستقبل العام المقبل ونحن أكثر قدرة على الفعل والتأثير وإيقاظ ضمير العالم تجاه نكبتنا المستمرة.
فليكن يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني يوما مميزا في النضال الوطني الفلسطيني وفي استقطاب الأصدقاء والداعمين والمناصرين، وليتحول هذا اليوم من مناسبة نتذكرها عاطفيا بين عام وآخر، إلى رافعة حقيقية للتقدم على طريق إنجاز حقوقنا الوطنية.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف