كانت المرة الأولى قبل أسابيع في جامعة بير زيت، ثم تكررت ثانية اليوم في الجامعة العربية الأميركية!! فأين قيادات فصائل اليسار من هذا الذي يجري ؟.
ألا "تثقف" هذه القيادات كوادرها الطلابية ببرامجها أو ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد؟
ألم تكتشف منظمة التحرير الفلسطينية، وفصائلها، الطاقات النضالية للجماهير الفلسطينية في مناطق الـ 1948، طاقات هذا المكوّن الثالث الرئيسي من مكوّنات شعبنا، منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي عقب فوز العناصر الوطنية، وعلى رأسها الشيوعي توفيق زياد، بانتخابات بلدية الناصرة في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) 1975، وبدرجة أكبر بعد أحداث "يوم الأرض" الدامية، في الثلاثين من آذار (مارس) 1976، التي سقط خلالها ستة شهداء، ذلك اليوم الذي تحوّل إلى يوم وطني يحييه الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده؟
ألم تجمع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية منذ سنوات طويلة على ضرورة مراعاة خصوصية موقعهم، وتدعم نضالاتهم من أجل المساواة، ومن أجل تعزيز دور القوى اليهودية المناهضة للصهيونية والمؤيدة لـ "السلام العادل" مع الفلسطينيين، ومن أجل ضمان حقوقهم، السياسية والمدنية، بصفتهم أقلية قومية داخل دولة إسرائيل؟.
ألم تسلّم بدور قواهم السياسية وهيئاتهم التمثيلية، ، وبالارتباط الوثيق بين نضالهم ونضال الفلسطينيين في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ سنة 1967 ؟
ألم يُعقد منذ مطلع أيار 1977، أول اجتماع رسمي علني بين وفد يمثل المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ووفد يمثل الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وذلك في مدينة براغ، صدر عنه بيان مشترك أشار إلى أن الجانبين "تبادلا وجهات النظر، في جو ودي، حول قضايا النضال المشترك"، وأكدا أن هذا اللقاء "سيكون فاتحة علاقات نامية بين الطرفين وكل القوى التقدمية والديمقراطية الأخرى"؟
ألم يعبر المجلس الوطني الفلسطيني في دورته السادسة عشرة، التي انعقدت في الجزائر في شباط (فبراير) 1983، عن اعتزازه بكفاح الشعب الفلسطيني في مناطق 1948 "في وجه العنصرية الصهيونية من أجل تأكيد هويته الوطنية باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني"، ودعا إلى "توفير كل سبل الدعم له وتعزيز وحدته ووحدة هيئاته وقواه الوطنية"، وهو ما أعادت التأكيد عليه الدورة العشرين للمجلس الوطني الفلسطيني، التي انعقدت بالجزائر في أيلول (سبتمبر) 1991، والتي حيت، في استخلاصاتها السياسية، جماهير الشعب الفلسطيني "الصامد في الجليل والمثلث والنقب والساحل"، وثمنت "الدور النضالي الذي يقومون به دعماً للانتفاضة والوقوف إلى جانبها وحفاظاً على هويتهم الوطنية في وجه كل محاولات الطمس والتذويب"؟.
ثم ألم يهب الفلسطينيون في مناطق الـ 1948 في تشرين الأول 2000 تضامناً مع الانتفاضة الثانية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقدموا الشهداء محدثين شرخاً عميقاً في علاقتهم بالدولة التي صارت تلاحقهم وتلاحق هويتهم ولغتهم بقوانينها العنصرية؟
ألم يقرأ أنصار الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الجامعة العربية الأميركية برنامج جبهتهم السياسي المقر في سنة 2006، الذي أشار إلى أن الجبهة الديمقراطية "تنطلق من ضرورة الاعتراف بالهوية القومية للجماهير الفلسطينية في إسرائيل بصفتها جزءاً لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني الموحد وضمان حقها المشروع في التعبير عن هذا الانتماء"، مؤكدة أن مهمتها أن "تساند بحزم وبلا تردد مساعي استنهاض وتأطير نضال الجماهير الفلسطينية في إسرائيل"، ومن أجل "رفع الحظر عن التنظيمات الوطنية العربية الفلسطينية" فيها ؟
ليسمح لي الرفاق في قيادات فصائل اليسار بالقول: لم يعد سكوتهم على هذه الأفعال مبرراً!!

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف